أحيانًا – وأحيانًا قليلة بكل تأكيد – يكون التصرف بـ«حماقة» جيدًا، ويعطي نتائج جميلة للغاية بدون أي قصد. وهذا تمامًا ما حدث مع زوجين بريطانيين يعيشان في مقاطعة «يوركشاير»، الواقعة شمال شرق إنجلترا، حيث إنهما كانا يريدان شراء شقة صغيرة لهما، وتفاجآ بأنهما وعن طريق الخطأ، اشتريا «قصرًا تاريخيًا» مهجورًا، عمره أكثر من 120 عامًا، وفقًا لموقع «روسيا اليوم».
وفي الخبر الذي نشره الموقع الروسي، فإن «كال هانتر» وزوجته «كلير سيغيرين»، كانا يخططان لشراء شقة صغيرة ومتواضعة، في مدينة «غلاسكو» في أسكتلندا، مقابل مبلغ لا يزيد على الـ30 ألف جنيه إسترليني؛ إلا أنهما بخطأ غير مقصود، قاما بشراء قصر تاريخي يُسمى «جيمس وود فيلا Jameswood Villa» في مدينة «دانون». وعلى الرغم من أن القصر مهجور منذ سنين طويلة، ولا يوجد به سقف أو نوافذ، وألواح أرضياته مفقودة، إلا أن الزوجين اعتبرا نفسيهما محظوطين لما حدث.
ونقلًا عن عدد من وسائل الإعلام البريطانية التي نشرت الخبر، فقد كان «كال» قد جاء من مدينة «هال» شرق مقاطعة «يوركشاير»، ليحضر المزاد العلني وحده، وذلك لأن زوجته «كلير» كانت مسافرة برحلة إلى كندا. وعن طريق الخطأ، وبدل أن يقدم «كال» عرضًا لشقة كانت موجودة في المزاد، قدم آخرًا للقصر المهجور، والذي كان مدرجًا مباشرة قبل الشقة، وبالفعل سرت الصفقة عليه، واشترى القصر دون أن يعرف.
الحماقة التي كانت.. حظًا جميلًا
على الرغم من هذا الخطأ، إلا أن الزوجين «كال» و«كلير»، يعتقدان بأن هذه الحماقة التي حصلت معهما، كانت «حظًا جميلًا وموفقًا»، فمنذ ارتكابها خلال شهر تشرين الثاني / نوفمبر الماضي 2018، شعرا بأنهما محظوظان حقًا، وشرعا في عمليات إعادة الترميم للقصر. رغم أن الخبراء في مجال البناء، حذروهم من أنه يجب عدم ترميم البناء بأكمله وتشييد واحد جديد.
ولأن قصرهما الجديد «جيمس وود فيلا Jameswood Villa»، ظل مكانًا مهجورًا لمدة 20 عامًا، فقد وجداه بدون أي إمدادات للمياه والصرف الصحي والكهرباء. إلا أن الزوجين يخططان حاليًا للقيام بكل هذه الأمور، وتوصيل الماء والكهرباء إلى «القصر»، كما أنهما يريدان تحويله إلى ثلاث شقق، يبيعان اثنتين منها لسداد ديونهما، ويسكنان في واحدة، كما أنهما يأملان بالحصول على مساعدة من أصدقائهما لاستكمال المشروع.
من جهته، قال «كال هانتر»، البالغ من العمر 26 عامًا: «نحب المنزل وموقعه المذهل في قرية على ضفة بحيرة أسكتلندية، لقد كان ذلك خطأ جميلًا ابتسم لنا». أما زوجته «كلير سيغيرين»، وهي بالأصل من مدينة «تورنتو» في كندا، فقد أشارت إلى أن القصر الذي بُني في عام 1900، يتميز بجماله الذي جعلهما يشعران بأن: «من الخطأ الجسيم هدمه والبدء من جديد، لذلك اتخذنا قرارًا بالغ الأهمية بالإبقاء عليه».