للطبيعة عملها الخاص، تخرج من خلاله فَنّاً خالصاً يصعب أحياناً على البشر أن يجاروه؛ فهي في تحرك مستمر لا تعرف التوقف، وببطء شديد تتسلل نحو كل شيء وتفرض سحرها عليه، ومهما حاول البشر إيقافها، ستعود مرة أخرى وأخرى، وتفرض إيقاعها على الأشياء.
وتالياً، سنعرض عليكم بعض التحف الفنية التي هجرها البشر، لكن الطبيعة كان لها كلمتها، وحولت هذه الأماكن المهجورة إلى مشاهد رائعة، ومؤخراً، اشتهرت هذه الأماكن وانتشرت على نطاق واسع، وعلى الرغم من كونها مهجورة منذ عقود؛ حيث تمكنت الطبيعة من أن تحافظ على تحفتها من خرابنا، ولكن ظل البشر يزورونها للاستمتاع بها، إليكم أشهر وأجمل الأماكن المهجورة في العالم.
قرية القلاع الفارغة - تركيا
البداية، ستكون في مكان سحري يُشبه عوالم الرسوم المتحركة في قصص أميرات «ديزني» الشهيرة، قرية كاملة من القلاع الرائعة التي بناها الإنسان، إلا أن صمت وهدوء الطبيعة زاد من جمالها بعد أن هجرها الجميع، هذه القرية موجودة في شمال تركيا، كان قد بناها عدد من المستثمرين بهندسة معمارية فاخرة، فيها ما يزيد عن 700 فيلا على هيئة قلاع خيالية، تم تشييديها لجذب المشترين من كل مكان، ولكن قصتها الحزينة، أن مُلّاكها لم يتمكنوا من بيع سوى 350 فيلا فقط، وبعد الانهيار الاقتصادي الذي حصل في البلاد في السنوات الماضية، تركها الجميع وتحولت إلى أماكن خالية تماماً من الناس.
فندق «ديل سالتو» – كولومبيا
في بدايته، وتحديداً عندما بُني هذا المكان في العام 1923، كان عبارة عن قصر فخم، وأعيد بناؤه مرة أخرى في العام 1950 ليتحول إلى فندق «ديل سالتو»، وظل قبلة لجميع من يرغب بزيارة كولومبيا، ولكن بسبب تلوث النهر، أغلق المكان طوال عقدين كاملين، وتُرك منذ ذلك الحين حتى الألفية الثالثة الجديدة، إلى أن تم افتتاحه خلال السنوات القليلة الماضية، وأصبح مكاناً يجذب السياح، ويزوره أكثر من 6 آلاف شخص كل عام.
كوخ الصيد – ألمانيا
نتابع رحلتنا إلى ألمانيا؛ حيث توجد بحيرة «هت من بيرشتسجان» في الحديقة الوطنية في ولاية «بافاريا»، وهناك في منتصف البحيرة، بُني كوخ بسيط وقديم يعود تاريخه إلى العام 1978، ولسبب أو لآخر، ظل الكوخ مهجوراً لعشرات السنين، ولكن وجوده بين المناظر الساحرة والخاطفة للألباب في المنطقة، جعل له شهرة واسعة، وأصبح جزءاً لا يمكن التخلي عنه في كادر المشاهد الجميلة في المنطقة.
قبة المنازل - فلوريدا
توجد هذه القبة في منطقة «كيب رومانو»، في مقاطعة «كولير» بولاية فلوريدا الأمريكية، كان قد تم تشييدها في عام 1980 من قبل رجل الأعمال المتقاعد «بوب لي»، حيث كان منزلاً لقضاء العطلات، لكنه قام بالتخلي عنه في العام 1992، قبل أن يتم بيعه في العام 2005 إلى «جون توستو»، هذا المنزل ذو التصميم الجميل، كان في وقت سابق مبنياً على اليابسة، إلا أن ما يُسمى «التآكل الساحلي»، وهو تناقص منطقة اليابسة لحساب مياه البحر، حوّله إلى منزل في وسط المياه، وهو من الأمور التي زادت من جماله، رغم أنه مكان مهجور.
«إس إس إيروفلد» - أستراليا
الـ«إس إس إيروفلد»، هي عبارة عن سفينة قديمة وصدئة، عالقة في مياه خليج «هومبوش» الهادئة غرب مدينة سيدني في أستراليا، إلا أن سحر الطبيعة الذي تحدثنا عنه، حولها إلى مكان جميل للغاية، بعد أن غطت النباتات الكثيفة سطح السفينة، التي تم تشييديها خلال العام 1911 في بريطانيا، قبل أن تتوقف عن العمل وتصبح حطاماً حولته الطبيعة لتحفة فنية.
الـ«كولمنسكوب» - صحراء ناميبيا
هذه القرية الصغيرة ببيوتها المهجورة في وسط صحراء ناميبيا، كانت ذات يوم تُسمى «مدينة الألماس»، وكانت تنبض فيها الحياة في كل زاوية منها، وذلك بعد أن اكتشف الألمان أن هذه المنطقة تحتوي على مخزون كبير من الألماس مطلع القرن العشرين الماضي، ولكن بعد استنزاف كل مخزونه من الأرض، هجرها جميع من كان يسكن فيها؛ لتتحول إلى مدينة أشباح، وبدل الأرواح التي كانت تعيش في منازلها، أصبحت رمال الصحراء هي المالك الوحيد لها، وهي من سكنتها.
كراكو - إيطاليا
قبل عقد الستينات من القرن العشرين الماضي، كانت مدينة «كراكو» التي تم بناؤها على تلة مرتفعة متدرجة في إقليم «بازيليكاتا» في مقاطعة «ماتيرا» الإيطالية، مكاناً يضج بالحياة في كل مكان منه، وكان سكانها يشتهرون بزراعة القمح، إلا أن كثرة الزلازل، دفعت جميع من فيها إلى الرحيل عنها، وفي العام 1963 كانت المدينة الإيطالية فارغة تماماً، وسكنتها الطيور والحيوانات، وامتدت النباتات لتغطي منازلها.