لم يعد الأمر نوعاً من التضامن مع ذوي الضحايا الخمسين الذين ارتقوا شهداء في مذبحة المسجدين بمدينة «كرايست تشيرتش» في نيوزيلندا، بل هو تضامن مع الإنسانية كلها بالعموم، ودفاع عن الخير والرحمة التي تعيش داخلنا، والتي من المفترض أن تكون العنوان الرئيس في حياتنا. وسُكان جزيرة «هاواي» الأمريكية، فهموا هذا الأمر جيداً، وتضامناً منهم مع الذات الإنسانية، قاموا بمبادرة جميلة ومعبرة للغاية.
وبحسب ما نشره العديد من وسائل الإعلام في العالم، فقد قام وفد من جزيرة «هاواي» بتقديم إكليل ضخم من الورد، يصل طوله إلى حوالي 1600 متر لذوي ضحايا مذبحة المسجدين، وذلك بعد أن قطعوا رحلة بمسافة تتجاوز الـ7 آلاف كيلومتر، كنوع من التعبير عن حزنهم وتضامنهم معهم، بعد المصاب الجلل الذي تعرضوا له.
ذوي الضحايا الشهداء إلى جانب الشعب النيوزيلندي، استقبلوا هذه الهدية بالكثير من المشاعر، حيث كانت دموع المتواجدين في المكان حاضرة بشكل واضح تأثراً بهذه البادرة الإنسانية الجميلة. ومن جانبه، قال «جو تولبي»، وهو أحد الذين قدموا الإكليل مع الوفد: «كان هدفنا مما فعلناه هو المساعدة في تخفيف حزن تلك الأسر التي فقدت أحباء لها».
وفد جزيرة «هاواي»، أشاروا إلى أنهم خلال صنعهم لهذا الإكليل الضخم، فهم كانوا ينسجون الأحاديث، والصداقات، والأوراق من كل لون، تعبيراً منهم عن المشاعر التي أرادوا أن يقدموها من خلال الإكليل. وأضافوا أنهم «ينسجون» أواصر السلام والمحبة للجنس البشري عموماً بكل أطيافه وأعراقه وأشكاله. حيث إنه –على حد وصفهم– سيكون من المستحيل أن يفرق بينهم أحد؛ إذ سوف «يصبحون كالشخص الواحد».
ومن الجدير بالذكر، أن الإكليل الضخم الذي يبلغ طوله 1600 متر، مصنوع من أوراق شجرة تدعى «تي ti»، وهي شجرة ثمينة وشهيرة للغاية تنبت في الجزيرة، وكان قد شارك في غزل خيوط الإكليل وصنعه، ما يقارب 400 شخص من سكان الجزيرة الأمريكية، واستغرقوا في صناعته قرابة الـ3 أيام كاملة.