لا يستطيع أحد أن ينكر أن أهم الأسلحة التي تساعد في القضاء على أي مرض هي إدخال السعادة على قلب مريض يتألم، خاصة عندما يصاب أحد أفراد العائلة بمرض السرطان، الذي يُضفي حالة من الحزن والقلق، وقد يؤثر ذلك سلبًا في الحالة النفسية للمريض، والتي قد تتزامن مع أعراضٍ جسدية نتيجة لإصابته بالمرض، أحدها وليس أقلها مرارة؛ تساقط شعر الرأس لدى المريض من الذكور والإناث.
مُصفف شعر مصري، صاحب صالون حلاقة متواضع، وسط مدينة القاهرة، استشعر هذه المعاناة صدفة، بعد أن شاهد لقطات فيديو متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي لطفل مصاب بالسرطان، تغمره سعادة بالغة؛ لحصوله على شعر مستعار يغطي رأسه.
الشاب سامح سلام، قرر تكرار التجربة في مجتمعه، بالقاهرة، وامتهان مهنة صناعة الفرح على وجوه المصابين بالمرض من أطفال الأسر محدودة الدخل، والذين يصعب عليهم تحمل أعباء علاجاتٍ تجميلية تُضاف إلى تكاليف العلاج، فقام هو بالتكفل بشراء لوازم صنع الشعر المستعار «الباروكة»، والحرص على صنعها بمواصفاتٍ وأحجامٍ تتناسب مع المصابين بالمرض، وبمواد تتناسب مع الجسم، وتوفيرها في صالونه الخاص مجانًا للأطفال المصابين بمرض السرطان من الأسر محدودة الدخل، ليحول سامح دون شعور الطفل باليأس من الحياة والانطوائية؛ خوفًا من رؤية الناس له من دون شعر يغطي رأسه.
يسعى سلام، من خلال ما يقوم به، إلى رفع معنويات الأطفال المصابين بالمرض، فهو غير قادر على تقديم العلاج لهم، إلا أنه -وحسب وصفه- يحاول مساعدتهم على تجاوز محنتهم النفسية، المتمثلة في المظهر العام، وبالتالي قد ينعكس هذا إيجابيًا على الحالة الصحية، وهو ما يطمح إليه، حيث يستذكر كلام والد طفلة جاءت إليه يومًا، ليقوم بوضع الشعر المستعار لها، فأخبره الأب عن سعادة ابنته، ومدى التأثير الإيجابي الكبير على حالتها النفسية.