كيف لك أن تكون «إنســـانــاً»، إن لم تشعر بالآخرين، إن لم تحزن لحزنهم وتفرح لفرحهم، كيف لك أن تشعر بالسعادة وهناك آخرون حولك على بعد كيلومترات أو أمتار قليلة يعانون بشدة؟ هذا ما شعر به تماماً زوجان نيوزلنديان تزوجا مؤخراً، بعد أن قطعا احتفالات زواجهما؛ تضامناً مع ضحايا المجزرة التي وقعت يوم الجمعة الماضية 15 آذار/ مارس، وراح ضحيتها ما يزيد على الـ50 شخصاً عقب الهجوم الإرهابي الذي حدث في مسجدين في مدينة «كرايست تشيرتش» النيوزيلندية.
الزوجان النيوزلنديان «ريس» و«كيلي كامبل»، وافق يوم زفافهما يوم حدوث هذه الهجوم الإرهابي البشع، الذي كانت «جاسيندا أرديرن»، رئيسة وزراء البلاد قد وصفته بأنه «أحلك أيام نيوزلندا». إلا أنهما لم يستمرا في الاحتفالات بـ«يوم العمر»، وأوقفاها تضامناً مع الضحايا الشهداء الذين ارتقوا في الحادثة، وذلك حسب ما نقله «سكاي نيوز» عن موقع «نيوزيلند هيرلاد».
وأضاف الموقع النيوزلندي، أن كلاً من «ريس» و«كيلي»، لم يقطعا الاحتفالات فقط، بل توجها وهما يرتديان ملابس الزفاف إلى أحد المساجد في مدينة «تاورانغا»، ووضعا باقات من الزهور أمام المسجد؛ تضامناً مع الضحايا وذويهم، وتعبيراً عن حزنهما لما حدث؛ حيث قالت «ريس» لوسائل الإعلام المحلية: «شعرنا بالضيق الكبير والحزن الشديد للأشخاص الذين فقدوا حياتهم».
وأضافت العروس الجديدة أيضاً في تصريحاتها: «اعتقدنا أنه من الجيد أن نضع زهور الزفاف أمام المسجد لإظهار دعمنا لأولئك الأشخاص، الذين يمرون بوقت صعب في الوقت الحالي. إنه لأمر محزن للغاية أن يحدث هذا في بلدنا نيوزيلندا».
الحبّ يُضمد جراح ما حدث
ومنذ اللحظة التي حدث بها هذا الهجوم الإرهابي الغاشم، على المصلين المسلمين المسالمين في المسجدين، سارع المئات من النيوزلنديين إلى إظهار تضامنهم ومواساتهم لأصدقائهم وجيرانهم من المسلمين هناك، وذلك من خلال العديد من الطرق والوسائل التي كان من بينها، عرض خدمة التوصيل إلى متاجر البقالة، أو تطوع البعض للسير مع جيرانهم المسلمين إذا شعروا بعدم الأمان، حتى أن البعض الآخر قرر أن يقوم بحماية وحراسة المساجد وقت الصلاة؛ حتى يحاول منع حدوث هجوم آخر.