فوبيا الأماكن المرتفعة، فوبيا الماء، فوبيا الأماكن الضيقة، فوبيا الحشرات.. إلخ إلخ، كلها أنواع مختلفة ومنتشرة من الرُهاب بين الناس، ويعرفها الكثيرون. ولكن قد يكون البريطاني «ستيفن جيلات»، يعاني من أحد أغرب أنواع الرُهاب على الإطلاق، حيث أنه يشعر بالذعر في حال رأى نفسه بأي مرآة، وهو ما جعله يستغني عن جميع المرايا بمختلف أنواعها وأشكالها وأحجامها في المنزل.
وبحسب ما نقله موقع «روسيا اليوم»، عن صحيفة «مترو» البريطانية، أن «جيلات» أشار إلى أنه أصيب قبل قرابة الـ 4 أعوام، بنوع نادر من الرُهاب أو الـ«فوبيا»، وذلك جراء تعرضه لانهيار عصبي في ذلك الوقت. إذ أنه وطوال الأعوام الماضية، يتجنب النظر بأي مرآة قد يراها أمامه. والأمر يتعدى المرايا العادية، حتى يصل إلى أي سطح عاكس لصورته. بل وأن الأمر أكثر من هذا الحدّ، إذ أن «جيلات» يكره النظر حتى إلى صوره.
وحول كيف يمارس «جيلات» حياته اليومية، فأوضح أنه خلال الصباح يسأل زوجته وأبناءه بعد الاغتسال وتصفيف الشعر، كيف يبدو مظهره. حتى أنه في صالون الحلاقة، يجلس مغمض العينين حتى ينهي الحلّاق عمله وقص شعره. وعند سيره بالشارع، يتجنب النظر إلى أي من واجهات المحلات الزجاجية في الطريق.
وفي حديث «جيلات» لوسائل الإعلام البريطانية، يقول بأنه يحسد الأشخاص الآخرين الذين ليس لديهم مشاكل بالنظر إلى المرايا، خاصة للتأكد من وسامتهم ومظهرهم الخارجي. ويتابع أنه عندما ينظر إلى المرآة، فهو يرى شخصاً فاشلاً وإنساناً مشوهاً عاطفياً. ويقول واصفاً الأمر: «أنا لا أرى ملامحي، بل وجودي فقط». وأضاف: «عندما أرى نفسي في المرآة، أتذكر أخطائي والألم الذي سببته للآخرين. هذا يثير لدي نوبات الهلع وكره نفسي».
«ستيفن جيلات»، وعلى الرغم من إصابته بهذه الحالة النادرة والغريبة من الرُهاب أو الفوبيا، إلا أنه لم يحاول على الإطلاق البحث عن أي علاج لما يمر فيه. وكان قد راجع طبيباً نفسياً في السابق، أخبره بأنه يعاني من «تدني حب الذات وغياب الشعور باحترام نفسه». وهذا هو سبب كرهه الكبير لذاته، والذي يقول عنه «جيلات»، بأنه يحتاج إلى سنوات طويلة من العلاج، وأنه ليس مستعداً للبدء بهذه الرحلة الطويلة.