بعد أن تعرف الحضور على هذا الزخم الراقي من الأناقة المحتشمة، وفي الصالة الكبرى، التي تحتضنها جزيرة السعديات في أبوظبي، الوجهة الشاطئية الفاخرة التي تجمع بين الثقافة والفن والطبيعة.. كان حضور النسخة العاشرة من أسبوع الموضة المحتشمة في أبوظبي على موعد مع المزيد من العروض التي عكست أناقة المرأة العصرية من خلال أزياء تلبي تطلعات عشاق الموضة المحتشمة.
إعداد: لينا الحوراني
تورانا أتاش لندن: فخامة محتشمة بأناقة راقية

تورانا أتاش لندن علامة تجارية لملابس السباحة والمنتجعات، تُعيد تعريف مفهوم الموضة المحتشمة للمرأة العصرية. ترتكز هذه العلامة التجارية على الرقي والاستدامة والتمكين، مُثبتةً أن الموضة والاحتشام متلازمان.
صُنعت كل قطعة من مواد فاخرة ومستدامة، وصُممت لتمنح المرأة شعورًا بالثقة والأناقة والراحة في كل مكان. مستوحاة من منظور شرق أوسطي معاصر، تُعيد تورانا أتاش لندن ابتكار ملابس المنتجعات المحتشمة بتفاصيل دقيقة وجماليات راقية.
الموضة انعكاس لتطور شخصي

استوحت العلامة مجموعتها التي عرضت في أسبوع الموضة المحتشمة بأبوظبي من الشاكرات السبع، تكريماً للتوازن والتناغم والقوة الداخلية. وهي تعرض لأول مرة في هذا المكان، لتُقدم مزيجاً من الفخامة الواعية والأناقة العصرية.
بين العملية والتفاصيل الدقيقة، مستوحاة من جماليات الشرق، قابلنا المصممة وتحدثت عن مجموعتها، حيث قالت: "تثبت مجموعتنا اليوم، كيف أن الموضة انعكاس لتطور شخصي وثقافي في آنٍ واحد. لقد أصبح أسبوع أبوظبي للأزياء المحتشمة منصة قوية للإبداع المرتبط بالهوية. وأعتقد أن الاتجاهات التي ظهرت هذا العام ستواصل الدمج بين الاحتشام والحداثة، مع قصّات أكثر جرأة، وألوان ترابية، وتفاصيل مدروسة بعناية. هذه النقاشات ستوجّه بلا شك منهجنا في تصميم مجموعاتنا القادمة، مع تركيز أعمق على الحركة، والطاقة، والأناقة التي تخاطب الروح كما تخاطب العين".
في أزيائنا نميل إلى الألوان التي تعكس الطاقة والحضور مثل الطين الناعم، ودرجات الجواهر الداكنة
التعبير عن النعومة
تؤكد المصممة أن الألوان التي تقدمها على سجادة العرض، ترتبط بالمشاعر بشكل عميق، وعند دمجها مع الحجاب، توغل في التعبير عن النعومة، أو القوة، أو السكينة. تستدرك قائلة: "في أزيائنا نميل إلى الألوان التي تعكس الطاقة والحضور—مثل الألوان الحيادية الغنية، ودرجات الجواهر الداكنة، والطين الناعم، وأحيانًا لمسات مفاجئة تضفي إشراقة على الوجه.
في النهاية، الأمر لا يتعلق باتباع قواعد معينة، بل باختيار الألوان التي تكرّم لون بشرة المرأة، وشخصيتها، والمشاعر التي ترغب في نقلها عند دخول أي مكان" .
تعتبر المصممة أن عملية التصميم لديها تجربة حسسية بامتياز، وهذا ما كشفته العروض الحية، في مجموعة تبدأ بإحساس، بعاطفة تمت ترجمتها إلى قماش وشكل. مستوحى من العمارة القديمة، والعناصر الطبيعية، وتراث المصممة الشخصي، تستدرك المصممة: "استُلهمت مجموعة العبايات الأخيرة لدينا من "الشاكرات السبع"، في رحلة رمزية عبر الألوان، والتوازن، والشفاء. .. أنا أؤمن بأن ما نرتديه يمتلك القدرة على أن يرسّخنا في الأرض ويرتقي بنا في آنٍ واحد، وتلك هي الطاقة التي أصبّها في كل قطعة".
الأناقة ليست في الصخب

في عروض تورانا أتاش لندن، توافق التصاميم مع شكل جسد المرأة الشرقية، التي تعبّر، برأي المصممة عن نفسها بعمق، وتتمتع بالنعمة، والبديهة، والجمال المتوازن بين القوة واللطف. تعلّق: "هي تدرك أن الأناقة ليست في الصخب، بل في النية. في تصاميم تنسجم مع حركتها، فهي انسيابية ولكن مدروسة، مع التركيز على القَصة، والراحة، والتفاصيل التي تبرز الجمال دون أن تقيّده. نصمم باحترام لجسد المرأة، وبإعجاب عميق لمن ترتدي القطعة.
المجموعة التي نالت صدى في اليوم الأول من أسبوع الأزياء المحتشمة، درست خيارات الأزياء لدى النساء العربيات اليوم، اللواتي يكتبن لغتهن البصرية الخاصة، تستدرك المصممة: "إنهن يحتضنّ مرونة الموضة، ويمزجن التأثيرات العالمية بالأصالة الثقافية. وأجد ذلك ملهمًا للغاية. هناك شعور قوي بالهوية في الطريقة التي يرتدين بها ملابسهن، فهي راقية، ومعبرة، ودائمًا ما تكون نابعة من هدف واضح.
تتابعت العارضات اللواتي وصفت أزياؤهن بالازدواجية، فمن خلال هذه القطع الراقية، تم تكريم الماضي بينما التصميم للحاضر، وللمستقبل الذي تصنعه المرأة العربية الحديثة.
آرتا كالابا: اختاري ألوانًا تعكس أسلوبكِ الشخصي

آرتا كالابا نيويورك علامة تجارية في مجال التريكو، أسستها آرتا كالابا، مخرجة مسرحية سابقة، وحولت شغفها بتصميم الأزياء إلى علامة أزياء تحتفي بالحرف اليدوية التقليدية وتمكين المرأة.
تتمثل مهمة العلامة التجارية في تحديث فن الحياكة العريق، وبث روح جديدة في التقنيات العريقة. من خلال التعاون مع مجتمع عالمي من الحياكة الماهرة - يتمتع بعضهم بخبرة تزيد عن 50 عامًا - تضمن آرتا كالابا نيويورك أن تكون كل قطعة مصنوعة يدويًا بدقة متناهية. حيث يركز هذا التعاون على اختيار أجود الألياف والملمس ولفائف الخيوط لتقديم منتجات فاخرة تجمع بين التصميم المعاصر والفنون التقليدية.
صيحات مستدامة
استلهمت آرتا كالابا رحلتها في عالم الموضة من خلفيتها في الإخراج المسرحي، حيث كانت تُصمم أزياءً لممثليها في كثير من الأحيان. أشعلت هذه التجربة رغبتها في إنشاء خط أزياء خاص بها. واليوم، تُجسّد حبها للفن والتصميم في عالم التريكو، حيث تُبدع قطعًا تعكس شغفها وتُشعر الأفراد بالثقة والتفرد، تقول أرتا لـ سيدتي: "أتوقع أن تُلهم الصيحات التي عُرضت في أسبوع أبوظبي للموضة المحتشمة 2025 إبداعًا وابتكارًا أكبر في تصاميمي، لأنها تُركز على التنوع الثقافي. سيشجع هذا على اتباع نهج أكثر شمولية في صناعة الموضة المحتشمة، ويجذب جمهورًا أوسع، ويعزز الممارسات المستدامة التي تتوافق مع قيم المستهلكين. بشكل عام، ستساعد هذه الصيحات على تعزيز حضور الموضة المحتشمة وأهميتها على نطاق عالمي.
أجد الإلهام في اللطف الكامن في الإنسان وفي ألوان وأشكال وملمس العالم الطبيعي
ألوان تمنح الثقة
أما عن الألوان التي اختارتها المصممة أرتا، والتي تناسب المحجبات، فكانت:
- الألوان المحايدة: الأسود، الأبيض، البيج، والرمادي لأناقة خالدة.. درجات الألوان الترابية: البني الدافئ، الأخضر، والتيراكوتا لإطلالة طبيعية.
- ألوان الباستيل: الوردي الناعم، الخزامى، والأزرق الفاتح لإضفاء لمسة أنثوية منعشة.
- الألوان الجريئة: الأحمر النابض بالحياة، الأزرق الملكي، والأخضر الزمردي لإضفاء لمسة مميزة.
تعلّق المصممة: "في النهاية، اختاري ألوانًا تعكس أسلوبكِ الشخصي وتمنحكِ شعورًا رائعًا بالثقة!".
ملمس العالم


استوحت أرتا مجموعتها من جمال الطبيعة واللطف الكامن في الإنسان. فهي تجد الإلهام في ألوان وأشكال وملمس العالم الطبيعي، إلى جانب التفاعلات الإنسانية. هذا المزيج من الجمال الطبيعي والدفء الإنساني يُلهم نهجها، مما يدفعها إلى ابتكار تصاميم مدروسة ومبهجة في آن واحد، وهي تناسب المرأة الشرق أوسطية، تتابع أرتا: "تتميز المرأة الشرق أوسطية بثقافاتها النابضة بالحياة وتنوعها الأخّاذ. وقد صممت فساتيني المحبوكة يدويًا لتتناسب مع أشكال جسمها، مُوفّرةً لها الراحة والأناقة. كل قطعة مُصمّمة بعناية فائقة للاحتفال بجمالها مع احترام أسلوبها الفردي. فأنا أرى خيارات الموضة التي تتّبعها المرأة العربية اليوم مزيجًا رائعًا بين التقاليد والحداثة. تتبنّى العديد من النساء تراثهنّ الثقافي، بينما يُجرّبن في الوقت نفسه أساليب واتجاهات معاصرة. وهذا يعكس شعورًا قويًا بالهوية والتمكين، مما يسمح لهنّ بالتعبير عن أنفسهنّ بأصالة" .
تُبرز المجموعة المتنوعة من خيارات الموضة التفرّد والإبداع، سواءً من خلال الألوان النابضة بالحياة، أو التصاميم المُتقنة، أو القصات المُبتكرة التي تُعيد المرأة العربية من خلالها تعريف الاحتشام في الموضة. بشكل عام، تُبرز خياراتهنّ المرونة، والفخر الثقافي، والسردية المُتطوّرة في عالم الموضة.
المصممة هيكران أونال: الثقة هي أفضل لون

كما زينت خشبة العروض أزياء منها التركية للمصمم هيكران أونال، التي تجاوزت صيحات الموضة، مجسدة موقفًا وقصةً واحتفاءً بالتفرد. مستوحاةً من ثقة المرأة العصرية وأناقتها، حيث تتميز المجموعة بحرفية دقيقة وألوان نابضة بالحياة وتفاصيل مذهلة، لتُبدع قطعًا فنيةً تُخاطب المرأة الأنيقة والمتمكنة. تدمج تصاميم العلامة التجارية بسلاسة بين الجماليات الخالدة والتأثيرات العصرية، فتقدم إطلالات عصرية ومتعددة الاستخدامات.
ألوان تشعر بالسكينة
برأي المصممة هيكران، أن المجموعة تطورت، في عرض أزياء المرأة المحتشمة، لتصبح شكلاً قوياً من أشكال التعبير عن الذات، تتابع: "النساء الآن يدركن أن بإمكانهن أن يكنّ أنيقات وأصيلات دون قيود. هذا يُلهمني بشدة. في تصاميمي، أعشق المزج بين جوهر التقاليد العريق والخطوط العصرية. لأنني أؤمن بأن كل امرأة - بغض النظر عن أصولها - تستحق مساحة وأسلوباً خاصاً للتعبير عن نفسها. هذا الأسبوع أكثر من مجرد فعالية أزياء؛ إنه احتفال بالرقي والهوية والهدف.
عبرت العارضات على ممر العرض بثقة كبيرة عن مشاعرهن وهويتهن وطاقتهن من خلال الألوان، التي تتناغم مع الطبيعة - مثل الألوان الترابية، والوردي الناعم، والأخضر الزيتوني، ودرجات اللافندر، التي تحظى بشعبية خاصة. حيث أضفت هذه الألوان شعورًا بالسكينة وحضورًا أنيقًا. وقد أوصلت من خلالها رسائل تحفيزية للنساء كي يرتدين ما يُشعرهن بالحيوية والجمال..تتابع:" الثقة هي أفضل لون..."
عالمٌ أزيائي تلتقي فيه كل امرأة بقطعٍ تُشعرها بالتميز وتحمل قصتها الخاصة. والآن أعيش داخل هذا الحلم
أقمشة تناسب القصات
تأثرت المصممة في إبداعاتها بالطيور والزهور والطبيعة والقوة العاطفية للألوان، التي كانت مفتونة بها منذ صغرها، وفي هذه المجموعة، تسعى إلى سرد قصة من خلال مزج الأنماط التقليدية مع الخطوط الحديثة، مستخدمة قصات لا تكشف عن خطوط الجسم، بل تُكمل الشكل بأناقة. من اختيار الأقمشة إلى تفاصيل الخياطة، كل شيء مُصمّم ليُوفّر الأناقة والراحة. فالمصممة تؤمن بأن المرأة الشرق أوسطية قادرة على تقبّل ثقافتها والتعبير عن نفسها بحرية من خلال لمسات عصرية. بهذه الفلسفة تحديدًا.
أزياء مصممة للمشاعر

أبرز العرض المرأة العربية اليوم متجذرة، عصرية وعميقة. تبحث عن قطعٍ تُعبّرعن قيمها وأسلوبها الشخصي. في أزياء مصممة للمشاعر، للحظاتٍ مميزة. لكل امرأةٍ ترغب في التعبير عن عالمها الداخلي من خلال الأناقة. تعلّق المصممة: "هذا يشمل كل أنحاء العالم يرىن أنفسهن جزءًا من قصتنا... بالنسبة لي، لا تُشكّل الأقمشة فقط الموضة، بل المشاعر أيضًا. اليوم، في كل خيارٍ تتخذه المرأة، أرى سعيًا للحرية والأناقة وجهدًا لخلق عالمها الخاص. في هذه الرحلة، لا أقدم لهن الملابس فحسب؛ بل أوجد مساحةً للتعبير عن أنفسهن والشعور بالقوة والجمال. هذا ما حلمتُ به منذ سنواتٍ طويلة... عالمٌ تلتقي فيه كل امرأة بقطعٍ تُشعرها بالتميز وتحمل قصتها الخاصة. والآن أعيش داخل هذا الحلم، ومشاركة هذا الشعور هي أعظم فرحة بالنسبة لي".
عن أسبوع الموضة المحتشمة في أبوظبي

تألق أسبوع الموضة المحتشمة كمنصة عالمية تكرّس مفاهيم التنوع والتمكين والتعبير الثقافي بأسلوب عصري أنيق. شارك في الحدث ممثلون من أكثر من 30 دولة عبر خمس قارات، في تجربة استثنائية تعزز الإبداع وتفتح آفاقًا جديدة أمام رواد قطاع الأزياء.
يشهد الحدث عروض أزياء حصرية، وحوارات ملهمة، وفرصًا استثنائية للتواصل بين رواد الصناعة، ما يسهم في ترسيخ مكانة الموضة المحتشمة كحركة عالمية تحتفي بالأناقة بأسلوب يعكس الهوية والقيم.
تُقام النسخة العاشرة احتفالًا بمرور عشر سنوات على انطلاق أسابيع الموضة المحتشمة (MFW)، وهي حركة عالمية أحدثت تأثيرًا بارزًا على مشهد الموضة، عبر نسخ سابقة في إسطنبول، دبي، لندن، الرياض، أمستردام، وجاكرتا.
وتتضمن هذه النسخة الاحتفالية أكثر من 30 عرض أزياء مميزًا، إلى جانب مشاركات من أرقى العلامات التجارية، وفعاليات حصرية للتواصل، ونقاشات ثرية تفتح آفاقًا جديدة أمام المصممين والمبدعين وعشاق الأناقة المحتشمة.
يستضيف الحدث 30 مصممًا عالميًا، وأكثر من 100 شخصية مؤثرة، و50 جهة إعلامية مرموقة، بالإضافة إلى أكثر من 1,500 من رواد صناعة الأزياء، مما يعزز مكانة الموضة المحتشمة على الساحة العالمية.
أسبوع الموضة المحتشمة ينطلق في أبريل بجزيرة السعديات في أبوظبي