في الثالث من أيار/مايو المقبل، تبلغ عمر مأساة كيت وجيري ماكان 12 عاماً، منذ اختفاء طفلتهما مادلين عندما كانت في الرابعة من عمرها، من سريرها في أحد المنتجعات في البرتغال، حيث كانت العائلة تقضي إجازتها.
لا يزال متابعو القضيّة يذكرون تفاصيلها، بدءاً من اختطاف الطفلة، مروراً باتهام أهلها بمقتلها، وصولاً إلى تبرئة الأهل وترك الملفّ معلّقاً.
لا جديد في قضيّة مادلين التي لا لم يعرف عنها شيءٌ ولم يكشف ما يزيل الغموض حول مصيرها، رغم تكاتف الشرطة البرتغالية والبريطانية ودخول محقّقين خاصّين من الولايات المتّحدة الأميركية وإسبانيا لمساعدة العائلة في كشف غموض حادث الاختطاف.
الجديد فقط، قيام شبكة "نتفليكس" بعرض وثائقي من 8 حلقات تحت عنوان Disappearance of Madeleine McCann، أضاء على القضيّة مجدّداً من نقطة الصفر.
فمن هي الطفلة مادلين؟ وكيف اختطفت؟ ولماذا حازت قضيّتها على كل هذا الاهتمام العالمي؟
في نهاية أبريل 2007، سافر الطبيبان جيري وكايت ماكان مع ابنتهما مادلين (4 سنوات) وشقيقيها التوأمين إميلي وشون (سنتان) إلى البرتغال، وتحديد إلى برايا دا لوش لقضاء إجازة طويلة برفقة أصدقاء لهما.
وسارت الإجازة كما خطّط الأهل، إلى أن وقع الحادث الأليم ليلة الثالث من مايو.
كان جيري وكايت وأصدقاؤها في كل ليلة، يتناولون العشاء في مطعم داخل المنتجع، قريب من الشقق التي يستأجرونها، كي يكونوا على مقربة من أطفالهم.
وكان الأصدقاء يتناوبون كل نصف ساعة ليطمئنوا على أطفالهم وأطفال أصدقائهم.
والدة مادلين تحمل لعبتها
-اختطاف مادلين
ليلة الحادث، لم تتغيّر الخطة، فقد ذهب الأهل تباعاً لتفقّد الأطفال وكان كل شيء على ما يرام، إلى أن ذهبت كايت ووجدت سرير ابنتها مادلين فارغاً، بينما كان التوأمان يغطّان بنومٍ عميق.
سارعت كايت إلى المطعم وأبلغت الجميع أن مادلين اختفت، وتمّ الاتصال بالشرطة البرتغاليّة التي حضرت متأخّرة إلى المكان.
الشاهدة الوحيدة كانت صديقة كايت التي رأت رجلاً يحمل فتاة بين ذراعيه ويسير بها بعيداً، ولم تلتفت ما إذا كانت الطفلة هي نفسها مادلين، إذ أنّها كانت تمرّ قرب الشقق التي ينام بها الأولاد دون أن تدخلها، لتطمئنّ أنّهم لا زالوا نائمين.
بحثت الشرطة في المنتجع وفي الأحراش المجاورة ولم تجد شيئاً. حازت القضيّة على اهتمام عالمي، وحضرت الصحافة من كل دول العالم لتغطية الحدث، وظلّ الوالدان في المنتجع لمتابعة التحقيقات، التي انقلبت ضدّهما.
-اتهام آل ماكان بقتل ابنتهما
ففي البداية تمّ اتهام رجلٍ بريطاني باختطاف مادلين للاشتباه بوجوده في مكان الحادث وباهتمامه البالغ بتفاصيله، ومن دون أي دليل تمّ اقتياده إلى التحقيق والتعامل معه رسمياً كمشتبه به.
وما لبثت الشرطة البرتغالية أن وجّهت الاتهام إلى والدي مادلين، مستندة إلى كلبين بوليسيين قاما بتفتيش المكان، أحدهما متخصّص بكشف آثار الدماء البشرية والثاني متخصّص بكشف آثار الجثث. ولدى وجود الكلبين في شقة آل ماكان المستأجرة والتي اختطفت منها الطفلة، نبحا منبّهين إلى وجود دليل، على أساسه تمّ اتهام الوالدين رسمياً.
عودة الوالدين إلى بريطانيا
سافر الوالدان إلى بلدهما وهما لا يزالان قيد الاشتباه، وكان المشهد مؤلماً إذ أنّهما غادرا بريطانيا مع ثلاثة أولاد وعادا مع ولدين. الصحافة طوّقتهما من كل الجهات، وفقدا كل تعاطف، خصوصاً أنّهما بديا متماسكين أمام الكاميرات، بينما توقّع كثيرون رؤية والدين منهارين لفقدان ابنتهما.
