مادام الحصول على إكسير الخلود شبه مستحيل، وربما مازال أسطورة تتناقلها الأجيال بأمل العثور عليه، يتمتع عدد كبير من اليابانيين بعمر طويل مقارنة مع أبناء الشعوب الأخرى، وبالإضافة للغذاء ونظام الحياة الصحي، فإن اليابانيين ينصحون كل من يرغب بإطالة عمره باتباع وسيلة تراثية قديمة، تدعى «استحمام الغابات».
«استحمام الغابات» طريقة تواصل روحية وعلاجية مع الطبيعة
ولا تنخدع باسمها، فـ «استحمام الغابات» ليس له علاقة بالحصول على دوش في الهواء الطلق أو في الغابات، وإنما هو علاج طبيعي عبارة عن «فن التواصل مع الطبيعة»، بحسب موقع «سنتينل سوريس» وموقع «سبوتنيك».
ويشار إلى «استحمام الغابات» إلى «شينرين-يوكو» باللغة اليابانية، وهي ممارسة تعزز من الشفاء الذي يعتقد أنه متوافر في جو الغابات.
يعزز المناعة ويخفض ضغط الدم والإجهاد
ويعود تاريخ «شينرين-يوكو» إلى ثمانينيات القرن الماضي، عندما أصبح جزءًا لا يتجزأ من الرعاية الصحية الوقائية في الثقافة اليابانية، ووفقًا لموقع «شينرين-يوكو دوت أورغ»، فيؤكد الباحثون أن قضاء الوقت في الغابة أثبت أن له فوائد صحية، تشمل تعزيز أداء الجهاز المناعي، وخفض ضغط الدم والإجهاد، وتحسين الحالة المزاجية، والتركيز والنوم، وزيادة مستوى الطاقة، والتعافي السريع من الجراحة والشفاء من الأمراض.
دراسة يابانية عام 2009 كشفت فوائد التواجد في الطبيعة
وفي عام 2009، وجدت دراسة يابانية صغيرة، أن استنشاق المبيدات الحشرية النباتية، أو المركبات المشتقة من الأشجار، تقلل من هرمونات التوتر لدى الرجال والنساء، وكذلك تعزيز نشاط خلايا الدم البيضاء.
طريقة الاستحمام في الغابة على الطريقة اليابانية
ولا تقوم فكرة علاج «استحمام الغابات» على المشي لمسافات طويلة أو ممارسة التمارين الرياضية الشاقة، فلا يوجد أدنى مستوى مطلوب من اللياقة للمشاركة، ولكن ما يتطلب هو امتلاك الفرد للقدرة والرغبة في تهدئة صوته الداخلي.
إنها ببساطة عملية الاسترخاء لعقل الفرد والاتصال مع الطبيعة من خلال تشغيل حواسه، وذلك على سبيل المثال بالتمهل التوقف للاستماع إلى الطيور أو شم زهرة، أو لمس لحاء شجرة أو حفر الأصابع في تربة الأرض.
كما تمتاز الغابات بأنها منطقة خالية من أي أجهزة أو تكنولوجيا، ما يجعلها أفضل مكان لممارسة ذلك العلاج. ويمكن ممارسة «استحمام الغابات» بشكل فردي أو بداخل مجموعات، وكذلك مع أو بدون مرشد للغابات.