يعود سجن الـ«ألكاتراز» الأميركي الشهير، الذي شهد العديد من الأحداث الدامية والقاسية في تاريخه، إلى الواجهة الإعلامية من جديد، ولكن هذه المرة باكتشاف أثري مثير للاهتمام للغاية، وفريد من نوعه، حيث اكتشف فريق من الباحثين من جامعة «بيرمنغهام» البريطانية، وجود قاعدة عسكرية تعود للقرن «التاسع عشر» تحت السجن الشهير. إذ أن السجن الذي أصبح مزاراً سياحياً شهيراً، لم يكن السياح ولا المسؤولون عنه، يدركون أن هنالك تحت أقدامهم، يوجد مقر لقاعدة عسكرية تعود لذلك الوقت من التاريخ.
وبحسب «سكاي نيوز»، فقد استخدم فريق الباحثين البريطانيين، عدداً من وسائل التقنية الحديثة المتطورة، من بينها رادار عالي التقنية، إضافة إلى المسح بأجهزة الليزر، قادتهم لاكتشاف القاعدة العسكرية التاريخية، دون الاضطرار إلى الحفر أو التنقيبات الأثرية المتعارف عليها، حيث أظهر المسح الذي قام به الباحثون، وجود آثار وأساسات لقاعدة عسكرية تعود في تاريخها إلى القرن التاسع عشر، بالإضافة إلى نفق من الطوب وجسر محصن ضد القنابل.
من جهته، قال «تيموثي دي سميت»، وهو قائد فريق البحث الجامعي البريطاني أن: «الأطلال الأثرية لهذه المباني التاريخية تقع على بعد سنتيمترات قليلة فقط تحت أساسات السجن الحالي، وهي محفوظة بصورة جيدة». وأضاف قائلاً: «أن الطبقة الخرسانية لأرضية ساحة الترفيه رقيقة للغاية، وفي مناطق أخرى توجد هذه الطبقة مباشرة فوق السجن الذي تم تشييده في ستينيات القرن التاسع عشر». مشيراً «دي سميث» إلى أن طبقات من الخرسانة أضيفت إلى القاعدة العسكرية التاريخية للتقليل من تآكل جدرانها نتيجة الأمطار والرياح.
وتابع قائد فريق البحث العلمي: «من الرائع العثور على التاريخ تحت أقدامنا بحيث يمكننا وضع تصور له وإظهاره للعامة». إلا أن «دي سميت» أشار أيضاً إلى أنه العديد من آثار هذه القاعدة العسكرية التاريخية المكتشفة، كانت قد سُوّيت بالأرض وتم دفنها تحت الأرض، جراء تحول هذه القاعدة إلى سجن.
وفي تصريح للباحث الرئيسي في الفريق البحثي من جامعة «بيرمنغهام»، قال: «استخدام وسائل الاستشعار عن بعد الحديثة والمتطورة، مثل هذه الأجهزة، يتيح للخبراء الإجابة عن العديد من الأسئلة التاريخية الأساسية بشأن السلوك الإنساني والتنظيم الاجتماعي السائد، بالإضافة إلى التغيرات الثقافية عبر الزمن من دون تكلفة باهظة أو هدم وحفر وتنقيب».