من المؤكد أن أغلب فئات وشرائح المجتمع باتت تعتمد على المحادثات الإلكترونية، سواءً من خلال وسائل التواصل الاجتماعي أو غيرها من برامج المحادثات والدردشة، والتي حلت مكان المحادثة الصوتية بشكل كبير، حيث اعتاد بعض الأشخاص منذ استيقاظهم في الصباح الباكر على فتح هاتفهم المحمول والتوجه لأحد برامج المحادثات والرسائل الفورية لتفقدها والرد على من ينتظر الرد منه. ولكن هل أثرت هذه البرامج والتطبيقات على مستوى الكتابة والإملاء لدينا بشكل إيجابي أم سلبي؟ وهل حدت الدردشة الكتابية من الأخطاء الإملائية؟
«سيّدتي» التقت مجموعة من الشباب والفتيات وطرحت عليهم هذا السؤال، وكانت إجاباتهم على النحو الآتي:
المصحح الآلي مُعلم
نهى إبراهيم -١٧عاماً- ترى أن برامج الدردشة «الشات» لا علاقة لها بقوة أو ضعف الإملاء لدى الشخص، ولكن قد يُساعد المصحح الآلي الموجود في الهواتف النقالة في تحسين الكتابة والإملاء، سواءً عن طريق الكتابة أو قراءة رسائل الدردشة والمحادثة».
الأخطاء الإملائية متكررة
إلا أن وفاء الأسمري -٢٢عاماً- تخالفها الرأي حيث ترى أن برامج المحادثات زادت من نسب الأخطاء الإملائية، ودمجت بين الفصحى والعامية، وقالت «لا يمكن أن نلتمس العذر لمن يقول بأن الأخطاء الإملائية ناتجة عن سرعة الكتابة، فهناك فرق بين أخطاء السرعة التي لا تتكرر وأخطاء ضعف الإملاء المستمرة».
الحل: العودة لمقاعد الدراسة!
ومن وجهة نظر محمد السلمان -٢٨ عاماً- فإن برامج المحادثات لم تساعد على التقليل من الأخطاء الإملائية، وقال «فإذا كان الشخص ضعيفاً في الإملاء أساساً منذ المراحل الدراسية، فليس هناك شيء في المستقبل سيساعده على تصحيح الأخطاء الإملائية، أما عن التصحيح الإملائي في الأجهزة الإلكترونية فعلى العكس من ذلك فقد زاد من شيوع الأخطاء الإملائية، وبرأيي أن من كان لديه أخطاء إملائية يجب أن يعود للكرسي والطاولة ومعلم يشرح له».
دليل على قلة الحيل اللغوية
وتخبرنا الكاتبة والشاعرة نجود حسن، أن برامج الشات ساعدت الكثير على إدارة الحوار وعلى فن التعامل مع الآخرين، كما تعتبر أن دمج الفصحى بالقليل من العامية خاصة في الحوارات والنقاشات الجادة التي تكون في المجموعات لها نكهة جميلة، ولكن مزج العامية وإقحامها كثيراً في الكتابات لا يثري بل يربك الكتابة، ومن ناحية أخرى فقد أصبح البعض لديه تركيز أعلى حتى يتخطى الأخطاء الإملائية ويتأنى في كتاباته ويختار المفردات القريبة غير المعقدة».
وقالت «مازلنا أيضًا نواجه في برامج الشات شريحة كبيرة تستخدم مفردات عامية، بل أصبح الإفراط في استخدام العامية ومخاصمة الفصحى دليلاً على أن الشخص قليل الحيلة لغويًا».