مثَّلت بلادها في منتدى "دافوس" بسويسرا، أحد أكبر المنتديات الاقتصادية العالمية، على الرغم من صغر سنها، إذ لم تتجاوز الـ 20 ربيعاً، ونافست كبار العازفين العالميين، وأبهرت الحضور في المنتدى، عازفةً على أوتار قلوبهم بحرفية وإتقان، راسمةً الدهشة على محياهم.
وتمكَّنت إيمان قستي، عازفة البيانو السعودية، وبجدارة من تحقيق حلمها الأول بالوصول إلى العالمية، ولم تكن مشاركتها في المنتدى الأولى من نوعها، فقد سجلت حضوراً وتألقاً كبيرين محلياً مع عديد من العازفين العالميين، حيث شاركت في حفل الموسيقى الكلاسيكية في مركز الملك فهد الثقافي بالرياض بصحبة عازفة الكمان العالمية كلوي شوا، وعازف البيانو العالمي جوردن باك.
التقيناها في «سيدتي»، فكشفت لنا أسراراً من مشاركتها في «دافوس»، ورأيها في الحفلات الموسيقية التي بدأت تقام في السعودية.
بدايةً، هل تعتقدين أن مشاركتكِ في منتدى دافوس العالمي أوصلتكِ إلى العالمية؟
كانت مشاركة ممتعة للغاية، وفي الوقت نفسه، استفدت كثيراً منها، لأنني تعرَّفت على أشخاص مهمين في منتدى دافوس، الذي يضم زعماء العالم والشخصيات الأكثر شهرةً ونفوذاً. مشاركتي في «دافوس» كانت إحدى أمنياتي، فقد كنت أتطلَّع إلى المشاركة في فعاليات واحتفالات كبرى خارج السعودية، وأن أمثِّل بلادي خير تمثيل، لذا أضع مشاركتي هذه في سياقها الطبيعي، وأنها بمنزلة خطوة أولى للوصول إلى العالمية.
العالمية مشوار طويل، لكن مع الجهد والمثابرة سأصل إلى غايتي، إن شاء الله، ودائماً ما أطمح إلى الأفضل، وأتمنى أن يوفِّقني الله في تحقيق أمنياتي وأحلامي كلها.
شرف تمثيل السعودية في منتدى عالمي بهذا الحجم يدعونا للتساؤل حول كيفية ترشيحك؟
أعتقد أن شهرتي ساعدت في ترشيحي للمشاركة في هذا الحدث العالمي.
كيف استقبلكِ الجمهور؟
الحمد لله، رأيت الجمهور مستمتعاً بما أقدمه.
ما المعزوفات التي قمتِ بتقديمها في «دافوس»؟
قدمت عديداً مــــن المعزوفـــات الموسيقية العالمية، إضافة إلى العربية، منها:
Secret Garden, Tears، محمد عبده «مجموعة إنسان»، حسين الجسمي «أحبك»، فيروز «قديش كان في ناس»، Elegy of The Victims, Winter Sonata
هل من السهل العزف على البيانو دون التقيُّد بنوتة موسيقية؟
العزف على البيانو بنوتة موسيقية، أو دون نوتة سهل على الشخص المتمرس، لكن يفضَّل دائماً العزف بمصاحبة النوتة الموسيقية.
المستوى الرفيع لعزفكِ يُحيِّر بعضهم، فأنتِ لم تأخذي دروساً متخصصة، واعتمدتِ على أذنك الموسيقية فقط، بماذا تفسرين الأمر؟
السبب الرئيس هو شغفي الكبير بتعلم العزف على هذه الآلة الموسيقية، خاصةً التعلم الذاتي، وتأليف نوتة موسيقية خاصة بي، وهذا ما ساعدني كثيراً في اكتساب مهارات العزف على البيانو، وأيضاً تحقق هذا الأمر بالتدريب والمثابرة والمتابعة المستمرة من الأهل، والحمد لله، التقيت كبار الأساتذة في السعودية الذين شجعوني ودعموني في استكمال دراستي للنوتة الموسيقية.
ما أبرز مشاركاتكِ المستقبلية؟
توجد مشاركات عدة، حيث اتفقت مع بعض الإدارات الحكومية والخاصة حول ذلك، وهذا ما سترونه، إن شاء الله، قريباً.
