لمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف كل عام في الثامن من مارس، افتتح ملتقى المبدعات العربيات الأول للعام 2019 أعماله في حفل أقامه "ديوان أهل القلم" .
على هامش الملتقى، التقت "سيدتي" نخبة كبيرة من المبدعات العربيات اللواتي أثنين على ما تقوم به المرأة العربية منذ سنين طويلة حتى يومنا هذا في خدمة أسرتها ومجتمعها وبلدها، ووجّهت لهن سؤالاً مشتركاً حول مساحات الإبداع المتوفّرة للمرأة وما الذي يعيقه؟
الاميرة د. هيا بنت خالد بن بندر: الصعوبات تولّد الإبداع
*الأميرة د. هيا بنت خالد بن بندر بن عبد العزيز آل سعود (دكتوراه في علم الجينات) تشير في حديثها إلى أن " مساحات الإبداع موجودة، ولا معوقات تعيق كل شخص قادر على الوصول، مع العلم أن الصعوبات التي يعاني منها أي منا في حياته تولّد الإبداع، فالعالم المبدع على سبيل المثال لا بد أنه واجه صعوبات ومشكلات وجد لها حلولاً وتفسيرات مختلفة.
حتى أكون مبدعة يجب أن أتجاوز جميع الصعوبات،فكل إنسان منجز سيصل إلى الإبداع مع الوقت".
وحول معوقات الإبداع، تشير الأميرة الدكتورة إلى أن "المعوقات التي واجهتني كثيرة جداً إن كان لناحية الأبحاث والدراسات... ولكنني تجاوزتها بشكل أو بآخر حتى أجد تفسيراً لها إن كانت معوقات مجتمعية أو دراسية ...
السؤال كيف ستتجاوز المرأة هذه المعوقات وتتغلّب عليها وتصل إلى هدفها؟ إن كل امرأة مبدعة سوف تطرح هذه الأسئلة رغم اختلاف المجتمعات والعادات والتقاليد وأنماط التفكير .. نظرة المرأة لهذه المعوقات هي التي ستسمح لها بإلإنجاز فقط لا غير".
د.عفاف اليماني: الإبداع النوعي
* د. عفاف اليماني (أكاديمية وناقدة مسرحية من المملكة العربية السعودية)
تعتبر أن "الإبداع مسؤولية كبيرة جداً لأن المقياس يختلف من بيئة إلى أخرى ومن شخص إلى آخر، وقد لا يكون الإنسان مبدعاً من حيث الكمية ولكنه مبدع من حيث النوعية".
أما فيما يتعلّق بالمعوقات فهي "تأتي أولاً من الإنسان، هو الذي يصنعها وهو الذي يتخطاها، الاستسلام ممنوع بل مرفوض وعلينا إعادة التجربة والمحاولة عدّة مرات للوصول إلى النجاح".
د. دانة بخيت: السعودية مبدعة الى حدّ كبير
*د. دانة بخيت (دكتوراه في الصيدلة الوراثية وباحثة من المملكة العربية السعودية) تقول في حديثها "إن مساحات الإبداع موجودة على جميع الأصعدة، ولا أبالغ عندما أقول إنه في المملكة العربية السعودية لا تغيب مساحات مخصّصة للإبداع للشباب والشابات في أي مجال يتم اختياره".
أما فيما يتعلّق بالمعوقات فهي تتمثّل بعدم توفّر الطموح إن كان لدى الشاب أو المرأة لأن المملكة تقدّم لنا الكثير فلماذا لا نبدع، فالمرأة السعودية بشكل خاص تعتبر مبدعة إلى حدّ كبير".
د.سعيدة بن خاطر الفارسي: مساحات الإبداع واسعة
* النائب د. سعيدة بن خاطر الفارسي (شاعرة وناقدة وكاتبة وصحافية من سلطنة عمان) تشير في حديثها إلى "أن المرأة العربية في طبيعة تركيبتها مبدعة سواء كانت سيدة منزل فهي مبدعة في رعايتها لأولادها وفي مهماتها الخاصة داخل أسرتها حتى تكون في أفضل صورة".
وحول المعوقات، تشير د. سعيدة إلى أن " المعوق الأساسي هو الذات، فإذا كانت الذات غير طموحة ولا تسعى إلى تطوير نفسها".
د. صفاء ناصر الدين: قوانين محفّزة وداعمة
* الوزيرة د. صفاء ناصر الدين (نائب رئيس جامعة القدس لشؤون القدس من فلسطين) تعتبر في حديثها أن " مساحات الإبداع للمرأة تبدأ من مجتمعها الصغير ومن بيئتها وتنطلق إلى المجتمع الواسع، ومن المهم جداً أن يكون لدى الدولة قوانين محفّزة وداعمة تشجّعها ".
وحول معوقات الإبداع، تؤكد د. صفاء أن "المعوقات كثيرة قد تكون من المجتمع الصغير وقد تكون البيئة وقوانين البلد الموجودة التي لاتسمح لها بالعمل بأوقات مختلفة ".
هالة البدري: المهارات تحدّد الإبداع
* هالة البدري (كاتبة من مصر) تعتبر أن "مساحات الإبداع متوفّرة في مصر بشكل واسع والمنافسة فيها قوية جداً، فالمهارات هي التي تحدّد نسبة الإبداع ليس فقط على المستوى العربي بل على المستوى العالمي أيضاً".
