في ساعات الليل المتأخرة، عندما تقوم بإطفاء أضواء المنزل، وإغلاق الأبواب على غرف معينة. أنت لا تدرك ما الذي سوف يحدث في هذه الغرف المعتمة والمغلقة، آخر ما قد يخطر في بالك، أن تكون هناك «عوالم خفية» أخرى، تبدأ حياتها ويومها عندما تتجه صوب سريرك في نهاية اليوم. لا تخف.. الأمر لا يتعلق بعالم الأشباح والعفاريت، بل ببعض المخلوقات كـ«فأر صغير» مثلاً، يتركك في حيرة من أمرك تضرب أخماساً بأسداس لعدة أيام.
بإمكاننا أن نسأل البريطاني «ستيفن مككيرز»، البالغ من العمر 72 عاماً، والذي يعيش في مدينة «سيفيرن بيتش»، بمقاطعة «غلوسترشير» جنوب غرب إنجلترا. عن هذا الأمر، وعن الحياة الليلية الغامضة. حيث عاش أياماً طويلة من الحيرة والتساؤلات التي لا تنتهي ليلاً ولا نهاراً، عندما لاحظ أمراً غريباً يحدث في سقيفة منزله.
ماذا تفعل المشابك في أوعية إطعام الطيور؟
وبحسب ما تنقله لكم «سيدتي»، عن صحيفة الـ«ديلي ميل» البريطانية، فقد بدأ الأمر عندما وجد «مككيرز» أن بعض المشابك البلاستيكية التي كان يحتفظ بها في السقيفة، موجودة في أوعية صغيرة لإطعام الطيور، كان قد صنعها السبعيني المتقاعد، من عُلب «آيس كريم» بلاستيكية فارغة، حيث تكرر الأمر عدة مرات. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ كانت العديد من الأغراض يجدها بغير مكانها الذي وضعها فيه خلال اليوم السابق.
وعندما تكرر الأمر مراراً لعدة أيام متواصلة، أصبح «مككيرز» يشكّ في نفسه وفي ذاكرته التي يعتقد بأنها بحالة جيدة. وفي محاولة منه لتأكيد ما يحدث في تلك السقيفة، بدأ يفرغ علبه ويبعثر بعض الأغراض في أرجاء المكان. وفي صبيحة كل يوم كان يجد تلك الأشياء مرتبة في العُلب، وأن لا شيء أصبح موجوداً من كل الفوضى التي صنعها في الليلة الماضية.
الغموض ينزاح عن «شبح السقيفة»..
بعد عدة أسابيع من هذه الحيرة، وهذه الفوضى التي لا يعرف العجوز البريطاني كيف أو من يقوم بترتيبها. بدأ الأمر يأخذ شكلاً جديداً، حيث أصبحت المفكات الكبيرة وأغطية الأوعية البلاستيكية والمسامير وبعض الأشياء المعدنية، تترتب من تلقاء نفسها – أو هكذا كان يظن - كلها كان يجدها مرتبة في الصناديق، رغم أنه كان متأكداً من أنه وضعها خارجها.
خطرت في بال «مككيرز» فكرة ذكية، قد تنهي كل هذا الغموض فيما يخص «شبح السقيفة»، حيث قرر أن يضع كاميرات مراقبة ليلية ليكتشف ماذا يحدث هناك. وبالفعل، أخبر صديقه وجاره «رودني هولبروك»، البالغ من العمر 70 عاماً، وطلب منه أن يساعده في هذه الخطة.
«الشبح الغامض» هو..؟؟!!
بعد تلك الليلة التي وضع الرجلان السبعينيان كاميرات المراقبة في السقيفة، واطلعا على محتوى الشريط المسجل في الصباح، أصابت الرجلان صدمة كبيرة للغاية، مع موجة كبيرة من «الضحــك». وذلك بعد اكتشافهما بأن «شبح السقيفة»، هو عبارة عن «فــــأر» منزلي صغير ونشيط، كان ينشغل طوال الليل بترتيب أغراض السيد «مككيرز». حتى أنه كان في بعض الأحيان، يرفع أشياء ضعف وزنه ويضعها في الصندوق البلاستيكي.
الفأر منهمك في العمل:
بعد أن اكتشف السيد «مككيرز» حقيقة الأمر في سقيفته، وانتشر الأمر عبر العديد من وسائل الإعلام، صرّح للـ«ديلي ميل» قائلاً: «لقد كان هذا الفأر النشيط يراكم الأشياء بشكل لا يصدق، حتى أنه كان يحمل أشياء ثقيلة مثل قطعة بلاستيكية كبيرة موصولة بخرطوم، وأيضاً سلسلة لمثقاب كهربائي. كنت أنثر محتويات الصندوف بشكل متعمد على الطاولة، لأجدها في اليوم التالي مرتبة داخل الصندوق من جديد. وفي بداية الأمر وقبل اكتشاف الفأر، كان الأطفال يعتقدون بأنه شبح. لقد اعتقدت أنني أصبت بالجنون».
ومن جهته، قال جار السيد «مككيرز» وصديقه، السيد «هولبروك»، وهو مصور للحياة البرية، ومتابع عاشق لها، أنه كان متحمساً لرؤية هذا الفأر الفريد من نوعه وهو يقوم بهذا العمل في السقيفة. وتابع: «في بداية الأمر، طلب صديقي السيد مككيرز كاميرا المراقبة الخاصة بي، حتى يكتشف ما الذي يحدث في سقيفته، لقد اعتقد كلانا أنه شبح في البداية، واكتشفنا الأمر المذهل بأنه فأر يقوم بترتيب الأشياء. إنه فأر رائع بالفعل، لقد كنت في حالة كبيرة من الدهشة عندما رأيته يفعل ذلك، لذلك أطلقت عليه اسم (ميكي ميتال)، لقد أردت أن أرى ذلك بنفسي حتى أصدق الأمر».
من جهته، أضاف السيد «ستيفن مككيرز» قائلاً: «لقد استمر في هذا الأمر لمدة شهر كامل تقريباً، وكان يبدأ بترتيب الأشياء منذ الساعة الثانية والنصف فجراً. لقد كان يقوم بالعمل لمدة ساعتين متواصلتين. رأيت فأراً مذهلاً يجمع كل هذه الأشياء حتى يصنع بيته الخاص، والغريب في الأمر أنه وحتى هذه اللحظة لا يزال مشغولاً بعمله.. إنه نشيط بشكل غريب ولا يصدق».