مازالت أحداث مجزرة نيوزيلندا التي طالت المسلمين في 15 مارس تشغل وسائل الإعلام العربية والعالمية بما تكشفه كل يوم من خفايا وقصص دموية مؤلمة عاشها الضحايا وذوهم من بعدهم. ولعل جميع ما مر به أهل الشهداء لا يمكن أن تصفه الكلمات، أو تخفف من وطأته العبارات.
وفي الآيام الماضية الأخيرة تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لوالدة أحد الضحايا، والتي دخلت في موجة بكاء شديد عندما قامت بتشغيل سيارة ابنها لأول مرة منذ وقوع الحادث ليصدر منها صوت القرآن الكريم بصوت إمام الحرم المكي الشيخ ماهر المعيقلي وهو يتلو آيات من سورة "يس"، في إشارة إلى أنّ آيات كتاب الله كان آخر ما استمع إليه ابنها قبل استشهاده بدقائق.
فما كان من الأم الثكلى إلا أن تستسلم لموجة بكاء شديدة حزنًا على فقيدها، وشوقًا إليه. وقد أبدى المغردون تعاطفًا شديدًا مع الأم الحزينة، داعين الله أن يغفر لابنها ولجميع مَن الشهداء، كما تمنوا أن ينال الإرهابي المجرم جزاءه الذي يتناسب مع الجرم الذي اقترفه بحق الإنسانية.
يشار إلى أنّ هذا الحادث الإرهابي قام به مسلح عنصري أسترالي، استهدف من خلاله مسجدين بمدينة "كرايست تشيرش" مما أدى إلى مقتل أكثر من 50 شخصًا، وإصابة العشرات من المصلين. وعلى إثر ذلك تم توجيه تهمة القتل المتعمد إلى هذا الإرهابي.
