من تحلّى بالشجاعة والإقدام، وبَذْل الروح رخيصة في سبيل نجدة الملهوف، وإغاثة المضطر فإنه لن يتردد ولو للحظة في تطبيق هذه الخصال الحميدة وتجسيدها على أرض الواقع، وهذا تحديدًا ما قام به رجل الأمن السعودي والجندي الأول من محافظة الأفلاج "صالح فهد النتيفات"؛ حيث غامر بحياته في سبيل إنقاذ طفل كان يصرخ بأعلى صوته من داخل سيارة اشتعلت فيها النيران، وذلك أثناء انتظاره لوالده أمام إحدى الجهات الحكومية.
بدوره روى البطل "صالح" والذي يتلقى حاليًّا العلاج لـ"العربية.نت" تفاصيل الحادثة قائلاً:" كنت متجهًا في الصباح إلى إحدى الجهات الحكومية شرق محافظة الأفلاج لمراجعة أوراق خاصة بي، وحين وصولي تفاجأت بتصاعد الدخان من إحدى السيارات الواقفة، وصوت بكاء طفل صادر منها، فحاولت فتح أحد الأبواب على الفور، لكن تصاعد الدخان وحرارة النار منعتني من فتح الباب. ومع المحاولات استطعت الوصول إلى داخل السيارة، وعثرت على الطفل وأخرجته من المركبة".
وأضاف:" لم أكن أتوقع أن أخرج من وسط النيران بسلام، ولم أفكر سوى بالبحث عن مصدر صراخ الطفل داخل السيارة التي امتلأت بالدخان، وبعد إخراجه كان الطفل يعاني من ضيق التنفس بسبب الدخان. وأثناء توجهي به لسيارتي للذهاب إلى المستشفى خرج والده من شعبة المرور، وقام بنقلنا إلى المستشفى. ولا يزال الطفل يتلقى العلاج".
ونظير هذا التصرف الإنساني أولًا والبطولي ثانيًّا قامت لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالأفلاج والعديد من القطاعات الخاصة بتكريم "صالح"، كما وصف نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي موقف رجل الأمن بالبطولي.
يشار إلى أنّ رئيس لجنة تنمية الأفلاج "مرضي الحبشان" كان قد أكد على أنّ تكريم "النتيفات" من لجنة التنمية أتى نظير موقفه في إنقاذ الطفل من الحريق، قائلاً:" إنّ هذه المواقف البطولية والتضحيات الإنسانية غير مستغربة من رجال أمننا الأبطال، فقد دونت لهم الكثير من مثل هذه المواقف، وهذا أمر يدعو للفخر والاعتزاز برجال الأمن في المملكة بالداخل وعلى الحدود".