بعد كثير من الألعاب الخطرة التي تهدد الأطفال حول العالم، ومن بينها «الحوت الأزرق»، انطلقت قبل أشهر لعبة جديدة قاتلة ومرعبة تهدد سلامة وحياة الأطفال حول العالم، وأثارت الرعب لدى الجهات الرسمية والعائلات على الأطفال في بريطانيا وباقي دول العالم وفقًا لصحيفة «ديلي ميل» البريطانية، وموقع «روسيا اليوم». وهذه اللعبة المرعبة وصلت إلى مقاطع فيديوهات الأطفال على موقع الفيديوهات العالمي «اليوتيوب» الذي نفى تلقيه أي دليل حديث على مقاطع الفيديو هذه.
ويرتبط التحدي بصورة مخيفة لامرأة بملامح غريبة الأطوار، مستوحاة من عمل فنان الدمى اليابانية، ميدوري هاياشي، حيث أثار التحدي مخاوف حول احتمال ظهور ظاهرة أخرى تشبه «الحوت الأزرق».
ويبدو أن التحدي يتبع البرنامج النصي نفسه تقريبًا في كل مرة: أولاً، يواجه المستخدمون تحديًا حقيقيًا للاتصال بـ«مومو»، عن طريق إرسال رسائل إلى عدد غير معروف من المستخدمين، ثم يتم تتبعهم بالصور المخيفة والرسائل العنيفة.
ورغم التحذيرات المتصاعدة، إلا أن الأمثلة الفعلية لتحدي «مومو» ظلت غامضة... حسب صحيفة «ديلي ميل» البريطانية وموقع «روسيا اليوم».
رد يوتيوب الرسمي
ورد موقع يوتيوب على التقارير الصادرة، بعد أن صمت في البداية بشأن هذه القضية. وفي حديثه مع:
DailyDot»»
قال متحدث باسم «يوتيوب»: «على النقيض من التقارير الصحافية، لم نتلق أي دليل حديث على مقاطع فيديو تعرض أو تروّج لتحدي «مومو» على يوتيوب. إن هذا النوع من المحتوى ينتهك سياساتنا ونحذفه على الفور.
تحذير رسمي من اللعبة الخطرة
ومع ذلك، أصدرت السلطات والمدارس تحذيرات لأولياء الأمور عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليكونوا على بينة من التحدي الخطير على سلامة الأطفال العقلية والجسدية.
وفي منشور تحذيري على «فيسبوك»، شاركت إحدى الأمهات الأميركيات من ولاية «لويزيانا» كيفية استهداف «تحدي مومو» لابنتها بري أندريا روسل البالغة من العمر 6 سنوات، أثناء مشاهدتها فيديو:
«Peppa Pig»
على يوتيوب الأطفال، وظهرت لها لعبة مومو فجأة بشكلها المرعب بعينيها الكبيرتين وحاولت مصادقتها لارتكاب أشياء غير لائقة، وتبين أن الطفلة الذكية بري عاقلة وذكية حيث أغلقت اللعبة عندما شعرت بأنها يمكن أن تؤثر عليها وتؤذيها فأغلقتها، وقالت: لم أعد أدخل لعبة «بيبا بيج» حتى لا تظهر لعبة ودمية مومو لي مرة أخرى، لأنني لا أريد أن أموت، ولأنني أريد أن أظل بأمان بعيدًا عنها... وهذا الأمر أثار رعب والدتها بريتاني روسل«27 عامًا» على الأطفال الآخرين الذين من الممكن أن يقعوا بفخ تحدي هذه اللعبة، فحذرت الأمهات وأطفالهن عبر «فيسبوك» من هذه اللعبة، وطالبت بإغلاق اللعبة فور ظهورها لهم، وحذف تطبيق اللعبة «بيبا بيج» التي تتسلل منها «مومو» إليهم نهائيًا من هواتف أطفالهن كما فعلت ابنتها «بري روسل». وفي لقاء للأم بريتاني مع صحيفة «ذا ميرور» البريطانية قالت: الحمد الله والشكر لله، قامت ابنتي بري بإغلاق اللعبة فور ظهور «مومو» لها على هاتفها، فلو استمرت بالفتح عليها، لظهر جسمها العاري كله أمامها، وأشرفت بنفسها على حذف ابنتها تطبيق اللعبة من سطح هاتفها، وتأكدت من عدم تنزيل ابنتها له مرة أخرى. وأضافت: يجب على الآباء والأمهات إجراء متابعة يومية على هواتف أطفالهم، والتأكد من عدم وجود تطبيق هذه اللعبة أو ألعاب مشابهة على هواتفهم، ومناقشتهم بوعي وصراحة ليقوموا بما قامت به ابنتي طواعية، وفقًا لصحيفة «ذا ميرور» البريطانية.
