الأمر، لا يتوقف عند كونه مجرد «تربية سيئة» من الأهالي لأبنائهم، بل هو أكبر من ذلك بكثير، إلى الدرجة التي يصل فيها لتجريع هؤلاء المراهقين الصغار، أفكاراً عنصرية قاتلة، أفكار من شأنها أن تقتل البلاد بمن فيها، لمجرد أن شخصاً يعتقد «أنه هو وجماعته أفضل من غيرهم». وكانت أمّ رومانية تعيش في مدينة «دونكاستر» الإنجليزية، قد تجرعت من هذا الخطر من قِبل عدد من المراهقين.
وتنقل لكم «سيدتي» ما نشرته صحيفة الـ«ديلي ميل» البريطانية، أن أمّاً رومانية كانت قد تعرضت لـ«اعتداء عنصري» بالضرب المُبرح من قبل عدد من المراهقين، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 13 – 15 عاماً، في المدينة الإنجليزية الواقعة جنوب مقاطعة «يوركشاير» شمال شرق البلاد، وكل ذلك فقط لأنهم اعتقدوا بأنها «بولندية» الأصل، حيث شتموها وطلبوا منها أن تعود إلى وطنها.
«أنكا سي بيتيشي»، التي تبلغ من العمر 34 عاماً، وهي أم لطفلين اثنين، كانت قد هوجمت بوحشية كبيرة على يد هذه العصابة من المراهقين يبلغ عددهم 10 أشخاص، الذين أبرحوها بالضرب واللكم والركل، وأوقعوها على الأرض وهي مصابة بالعديد من الجروح البليغة في وجهها. وكل ذلك حدث لأنها طلبت منهم أن يخفضوا من أصواتهم، لأن أطفالها نائمين في هذا الوقت.
هذا ما حدث ليلة الجمعة 15 آذار / مارس
بدأ الأمر عندما كانت «أنكا سي بيتيشي»، تحاول أن تنقل بضعة حاجيات من سيارتها إلى منزلها، وكان الوقت متأخراً حيث كانت الساعة حوالي الـ 11:30 من مساء الجمعة 15 آذار / مارس. وقبل أن تدخل المنزل، كان هناك ما يقارب الـ 10 مراهقين -ذكوراً وإناثاً- يتجولون في الشارع وهم يصرخون بصوت مرتفع. وعندما رأوا السيدة الرومانية، ظنّوا بأنها «بولندية» الأصل، وبدأوا يشتمونها. وعندما طلبت منهم أن يخفضوا أصواتهم لأن أطفالها نائمين، توجهت إحدى الفتيات صوبها وبدأت تشتمها بألفاظ بذيئة.
وتقول «سي بيتيشي» خلال حديثها للصحيفة البريطانية: «توجهت إحدى الفتيات نحوي، وكانت تشتمني طوال مسيرها باتجاهي. وعندما طلبت منها أن تخفض صوتها وأن عليها أن تبتعد من ملكيتي الخاصة، وأنني سوف أتصل بالشرطة، ثاروا جميعاً غاضبين وهاجموني وبدأوا يشتمونني وهم يظنون بأنني بولندية».
«سي بيتيشي» تسرد ما حدث معها على صفحتها بـ«فيسبوك»:
https://web. facebook. com/anca. vacariu/videos/vb. 100001099774193/2203984112981560/?type=2&video_source=user_video_tab
وتابعت «سي بيتيشي» قائلة: «قالوا لي أنني بحاجة إلى التأديب لأنني (بولندية)، ثم هاجموني بشكل عنيف، وبدأوا يلكمونني، ولمّا سقطت تابعوا ضربهم بركبهم على وجهي ورأسي، وكل هذا وهم يوجهون لي عبارات عنصرية، وأنني يجب أن أعود إلى بلادي». وأردفت السيدة الرومانية: «بطريقة ما، تمكنت من الإفلات والهرب منهم، وتوجهت إلى منزل أحد الجيران، الذي حاول تهدئتي. وبعد ذلك توجهت لمنزلي بسرعة، واتصلت بالشرطة».
وأضافت السيدة سردها لما حدث: «عندما دخلت إلى المنزل وهاتفت الشرطة، كنت أسمعهم وأشاهدهم وهم يحطمون السياج المحيط بالمنزل، كما أنهم قاموا بتحطيم سيارة أحد صدقائي التي كانت تصطف أمام البيت، قبل أن يبدأوا بالطرق على باب بيتي بقوة. وعندما ذهبوا، رأيت سيارة تنطلق مسرعة باتجاههم، وأخذت منهم 3 شبان وابتعدت».
الشرطة.. لم تكن بخدمة الشعب
وتتابع أم الطفلين البالغين من العمر 3 – 6 أعوام، أنه عندما هدأت الأمور، تم نقلها إلى المستشفى بسيارة الإسعاف. وخلال هذا الوقت، وطوال اليومين التاليين، زعمت السيدة الرومانية أن الشرطة رفضت أخذ أي تصريح منها بما يخص الحادث. وقالت «سي بيتيشي»: «رغم أنني اتصلت بالشرطة بعد ما حدث، إلا أنها لم تأخذ أي تصريح مني على الإطلاق، هاتفوني بعد 20 ساعة من الاعتداء ليبرروا ما حدث بأنها ليلة عطلة، والحانات كانت جميعها ممتلئة بالأشخاص، ولا يمكنهم التعامل مع قضيتي الآن».
وتابعت: «أنا لا أملك أي طريقة للدفاع عني وعن أبنائي إلا الشرطة. فلماذا هناك مراهقون من كلا الجنسين في سن 13 إلى 15 عاماً يتجولون في الشوارع في هذه الساعة المتأخرة من الليل؟ يجب على الخدمات الاجتماعية أن يكون لها دور في ذلك وأن تتخذ تدابير حاسمة وجدية».
من جهتها، اكتفت شرطة «ساوث يوركشاير»، بأن تعلن أنه مساء يوم الجمعة الموافق 15 آذار / مارس، وصلهم بلاغ أن امرأة تعرضت للاعتداء خارج منزلها على طريق «ويستون» في «دونكاستر»، وأنها تعرضت للعديد من الجروح والكدمات جراء ما حدث من هجوم وحشي وعنصري. وتابعت الشرطة الإنجليزية، أنها في الوقت الحاضر قد فتحت تحقيقاً بالحادثة، وطلبت من أي شخص لديه أي معلومات عن الهجوم أن يدلي به ليساعدهم في القبض على المعتدين.