لم يَنْسَ القائمون على معرض الرياض الدولي للكتاب 2019، الطفلَ أملَ المستقبلِ وشمسَ غدٍ المشرق، فقد خصَّصوا له (ضمن المعرض وداخل أروقته التي امتلأتْ بمختلف أنواع الثقافات والعلوم ودور النشر المهتمّة بتوفير النسخ التعليمية والمهارية والتنموية للطفل) مساحةً ليست بقليلة، تحوي الكثير من الإثراء المعرفي والثقافي الممزوج بالمتعة واستخدام المهارات الحِسِّيَّة والبصرية والفكرية.
إذ قالت رئيسة لجنة جناح الطفل في معرض الرياض الدولي للكتاب 2019، خلود العمري، في حوارها مع "سيدتي": "اسم جناح الطفل هذا العام (كان ياما كان للمعرفة مكان)، وسبب اختيار الاسم هو أن يحصل الطفل على المعرفة من مجالات مختلفة، ليس عبر الكتاب فحسب، بل من خلال كتاب أو ورشة أو مسرح أو رسم أو حتى أركان وفعاليات ثقافية، محاولين في ذلك ربط الثقافة بالمتعة".
وأضافت: "نحاول إيصال المفاهيم المختلفة للطفل، كالوعي المالي، ومفهوم الادخار، والوعي الفني والاجتماعي والثقافي والمعرفي، من خلال الأركان الموجودة في الجناح؛ إذ عملنا هذا العام على تنظيم 9 أركان رئيسية، يجلس الطفل في كل ركن مدةً لا تتجاوز 25 دقيقة، بحيث يمضي الطفل تقريبًا مدة 3 ساعات في كل الأركان، يتمُّ بعدها التواصل من خلال لجنة التواصل مع الأهالي؛ لإعطائهم فرصة التسوق والتجول في المعرض، وحضور فعالياته بهدوء وإمعان".
وأوضحت "العمري"، أن جناح الأطفال سجَّل العام الماضي حضور ما لا يقلُّ عن 18 ألف طفل، "ونطمح للوصول إلى أكثر من 20 ألف طفل زائر هذا العام"، على حدِّ قولها.
وقد ضَمَّ الجناحُ ركن الحصالة، لتعليم الطفل مهارات الادخار؛ إذ يخرج الطفل من ورشة مُبَسَّطَةٍ عن مفهوم الادخار وقد صنع حصالتَه الخاصة، كذلك ركن موهبة من مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع، وهو ركن لتنمية الذكاء الاجتماعي واللغوي للطفل، تُقدّم فيه ورشةٌ لتنمية الحوار وكتابة قصة إبداعية من تأليف الطفل، أيضًا ركن مقهى المعرفة برعاية نادي القراءة من جامعة الملك سعود بالرياض، حيث يوجد لديهم أكثر من فعالية للطفل الذي يقرأ عددًا مُعَيَّنًا من الكتب، إذ يحصل على تاج القراءة، ويحصل على شهادة، كما يقف على منصة التتويج؛ لتعزيز ثقة الطفل بنفسه، وتحبيب القراءة إليه أكثر وأكثر، كذلك لديهم فكرة اسمها "فكرتي مِلْكِي"، يساعدون فيها الطفل على كتابة الفكرة كنموذج لكتابة الكتب، ويقومون بختمه بختمِ المِلْكِيَّةِ الفكرية باسم الطفل، كذلك لديهم كل يوم ضيفٌ حكواتي يحكي لهم قصة.
كذلك هناك ركن رابع وهو "استديو المعرفة"، يتعلم فيه الأطفال مهارات التصوير وإعداد المذيع الناجح والمُعِدِّ الناجح، فيتعلم الطفل فيه كيف يقدِّم برنامجًا بطريقة شَيِّقَةٍ وبإعدادٍ صحيح، كذلك هناك ركن "إثراء الصغار" التابع لمركز الملك عبد العزيز العالمي بالشرقية، الذي يقدِّم فعالية للأطفال، يتعلمون فيها 3 فنون، وهي: الفن الإسلامي، وفن التانجرام الصيني، وفن القط العسيري.
وهناك ركن "تكنولوجيا المعرفة"، وهو عبارة عن روبوت وتقنية مقدَّمة من مؤسسة "أماليد"، يتعلم فيه الطفل كيفية برمجة روبوت، كما يوجد ركن "مرسم المعرفة"، وفيه يمارس الأطفال الرسم، ففيه مَرْسَمٌ متكامل يبدع فيه الطفل بالرسم الحر، كما أن هناك ضيفًا يوميًّا، يكون فنانًا سعوديًّا معاصرًا، يعلِّمهم أساليب الرسم المختلفة. وأخيرًا وليس آخرًا، يوجد ركنُ "متاهة المعرفة"، برعاية "مبادرة آدم"، التي تهدف إلى نَبْذِ العنصرية، فيدخل الطفل إلى متاهة يتحدثون فيها كل مرة عن جانب معين من العنصرية، ومعنى العنصرية، وفي آخر المتاهة يحصل الطفل على لقب "سفير لمحاربة العنصرية"، ثم يأخذون بصمته مقابل بطاقة تؤهِّله لمحاربة العنصرية كسفير يهدف إلى نشر هذه الثقافة في الخارج، ويصبح حلقة وصل بين الخارج والمبادرة.
أما الركن الأخير، ركن "مسرح المعرفة"، التابع لجمعية الثقافة والفنون، فيقدِّم مسرحياتٍ مستمرة وفعاليات تقام بشكل دوري ومسابقاتٍ وألعابًا لإمتاع الأطفال، وإشراكهم في المعرض بطرقٍ ذكيةٍ ومحبَّبةٍ إلى نفوسهم.
من جانبها، قالت الطفلة حياة محمد، في الصف الثالث، إن المعرض في غاية الروعة، وقد وجدت فيه كتبًا رائعة باللغة الإنجليزية التي تحبها.
والطفلة جوري في الصف الرابع، تزور المعرض للمرة الخامسة على التوالي، وقد وجدت كتبًا علمية وثقافية تهمّها.
والطفل عبد الإله، في الصف الخامس، يزور المعرض كل عام مع ذويه، ويحب أن يقرأ في مجال الرياضة، أما أخوه يوسف فيحبُّ كتبَ الحيوانات، وقد استمتعَ بالمعرض وفعالياته.
والطفلة ريناد جاءت إلى المعرض للمرة الثالثة، وتحب كتب الأنيميشن والخيال العلمي، وقد أسعدَها ما رأتْه في المعرض.
أما الطفل أحمد، الذي يزور المعرض للمرة الأولى، فقد أُعجب بكل ما في جناح الطفل، ويقول إنه يحبُّ القصصَ، وقد اشترى أكثرَ من قصة من المتوفِّر داخل المعرض.
والطفلة ريما تزور المعرض في كل عام مع ذويها، وتنوي الكتابةَ في مجال القصة.