وحول معوقات الإبداع، تقول بأنها "قد تكون صغيرة ومن ثم تكبر وهنا يأتي دور الإرادة الصلبة والعزيمة لدى كل امرأة ".
سامية حسين: الإبداع منهاج في حياتنا
* سامية حسين (مستشارة تسويق وعلاقات عامة من البحرين) تؤكد في كلمتها أن "كلمة الإبداع كبيرة جداً ولها معان كثيرة، رب العالمين حثّنا على الإبداع وإتقان كل عمل نقوم به فلمَ لا نعتمد هذا المبدأ كمنهاج في حياتنا؟".
وحول المعوقات، تشير حسين الى "أن التحديات موجودة في كل مكان وفي كل المجتمعات، لذلك يجب أن أوظّف هذه التحديات لخدمة مشروعي وتحقيق نتائج مثمرة".
ياسمبنة الأزهري: المجهود يؤدي الى الإبداع
* السيدة ياسمينة الأزهري (سيدة أعمال من سوريا) تشير إلى أن "مساحات الإبداع متوفّرة للمرأة بشكل كبير في المجتمعات العربية من خلال المجهود الذي يجب أن تقوم به حتى تصل إلى مرحلة الإبداع.
تتغير قوانين وثقافات المجتمع والعمل داخل كل بلد عربي، لذلك يجب تحديد الأهداف وأين يمكن للمرأة أن تنجح، بالإضافة إلى تطوير المهارات والذات من أجل التقدّم في العمل".
د. غيداء أبو رمان: التعاون بين المرأة والرجل
* د.غيداء أبو رمان (مساعدة رئيس جامعة الإسراء للشؤون الدولية من الأردن) تقول إن "الإبداع لم يكن متوفراً في القديم للمرأة العربية، فهي لم تأخذ حقها وتمكينها في المجتمع نتيجة للعادات والتقاليد البعيدة عن الدين، فالديانات جميعها أعطت للمرأة حقوقها ".
وحول معوقات الإبداع، تؤكد د. أبو رمان أن "التخلص من هذه المعوقات ليس بالأمر السهل لأننا لا زلنا نعيش ضمن مجتمعات ذكورية مهما وصلت المرأة العربية من العلم ومن الإبداع".
هبة قواس: الإبداع له سرّه
* هبة قواس (مؤلفة موسيقية ومغنية أوبرا من لبنان) تشير في حديثها إلى أن "مساحات الإبداع لدى المرأة العربية والإنسان بشكل عام محكومة بالمعطيات التي توفّرها الدول لشعوبها، وأظن أننا لا زلنا نتلمّس الطريق حتى نحكي بالوسائل التي تتيح بالإبداع بشكل كامل.الإبداع له سرّه، فالإنسان يخلق مبدعاً بطبيعته".
وحول معوقات الإبداع، أكدت أنها تخطّت المعوقات من خلال إرادتها وعنادها وإصرارها وخوضها عدّة مشقات وصعاب، خاصة وأن مشروعي بدأ كتجربة ومن ثم تحوّل إلى رحلة عبر الزمن".
د.مشيرة خطاب: الاحتفاء بالإبداع والمرأة
* الوزيرة د. مشيرة خطاب (وزيرة الأسرة والسكّان من مصر) صرّحت "ما أشدّ احتياجنا في العالم العربي للإبداع، وعندما يأتي الإبداع من المرأة فإن أهميته أعظم والاحتياج إليه أكبر، خاصة وأن عالمنا العربي في أشدّ الحاجة للاحتفاء بالإبداع وبالمرأة، وهما قضيتان تمثلان التحدي الأكبر الماثل أمامنا".
وحول معوقات الإبداع أكّدت أن " مسؤولية الدول في تمكين بناتها وأبنائها من الإبداع، تقتضي كفالة الحقوق دون أي تمييز ".
د.سلوى الخليل الأمين (رئيسة ديوان أهل القلم):
إبداع المرأة العربية... شعلة الحضارة إلى العالم أجمع
أما الدكتورة سلوى الخليل الأمين فقد أكّدت في كلمتها لـ "سيدتي" أن
ملتقى المبدعات العربيات كما هو شعارنا الذي أطلقناه "إبداع المرأة العربية... شعلة الحضارة إلى العالم أجمع" لأن المرأة العربية حاملة لهذه الشعلة، فمنذ القديم وهي في صلب التاريخ ولم تتوانَ يوماً عن إثبات كفاءاتها وقدراتها بمختلف المواقع بالرغم من كل المعوّقات والعراقيل التي توضع في طريقها، ولكن شجاعة المرأة وإرادتها الثابتة وإعتزازها بنفسها وقدرتها على العطاء وتميّزها جعلها هي المبدعة دوماً أينما حلّت وكيفما اتّجهت".
ولمناسبة اليوم العالمي للمرأة، قالت الدكتورة سلوى الخليل الأمين " كل يوم تنتج فيه المرأة وتعطي لمجتمعها هو يوم عيد لها ولوطنها، ولكن عليّ أن أحيّيها وأحيّي امرأة بلادي وأرفع لها القبّعة احتراماً وتقديراً لأنها ما زالت تناضل من أجل إثبات نفسها كإنسانة فاعلة في الحياة".
اقرأي أيضاً:
اليوم العالمي للمرأة... نساء ملهمات حفرن بأسمائهن التاريخ
في اليوم العالمي للمرأة 2019... إنجازات غيّرت حياتنا بفضل نساء مبدعات!