وحذرت المدارس البريطانية من لعبة «بيبا بيج» التي تتسلل منها دمية ولعبة «مومو» لإغراء الأطفال بتحدياتها المرعبة والمؤذية التي ستتعقب الأطفال بصور عنيفة وتحثهم على إيذاء أنفسهم أو الانتحار، وهي شبيهة في خطرها بلعبة «الحوت الأزرق».
وادعت قصة أخرى مروعة، شاركها صالون تصفيف شعر الأطفال في:
«Gloucestershire»
أن التحدي وصل إلى فتاة تبلغ من العمر 5 سنوات، وطالبها بالتخلص من شعرها.
وعلى موقع «فيسبوك» هذا الأسبوع، نشرت مدرسة ابتدائية في بريطانيا منشورًا يؤكد أنها «تدرك تداول مقاطع الفيديو غير اللائقة عبر الإنترنت، واستهدافها الأطفال في جميع أنحاء المدرسة، بما في ذلك «تحدي مومو».
واستطردت موضحة: «يبدأ أحد مقاطع الفيديو ببراءة، على سبيل المثال، حلقة من مسلسل:
«Peppa Pig»
ولكن سرعان ما يتحول إلى نسخة معدلة مع مشاهد «العنف و«اللغة المسيئة». ويظهر مقطع فيديو آخر باسم «مومو»، يحفز الأطفال على القيام بمهام خطيرة دون إخبار والديهم، وتشمل الأمثلة مطالبة الأطفال بتشغيل الغاز أو العثور على الأجهزة اللوحية وأخذها.
وأشارت:
«National Online Safety»
في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إلى أنها تلقت تقارير من «مئات المدارس وأولياء الأمور حول «تحدي مومو» المرعب».
تسبب بانتحار طفلة أرجنتينية في الـ12 عامًا
إذ أثار «تحدي مومو» الرعب في الصيف الماضي، عندما اعتقد بأن له صلة محتملة بانتحار فتاة تبلغ من العمر 12 عامًا في الأرجنتين وفقا لـ«بوينس أيريس تايمز».
وقورنت هذه المأساة الكبيرة بكارثة تحدي «الحوت الأزرق»، المرتبط بعشرات حالات الانتحار في روسيا عام 2017.
لا تدعوا أطفالكم يلعبونها
ومن غير الواضح ما هي الدوافع وراء إطلاق هذه اللعبة، ولكن السلطات حذرت من استخدامها من قبل محتالين لسرقة المعلومات أو تشجيع العنف والانتحار، وفقًا لـموقع «بي بي سي» البريطاني.
وتم الإبلاغ عن التحدي الشرير في العديد من البلدان حول العالم، بما في ذلك الأرجنتين والمكسيك والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، رغم أنه كان في البداية أكثر شعبية في أميركا اللاتينية.
لا تتصلوا بالأرقام المجهولة أبداً
وفي تغريدة على «تويتر» انتشرت في أغسطس (آب) الماضي، كتبت وحدة التحقيق في جرائم الكومبيوتر التابعة لولاية تاباسكو، المكسيك: «بدأ الأمر كله في مجموعة على «فيسبوك»، حيث تم تحدي المشاركين لبدء الاتصال برقم مجهول. وقال العديد من المستخدمين إنه إذا أرسلوا رسالة إلى «مومو» من هاتفهم الخلوي، فإن الرد يأتي على شكل صور عنيفة وعدوانية، ويقول البعض إنهم تلقوا رسائل مميزة بالتهديدات.
ويجري حث مستخدمي «واتس آب» على عدم الاتصال بأرقام مجهولة، أو المشاركة في الرسائل التسلسلية.
وسبقت دول أوروبا، دولاً عربية من بينها الأردن: حذرت مواطنيها من اتصال الكبار والصغار بأرقام مجهولة قد تكون واردة إليهم من محتالين دوليين أو محليين أو مجرمين أو إرهابيين أو مروجي الألعاب الخطرة للسيطرة على أطفالهم، بالعنف والتحديات والمشاهد العنيفة والبذيئة.
ولا يجب ترك الحرية للأطفال بتصفح مثل هذه المواقع أو شراء الألعاب العنيفة وقبول تحدياتها عبر الأنترنت حرصا على صحتهم العقلية والجسدية التي باتت تهدد بقوة أطفال بريطانيا ودول أوروبية عديدة.