خلال وجودهما في البرتغال، خصّصت للوالدين طائرة لتقلّهما إلى أهم العواصم الأوروبيّة حث كانا يناشدان الجميع لمساعدتهما في العثور على مادلين، وقد استفزّ الأمر الصّحافة البرتغاليّة، التي رأت أنّ ما صرف على قضايا كل الأولاد المفقودين في البرتغال لا يعادل واحد بالمئة مما صرف على قضية مادلين.
اتهام الشرطة البرتغالية بالتقصير
كبير المفتّشين في قضية ماكان، الذي بدا في الوثائقي حانقاً على أهل الطفلة، تبنّى نظريّة أنّ العائلة متورّطة باختطافها، وعلى هذا الأساس وجّه الاتهام إليهما بالاستناد إلى شهادة الكلبين، وما لبثت الشرطة البريطانية أن تدخّلت لتحسم براءة الزوجين بعد أشهر طويلة، إذ أظهرت نتائج الـDNA أن لا آثار لدماء مادلين في المنزل.
الكلبان كانا قد أشارا أيضاً إلى أدلّة في السيارة التي استأجرها آل ماكان بعد اختطاف ابنتهما بـ25 يوم، يومها كان الاعتقاد سائداً أن الأهل خبّأوا جثة 25 يوماً قبل نقلها بالسيارة، وهو ما دحضته نتائج التحقيقات البريطانيّة، إذ تمّ تأكيد أن الحمض النووي الموجود في السيارة عائد للأهل، وعليه تمّت تبرئة الأهل، وأقيل كبير المفتّشين في الشرطة البرتغاليّة، الذي نشر كتاباً يتّهم فيه الأهل بقتل ابنتهما، كتاب دفع بالأهل إلى محاكمته وكسبا الدعوى وحظرا بيع الكتاب، قبل أن تنسف محكمة استئناف برتغاليّة الحكم وتجيز بيعه من جديد.
مجريات التحقيق
كان حظّ آل ماكان كبيراً، إذ أنّ رجل الأعمل برايان كينيدي تبرّع بدفع تكاليف التحقيقات التي وصلت إلى ملايين الدولارات، واستعان بمحقّق خاص من إسبانيا أرسله إلى البرتغال لمتابعة القضية، ثمّ استعان بمحققين من أميركا، وسافر إلى المغرب حيث قيل إنّ مادلين شوهدت مع عائلة في جبال أطلس، ليتبيّن أنّ الطفلة ليست مادلين.
في العام 2013 تبنّت اسكوتلنديارد القضيّة بطلب من الرئيس البريطاني غوردن براون، الذي طلب أن تبقى القضيّة مفتوحة إلى حين كشف مصير مادلين الذي لا تزال مختفيّة، وعائلتها تأمل العثور عليها مهما طال الأمد.
-وثائقي نتفليكس ما له وما عليه:
-على الرغم من أهميّة القضيّة وتشعّبها، يعتبر وثائقي نتفليكس حول مادلين ماكان من أضعف ما أنتجته الشبكة العالميّة لأسباب عدّة.
أهم أسباب الضعف، رفض والدي الطفلة الظهور في الوثائقي، لأنّه لن يضيف شيئاً إلى القضيّة.
ولملء الفراغ الذي أحدثه غياب الوالدين، استعان الوثائقي بعشرات الشهود، من صحافيين ومحققين وأهالي أطفال خطفوا، وأفردت مساحات لكل منهم بصورة أخرجت القضيّة عن سياقها، وما سرد في 8 حلقات كان يكفيه 4 حلقات على الأكثر.
-الخروج عن سياق القضيّة والتشعّب نحو قضايا أطفال مخطوفين، شتّت المشاهد، الذي وجد نفسه أمام كمٍ من المعلومات التي لا تمتّ إلى القضيّة بصلة.
-كان المشاهد يتوقّع أن يضيء الوثائقي على وضع أسرة ماكان بعد مرور كل هذه السنوات على غياب الطفلة، إلا أنّ رفض العائلة المشاركة في الوثائقي أفقده الكثير من عناصر الجذب.
-حرص الوثائقي على الإضاءة على حالات خطف أطفال عادوا إلى أهاليهم بعد سنوات، إحداهم عادت بعد 25 سنة في محاولة لبثّ الأمل في نفوس آل ماكان. وكانت هذه واحدة من أهم نقاط القوة في الوثائقي.
في حال كانت مادلين لا تزال على قيد الحياة، قد يكون الوثائقي الذي عرضته أهم شبكة في العالم، مناسبة لتواصلها مع أسرتها، وإلا سيكون الوثائقي مجرّد محاولة من الشبكة لتحقيق نسب مشاهدة في قضيّة لكثرة ما أفردت لها من مساحات، لم يعد فيها ثمّة ما يقال.
بالوثائق: أول تعليق من شيرين عبد الوهاب بعد إيقافها عن الغناء في مصر
بيرين سات وكينان دوغلو إلى القضاء وزواجهما سينتهي في 28 مارس الحالي
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا أنستقرام سيدتي