هل تعتقدين أن هيئة الترفيه ستوفر كثيراً من الفرص للشباب السعودي الموهوب والمبدع في السنوات المقبلة؟
بالتأكيد. نحن نعد أنفسنا محظوظين بوجودنا في هذه المرحلة المهمة التي تمر بها الموسيقى السعودية، وهيئة الترفيه ستوفر كثيراً من الفرص لجميع الشباب والشابات الموهوبين، وإن شاء الله، أكون ضمن الشابات اللاتي سيسهمن في نشر الموسيقى السعودية على أوسع نطاق، وترك أثر كبير فيها، وصناعة جيل ذوَّاق للفن السعودي.
مع بدء افتتاح معاهد للموسيقى في السعودية، ما الذي تتوقعينه لفتيات جيلكِ؟
أتوقَّع مشاهدة عديد من الفتيات السعوديــــات الموهوبــــات فـــي الموسيقى مستقبلاً، وأن يكون لهن دور كبير في الانفتاح الموسيقي في بلادهن، ما سيسهم في انطلاقة موسيقية تساعد على انتشار الفن السعودي. من جهتي، أدعم وأشجع جميع الفتيات على الانطلاق في مجال الموسيقى في بلادنا الحبيبة.
هل تخططين للتأليف الموسيقي، أم ستكتفين بالعزف؟
لن أكتفي بالعزف، التلحين سيأخذ جزءاً كبيراً من وقتي مستقبلاً. ومؤخراً، بدأت في تأليف بعض المقطوعات الموسيقية الخاصة.
كيف تزيدين عذوبة ورقة أحاسيسك الموسيقية؟
أحياناً، أشعر بأحاسيس تولِّد في داخلي رغبةً كبيرة في التعبير عما يجول في نفسي بالعزف على البيانو، كذلك تلهمني بعض الذكريات، أو المواقف المعينة التي أتعرض لها، ويكون من الصعب التعبير عنها بالكلام، لذا أكتفي بالعزف.
هل تنضج أحاسيسكِ الموسيقية يومياً؟
بالتأكيد، فالموسيقى غذاء الروح، وكل عازف يحرص على وضع لمساته وأحاسيسه التي تميزه عن غيره. ما يميز الفنان أن أحاسيسه تنضج يوماً بعد آخر.
مَن مثلك الأعلى في العزف على البيانو؟
هناك كثيرٌ من المؤلفين والملحنين الكلاسيكيين، الذين تعلمت منهم، وتأثرت بهم، خاصةً في بداياتهم، لكنَّ مثلي الأعلى في العزف على البيانو، هو بيتهوفن.
لماذا تفضلين بيتهوفن على موزارت وغيره؟
تعلمت من كليهما الكثير، لكنني أفضِّل بيتهوفن على موزارت، فعلى الرغم من أن سَمعُه بدأ يتدهور ولم يعد يسمع في مرحلة متقدمة من عمره، إلا أن إعاقته هذه لم تمنعه من إكمال مسيرته التأليفية العظيمة ليترك للعالم إبداعاً خالداً، سيظل قروناً، تنهل منه الأجيال.
عربياً مَن أبرز المؤلفين الذين وصلوا بفنهم إلى العالمية؟
هنــاك عديــد مــــن المؤلفيـــن الموسيقيين العرب، الكبار والبارزين، الذين وصلوا إلى العالمية، منهم: عمر خيرت، وإلياس الرحباني، وعمر خورشيد. هؤلاء وصلوا إلى العالمية لبلوغهم قمة الإبداع، وإثرائهم التراث الموسيقي، ووضعهم بصمتهم الخالدة، فموسيقاهم نجحت في كسب معجبين من كافة دول العالم، كيف لا والموسيقى لغة عالمية لا تعترف بحدود أو لغة أو عرق.
أعجبني ياني في مهرجان «شتاء طنطورة»
حفلة ياني في مهرجان «شتاء طنطورة»، ما رأيكِ بها؟
أعجبني ياني كثيراً في الحفلة، لأنه عزف بحماس فياض وغامر، إضافة إلى الانسجام المذهل بينه وبين فرقته، وهذا ما أبهر الجمهور، ودفعه إلى التفاعل مع ما يقدمه من إبداع. أكثر ما لفت انتباهي قدرته غير العادية على العزف على أكثر من آلة موسيقية في آن واحد.
شاهدوا المزيد من خلال الفيديو التالي: