تشهد المملكة العربية السعودية تحولات جوهرية معززة إياها بالذكاء الاصطناعي والتطور المتسارع في الأتمتة، وهو ما أشار إليه وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية المهندس أحمد الراجحي، خلال مشاركته في أعمال مؤتمر مبادرة القدرات البشرية 2025.
وأشار "الراجحي" إلى أن هذه التحولات أصبحت جزءًأ أساسيًا من المستقبل لا غنى عنه، ووصفها بأنها "واقعًا" يعيد تشكيل سوق العمل، وعن التحدي الذي يواجه سوق العمل فلا يكمن في توفر الفرص بل في نقص المهارات اللازمة لشغلها، وبالتالي يتطلب الأمر إعادة تصميم نماذج التأهيل والتدريب، ومواكبة التغير المتسارع في احتياجات السوق.
مهارات سوق العمل
وتابع الراجحي، أن الشهادات الأكاديمية لا تزال ذات أهمية، لكنها لم تعد المسار الوحيد نحو الفرص، مسلطًا الضوء على أهمية اكتساب مهارات جديدة كونها أصبحت محركًا رئيسًا للفرص في سوق العمل الجديد.
وخلال مؤتمر مبادرة القدرات البشرية أعلن وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية عن تدشين المنصة الوطنية للمهارات ضمن مبادرة "مسرعة المهارات"، التي تهدف إلى تأهيل أكثر من 300 ألف متدرب في قطاعات إستراتيجية تشمل الطاقة، والرعاية الصحية، والخدمات المالية، وتجارة التجزئة.
ويشمل برنامج المبادرة رحلة تعليمية متكاملة ونماذج تعتمد على دمج التعلم الرقمي والتطبيقي، بالتنسيق مع برنامج تنمية القدرات البشرية، وتكمن أهمية تلك المنصة في أنها تستعين بأدوات الذكاء الاصطناعي في تصنيف المهارات وتوجيه الأفراد نحو المسارات التدريبية الأكثر توافقًا مع متطلبات السوق، بما يمكن الكفاءات الوطنية.
وصرح الراجحي: "إن الوزارة دشّنت المرحلة الثانية من الحملة الوطنية للتدريب "وعد"، التي تستهدف تقديم 3 ملايين فرصة تدريبية، بعد أن حققت المرحلة الأولى أكثر من مليون فرصة خلال نصف الفترة الزمنية المستهدفة، بمشاركة 60 جهة من القطاعين العام والخاص".
وعن نتائج مبادرة التدريب الموازي للمرأة فقد تجاوزت المستهدف منها بنسبة 22% من خلال عقد شراكات مع 70 مؤسسة تدريبية وأكثر من 45 ألف منشأة، وحققت معدل احتفاظ وظيفي بلغ 92% في القطاع الخاص.
دور السعودية في تطوير سوق العمل
تضع المملكة العربية السعودية أولوية لتنمية رأس المال البشري من أجل تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، حيث تعتمد على 3 ركائز لتطوير سوق العمل تتمثل في المرونة في السياسات، والشمولية في الفرص، والتكامل بين القطاعات الحكومية والخاصة والأكاديمية.
وعن جهود وزارة الموارد البشرية السعودية لبناء منظومة وطنية للمهارات، فتمثلت في إنشاء 13 مجلسًا قطاعيًا للمهارات بمشاركة أكثر من 240 ممثلًا من الجهات ذات العلاقة، إلى جانب تطوير المعايير المهنية الوطنية لـ 300 مهنة، بما يدعم تحقيق المواءمة بين مخرجات التدريب واحتياجات سوق العمل.
وشهدمؤتمر القدرات البشرية توقيع مذكرتي تفاهم ثلاثيتين بين وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية وكل من وزارة الصناعة والثروة المعدنية، ووزارة النقل والخدمات اللوجستية، بالتعاون مع برنامج تنمية القدرات البشرية، برعاية نائب وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية للعمل الدكتور عبدالله بن ناصر أبوثنين، ومساعد وزير الصناعة والثروة المعدنية الدكتور عبدالله الأحمري، ونائب وزير النقل والخدمات اللوجستية الدكتور رميح بن محمد الرميح؛ بهدف دعم تنفيذ مبادرة "مسرعة المهارات".
تابعي أيضا جودة التعليم أولوية وطنية في السعودية
يمكنكم متابعة آخر الأخبار عبر حساب سيدتي على منصة إكس
