تعشق الحياة المنزلية وتحقق توازناً بين عملها كفنانة وتربية أولادها، وترى أن زوجها له دور أساسي في تربية أولادها، الفنانة صابرين تحدثنا في هذا الحوار عن الأُسس التربوية التي تتابعها، وعن أنواع العقاب التي تلجأ إليها؛ رافضة استخدام العنف مع الأطفال، وعن تفاصيل أخرى كثيرة في هذا الحوار..
* بداية، ماذا تعني الأسرة للفنانة صابرين؟
أنا امرأة بيتوتية، رغم عشقي للتمثيل، لكن كل التركيز الذي أجهزه لأي عمل؛ لابد أن يكون بصومعتي داخل البيت، فهناك نظام موضوع لنا جميعاً، فأنا وأسرتي نور ويوسف وعلي وعمر، بالإضافة إلي زوجي صادق، الحب والحرية شعارنا.
* هل هناك أسس تربوية معينة تتبعينها مع أولادك؟
بالتأكيد، منها مساعدة الكبار في السن، وبر الوالدين من خلال تعاملي مع والديّ، فمثلاً عندما أستيقظ كل صباح؛ لابد من ذهابي إلى بابا وماما وتحضيري لهما وجبة الإفطار، وذا الأمر غرس في أبنائي تحمل المسؤولية.
* وما أكثر الأشياء التي تثير دهشتهم من خلال تعاملك معهم؟
عندما أظهر في البرامج التليفزيونية، وأتناقش في الأمور السياسية أو الثقافية أو في أمور الدين، فيندهشون من ذلك؛ لأنني لا أتعامل معهم في البيت بهذا الشكل إطلاقاً.
* هل تستطيعين التوفيق بين عملك كفنانة، وبين تربيتهم؟
عملي كفنانة ينحصر في شهرين أو ثلاثة أشهر، وباقي السنة أكون مع زوجي وأولادي، كما أنني في منزل عائلي؛ فيساعدني أفراد من عائلتي في رعايتهم.
* هل تشعرين بالغيرة بينهم؟
أحياناً، وأعتقد أن هذه الغيرة لها وقت، وستتحول إلى صداقة عندما يكبرون.
ورثوا مني...
* هل ترين نفسك وأنت صغيرة من خلال تصرفاتهم؟
كل واحد من أولادي متطبع بطباعي، فمثلاً الابن الأكبر نور؛ يتحلى بالتمهل في التفكير، الصغار لديهم قدر كبير من الحنان، الخجل والتعاطف مع الآخرين، أما ابني الأوسط يوسف؛ فلا أحد يتوقع ردة فعله، فورث مني الحماس، في الوقت نفسه العاطفة أحياناً هي التي تقوده.
* لم تتحدثي عن علي وعمر!
الاثنان ورثا مني الشقاوة بكافة أساليبها، بالإضافة إلى خفة ظلهما.
*ما سُبل العقاب التي تتبعينها في التربية؟
أكره اللجوء للعنف أو الضرب، فمن خلال دراستي لعلم النفس والفلسفة، أدرك أن الطفل إذا اعتاد على الضرب حين يخطئ، يصبح عدوانياً لذلك أتبع دائماً المنطق في العقاب.
صبورة
* إذاً، ما العقاب من وجهة نظرك؟
هناك ما يسمى بالخطوط الحمراء في تعاملاتنا، وإذا تم التعدي على تلك الخطوط؛ أتجنب الحديث معهم لفترة طويلة، وأعتقد أن هذا أشد عقاب لهم، لدرجة أنني أُملّ من كثرة الاعتذارات، ووقتها تتهمني والدتي بالبرود الشديد في التعامل معهم، أنا صبورة، ولكن في الوقت نفسه أتقي شر الحليم إذا غضب.
* هل يساعدك زوجك في تربيتهم؟
بالتأكيد فهو العزم والقوة، يكفي أن أقول حين يخطئون: سأخبر والدكم، فيخشون منه.
* أنت أم لأربعة أولاد، كيف عوّدتهم على الاعتماد على النفس دونما دلع أو شدة؟
كل فرد من عائلتي له دور يجب عليه أداؤه، عندما يستيقظ عليه ترتيب سريره، وتغيير ملابسه للذهاب إلى المدرسة، ووضعها في مكانها ويجهز شنطة المدرسة ليلاً بعد مذاكرته، وسندوتش المدرسة يأخذه من المطبخ، فلا يوجد منهم ابن يعتمد على أخيه أو أمه أو جده.
اختيارهم
* كيف تشترين ملابسهم؟
منذ ولادتهم، كنت أصطحب أمي معي لأستشيرها في ملابسهم، وهي دائماً ما كانت تحضني على شراء الأقطان لبشرتهم الحساسة، لكن عندما كبروا صرت أصطحبهم لتلبية رغباتهم، أما الأحذية فهم من محبي الأحذية الرياضية المناسبة للخروج إلى الأندية والأماكن المفتوحة.
* هل كنت تحلمين بإنجاب ابنة؟
هذا الأمر لم يكن الدافع لإنجاب أبنائي الأربعة على الإطلاق، وأنا راضية بذلك وسعيدة جداً.
* ما أكثر الأعمال التي يحبون مشاهدتك فيها؟
هم مقصرون من ناحية مشاهدة أعمالي الفنية؛ لأنها لا تتناسب مع أعمارهم، ولكنهم في الوقت نفسه يميلون إلى أعمالي الدرامية الاجتماعية.
*هل تمانعين بوجودهم في مجال التمثيل؟
ظهر معي أولادي في العديد من أعمالي التليفزيونية منذ ثلاث سنوات تقريباً، لكن لو كان لديّ بنات أعتقد أن الوضع سيكون مختلفاً؛ لأن النجومية في الوسط الفني قد توقع في أخطاء غير مقصودة.
أنا ضد!
* هل تشجعين دخول الأطفال مجال التمثيل؟
ليس كمصدر رزق؛ لأن ذلك يؤثر على ممارسة طفولتهم الطبيعية، وفي الوقت نفسه لا أمانع بوجودهم في التمثيل، من باب المرح والضحك، وذلك من خلال مشهد أو حلقة في عمل فني ليس أكثر أو أقل.
* هل هناك موهبة طفولية معينة تحبين مشاهدتها؟
للأسف أرى دائماً أن تمثيل هؤلاء الصغار يكون على هيئة سيدات مصغرة، لا أرى البراءة في وجوههم، فمثلاً أنور وجدي حينما اكتشف فيروز، شعرنا بأنه قدم لنا موهبة طفولية عبقرية، كانت ترقص، تغني وتمثل، ولكن في الوقت نفسه نرى براءة الأطفال في عينيها، كذلك في السينما الأجنبية؛ وبالأخص في فيلم «هاري بوتر»، لذلك أطالب بوجود كوادر، للمواهب الطفولية المصرية؛ لتوجيههم بطريقة سليمة.