عاصر محمد علي الوهابي، المعلم السعودي البالغ من العمر حالياً 78 عاماً، بدايات نشأة التعليم في بلاده قبل 65 عاماً، وأسهم هذا الرجل الفاضل في نشر ثقافة طلب العلم واكتساب المعرفة بين أبناء قريته "الوهابية" التي تقع على أطراف المنطقة الجنوبية.
وترك الوهابي أثراً كبيراً في قريته، إذ تكللت جهوده بإلحاق أبنائها بمدارس التعليم العام التي تخرَّج فيها بعد سنوات عدد جيد من الطلبة، تقلدوا مناصب رفيعة في الدولة فيما بعد.
وفي حديثه لـ "سيدتي"، استرجع محمد شريط ذكرياته، قائلاً: "كنت أعشق مهنة المعلم كثيراً، وتدرَّجت في هذه المهنة حتى أصبحت مديرَ مدرسةٍ، وخلال عملي كنت لا أفرِّق بين أبناء أقاربي وأبناء قريتي، إذ كنت أعدُّهم جميعاً مثل أبنائي، لذا كنت أحثهم على السعي وراء العلم، والمثابرة للقضاء على الجهل، الذي عانت منه الأجيال السابقة في القرية، والحمد لله، أثمرت جهودي في تخرُّج عدد جيد من الطلاب في مدارس التعليم العام، ووصول بعضهم إلى مناصب رفيعة ومؤثرة في وطنهم".
وأضاف "كنت أتقاضى راتباً وقدره 550 ريالاً شهرياً، وكنت أعطي والدتي جزءاً من هذا المبلغ لمساعدتها على تحمل تكاليف الحياة، كما كنت أساعد عدداً من طلابي الفقراء لحثهم على مواصلة دراستهم، والحمد لله، ما زال طلابي جميعاً يقدِّرون ما قدمته وبذلته لإنارة طريقهم بنور العلم".
واختتم المعلم محمد، الذي توفيت زوجته أم أولاده الـ 13 "9 ذكور و3 أناث" قبل نحو ستة أشهر، حديثه بالقول: "المعلم في ذاك الوقت، كانت له مكانة مرموقة في المجتمع، وكان الجميع يعدُّه المربي الأول، خاصةً أنه كان يمتلك كاريزما وشخصية تختلف عن شخصية المعلمين في الوقت الجاري. بقيت في سلك التعليم أكثر من 40 عاماً، وحققت خلال هذه الأعوام عدداً من الإنجازات، ونلت عديداً من الجوائز، من أهمها جائزة المعلم المثالي من قِبل إدارة التعليم في منطقة عسير، إضافة إلى تكريمي من قِبل أقاربي وأهل قريتي أكثر من مرة".