ربما منذ أن بدأ العلم بالتطور خلال العقود أو حتى القرون الماضية، لم تتوقف الدراسات التي تحاول البحث في حياة الأمهات وأطفالهن، وكيف يتأثر كل واحد في الآخر وكيف يؤثر فيه. وعلى جانب ثانٍ، ومنذ قدم التاريخ، كان الإنسان يبحث عن فكرة "الشباب الدائم" بشكل مستمر. الشباب الذي يستمر إلى الأبد ويحمينا من الوصول إلى سنّ الشيخوخة الذي يقترب بنا للفناء والنهاية. وحتى في عصرنا الحالي الحديث، لا تزال هذه الفكرة قائمة، حتى ولو أخذت أشكالاً مختلفة إلى حد ما.. بعضها قد يكون علمياً جداً
الأطفال.. وشباب الأمهات الدائم
بحسب دراسة نشرتها صحيفة الـ"ديلي ميل" البريطانية، وتنقلها لكم "سيدتي"، فإن دراسة حديثة تم إجراؤها مؤخراً، أشارت إلى أن عدد الأطفال التي تنجبهم الأم، قد يكون له تأثير كبير للغاية على تأخير وإبطاء معدل شيخوخة الأم. وهي نتائج تم اعتبارها صادمة للغاية بالنسبة إلى العديد من الخبراء والمختصين. خاصة في ظل الإعتقاد السائد الذي يقول بعكس ذلك.
وبحسب الدراسة التي أجرتها جامعة "سيمون فريزر" في كندا، بأن النساء اللواتي تمكنّ من إنجاب عدد أكبر من الأطفال، واللواتي عاش أطفالهن وظلوا على قيد الحياة، فإن معدل شيخوختهن أبطأ من غيرهن من النساء. وذلك – بحسب الدراسة – لأن الباحثين اكتشفوا أنهن يمتلكن عدداً أكثر من الـ"تيلوميرات"، والتي هي عبارة عن أطراف وقائية في نهاية الكروموسومات الخطية الـ"دي أن إيه DNA" للكائنات الحية، ومهمة هذه الـ"تيلوميرات" هي حماية الخلية، والتي تعتبر في الوقت نفسه من مؤشرات شيخوخة الخلية أيضاً.
الدراسة التي أجرتها الجامعة الكندية، اعتمدت على بحث موسع شمل عدد من الأطفال الذين أنجبتهم 75 امرأة من أعمار وأماكن مختلفة في كندا. كما أنه تم دراسة أطوال الـ"تيلوميرات" لدى كل واحدة من تلك النساء من خلال أخذ عينات من اللُعاب وعدد من الخزعات التي تم أخذها من خدودهن.
وفي نهاية البحث، كشف الباحثون في جامعة "سيمون فريزر" عن نتائج هذه الدراسة. وأشاروا إلى أن هذه النتائج سببها مستوى الـ"أستروجين" المتزايد في جسم المرأة أثناء فترات الحمل، والذي يعمل كمضاد للأكسدة يحمي الخلايا من التلف. ومن الجدير بالذكر، أن هرمون الـ"أستروجين"، هو هرمون أنثوي يفرزه مبيض المرأة كهرمون الجنس الأولي ويتوقف إفرازه عند الأنثى عند بلوغها ما يُسمى "سنّ الإياس".