عند إدراك بأن العديد من وسائل الإعلام والمؤسسات المختصة بالمناخ، أفادوا بأن يوم الأربعاء 20 آذار / مارس 2019، وهو يوم "الاعتدال الربيعي"، وأن فصل الشتاء "فلكيــاً" قد انتهى وبدأ فصل الربيع. سريعاً ما سيخطر في بال العديد منّا، خفة ظل الـ"سندريلا" سعاد حسني، وهي تغني "الدنيا ربيع والجو بديع"، وهو أمر من شأنه أن ينشر الفرح في قلوب العديد من الأشخاص، بأن أيام البرد قد انتهت، وبدلاً منها سوف نلقي تحياتنا على الشمس في كل صباح.
وبحسب ما أعلن عنه موقع "طقس العرب"، فإن الأربعاء الموافق 20 آذار، يصادف يوم "الاعتدال الربيعي"، في القسم الشمالي من الكُرة الأرضية، مُعلناً بذلك نهاية فصل الشتاء وبداية فصل الربيع "فـلـكـيـاً". حيث أنه بعد هذا اليوم، ولمدة الأشهر الثلاثة المقبلة، سوف يبدأ النهار بكسب وقت أكبر من الليل يومياً، وذلك حتى موعد ما يُسمى "الانقلاب الصيفي"، والذي يُصادف الـ20 من شهر حزيران / يونيو المقبل، الذي يعدّ النهار الأطول في كامل العام بنصف الكُرة الشمالي.
ما تود معرفته عن "الاعتدال الربيعي"..
الاعتدال الربيعي، عرّفه العلماء أنه اليوم الذي تكون فيه الشمس مطابقةً تماماً على "خط الاستواء"، وقادمة من نصفها الجنوبي للكرة الأرضية، الذي يضم كلاً من أستراليا ونصف أفريقيا وأمريكا الجنوبية وبعضاً من شبه القارة الهندية، الذي يضم أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية والقطب الشمالي نحو النصف الجنوبي من الأرض. ويصادف هذا اليوم الـ20 أو 21 أو 22 من شهر آذار / مارس من كل عام.
ومن الظواهر المثيرة للاهتمام في يوم "الاعتدال الربيعي"، بأن الليل والنهار يتساويان تماماً في هذا اليوم، ويتم خلاله إعلان بدء فصل الربيع في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، واستهلال فصل الخريف في النصف الجنوبي منها. كما أن الشمس في هذا اليوم، تشرق عند الدرجة 90 تماماً، وهو ما يعد مهماً بالنسبة إلى من يرغبون في التعرف على نقطة الشرق بدقة. وأمر مثير آخر، بأن الشمس تغرب تماماً في نقطة الغرب الحقيقية.
الشروق والغروب في القطبين المتجمدين..
ولأن هذا اليوم عموماً يزخر بالظواهر المميزة، فهناك أمر مثير ثالث للإهتمام، وربما يكون من أكثر هذه الظواهر لفتاً للإنظار، وهو بأن القطب المتجمد الشمالي، سوف يشهد خلال هذا اليوم، شروق الشمس للمرة الأولى منذ 6 أشهر كاملة، كان القطب يعيش خلالها في ليل طويل. ليبدأ الآن نهاراً مدته 6 أشهر بلا أي غروب أو ليل على الإطلاق. بظاهرة معاكسة تماماً لما قبل هذا اليوم، والتي سوف تستمر حتى موعد "الاعتدال الخريفي"، الذي يوافق أحد الأيام 20 أو 21 أو 22 أو 23 أيلول / سبتمبر القادم.
ما ذكرناه سابقاً في القطب المتجمد الشمالي، هو العكس تماماً لما سيحدث بالقطب المتجمد الجنوب، والذي ستغرب فيه الشمس لأول مرة منذ 6 أشهر كاملة من النهار، إذ أنه منذ اليوم سوف يبدأ ليل طويل مدته 6 أشهر دون أي شروق أو نهار على الإطلاق، وسيستمر حتى شهر أيلول / سبتمبر القادم.
الاعتدال الربيعي.. لا يعني أنتهاء البرد
كما ذكرنا سابقاً، أن الاعتدال الربيعي، يعني أن فصل الشتاء قد انتهى، وبدأ فصل الربيع "فلكياً" فقط، وهذا لا يعني بالضرورة انحسار البرد، أو حدوث تغييرات سريعة ومفاجأ في الطقس، فعلى الرغم من ازدياد مقدار تعرُض نصف الكُرة الشمالي من كوكبنا الأزرق لأشعة الشمس بشكل تدريجي اعتباراً من هذا اليوم، وحلول أيام الدفء تدريجياً شيئاً فشيئاً. إلا أنه ستشهد الأيام القادمة هطول الأمطار والموجات الباردة، التي ستكون أقل من الأشهر الماضية بكل تأكيد.
المُنخفضات الخماسينية.. عالقة في ذيل الشتاء
وبحسب "طقس العرب"، فإنه سيبدأ مع الاعتدال الربيعي أحوال جوية مختلفة في العديد من الدول العربية، تسمى هذه الأحوال بـ"الخماسينية"، إذ تبدأ مراكز المُنخفضات بالتكون في مناطق مختلفة جنوبي الجزائر والمغرب، جامعةً حولها رياحاً حارة محملة بكميات كبيرة من الغبار والاتربة، أثناء مرورها فوق صحاري أفريقيا.
كما أن هذه المنخفضات سوف تعبر خلال ما بعد بدء الاعتدال الربيعي، بالقرب من سواحل البحر الأبيض المتوسط في شمال أفريقيا، وبعد ذلك ستؤثر على مناطق واسعة من بلاد الشام و شبه الجزيرة العربية، وحتى أن بعض الدول في جنوب أوروبا سوف تتأثر بها، كما وتُتبع هذه الرياح الحارة والجافة والمُغبرة، بتيارات غربية أقل حرارة وأكثر رطوبة مما يؤدي إلى نشوء اضطرابات جوية في الكثير من الأحيان.