تتربع المرأة في أوروبا وآسيا على وجه الخصوص في مناصب حساسة للغاية، بل يقدن إستراتجية الدفاع في بلدانهن المتقدمة، ويحملن بأيديهن مفاتيح إرساء السلام وإسكات لغة الحديد والنار، فحواء بطبعها تجنح للسلم، وتنشد بصوتها السلام والأمن والعدل للشعوب في العالم، فهن نساء متمرسات.. قويات.. جميلات اقتحمن بكفاءة عالية مناصباً كانت حكراً على الرجال.. ومع وصول العديد من النساء إلى هذا المناصب القيادية الرفيعة.. هل تنجح القوة الناعمة في بناء السلام العالمي المنشود؟
أهم دولة
تتمتع وزيرة الدفاع الفرنسية "فلورانس بارلي" بنظرة ثاقبة وثقة في النفس، لفتت صرامتها أنظار القيادة في فرنسا حين عينت على رأس وزارة الدفاع بتاريخ 21 يونيو 2017، تعرف بأنها سياسية نشطة، عملت في بداياتها في الخطوط الجوية الفرنسية وشغلت منصب نائب المدير العام للجوية الفرنسية، تقود اليوم إستراتيجية الدفاع في أهم دولة في أوروبا.. فهل تساهم في ترشيد السياسات من أجل الجنوح إلى السلم؟
الحياة أو الموت
العلاج أو السلاح والحياة أو الموت نقيضان تجمع بينهما وزيرة الدفاع الألمانية أورسولا فون دير، فقبل أن تصل إلى هذا المنصب السياسي الرفيع في أقوى دولة في أوروبا، كانت فون دير تعمل كطبيبة، بعد أن تخرجت في كلية الطب، ونجحت في التفوق على الرجال وأصبحت أول امرأة ألمانية تعين في منصب وزيرة الدفاع نهاية عام 2013، ومن المهام والمسؤوليات التي تولتها في السابق، مسؤولية الشؤون المحلية والصحة في الفترة الممتدة ما بين 2003 إلى غاية 2005 في حكومة ولاية ساكسونيا، وبعد ذلك تم اختيارها لتكون وزيرة شؤون الأسرة والمسنين والمرأة والشباب في حكومة أنجيلا ميركل في عام 2005. وتبلغ الوزيرة الطبيبة، التي تحمل حقيبة الدفاع بقبضة من حديد، 61 عاماً، ورشحت لأن تكون الخليفة المستقبلية للمستشارة أنجيلا ميركل.
القوة والتواضع
صحيح أن وزيرة الدفاع الهندية "نيرمالا سيتارامان" التي تبلغ من العمر 60عاماً تنتمي إلى أسرة متواضعة، وابنةٌ لأبٍ موظفٍ في السكك الحديدية الهندية، إلا أن مسارها كان ثرياً بالعطاء، درست سيتارامان بجد واجتهاد في البداية في مدراس "Tiruchirappalli"، وحصلت على درجة البكالوريوس في الاقتصاد من كلية "سيثالاكشمي راماسوامي" في "تيروتشيرابالي"، وبعد ذلك نالت درجة الماجستير في الاقتصاد من جامعة "جواهر لال نهرو" في دلهي. عملت "نيرمالا" كمساعدة اقتصادية في جمعية المهندسين الزراعيين في المملكة المتحدة، خلال فترة إقامتها في المملكة المتحدة، وعملت أيضاً كمديرة أولية لحساب "Price Waterhouse"، وعينت عضوةً في اللجنة الوطنية للنساء. وشغلت المرأة التي تتربع على منصب حساس لدولة آسيوية كبيرة ومهمة، منصب وزير الدولة للشؤون المالية وشؤون الشركات في وزارة المالية ووزيرة التجارة والصناعة، وعملت كمتحدثة وطنية باسم "BJP"، وكانت واحدة من 12 مرشحة، رشحهم حزب "بهاراتيا جاناتا" من أجل خوض انتخابات راجيا سابها، حتى أصبحت عضوةً بها في كارناتاكا. وتتميز نيرمالا سيتارامان بالقوة وتتحلى بالكثير من التواضع الذي يعد نقطة قوتها.
السلم والحرب
تولت ميمي كوديلي وزيرة الدفاع الألبانية، منصبها في وزارة الدفاع في سبتمبر 2013، بعد ممارسة السياسية لسنوات طويلة، حيث نجحت في الوصول إلى منصب نائبة لعمدة بلدة تيرانا في عام 2002، وبعد ذلك أسند إليها منصب نائب رئيس لجنة الاقتصاد والمالية داخل البرلمان، خاصة أنها ركزت في دراستها على تخصص الاقتصاد وتعمقت في ذلك، ويعرف أنها تتمتع بالكثير من الكفاءة والانضباط.
بينما وزيرة الدفاع الإسبانية "مارغريتا روبلز" صارت من أشهر الوجوه النسوية في إسبانيا وأوروبا بشكل عام، كونها نجحت في صعود سلم الترقي في الوظيفة والتعيين في أعلى مناصب اتخاذ القرار في الدولة، ويعول عليها في تغيير قرارات الحروب بمساعي السلم والاستقرار.
القوة الناعمة هل تنجح في بناء السلام؟
- أخبار
- سيدتي - فضيلة بودريش
- 01 أبريل 2019