أقدم رجل ريفيّ على قطع إحدى قوائم أتان (أنثى الحمار) دخلت حقله وأكلت قليلاً من زرعه انتقاماً منها ومن صاحبها، وهو جاره في الضّيعة التّي حصلت فيها الحادثة.
وكان صاحبها، وهو فلاّح فقير، يذرف الدّمع تاثّراً وهو يروي لـ "راديو ماد" ما حصل للأتان معبّراً عن ألمه لما أصابها ومبديّاً حزنه على ما لحق بها من قطع لإحدى قوائمها بكلّ وحشيّة بوساطة آلة حادّة مؤكداً أنّ أتانه يستعين بها على قضاء شؤونه بركوبها أو بحمل ما ينقله عليها.
وما زاد في وجع صاحب الأتان أن الطبيب البيطري الذي أخذها إليه أخبره أنّه لا علاج لها ولا يمكن جبر القائم المقطوع، وهو ما دفعه إلى التّفكير في ذبحها لإراحتها من ألمها وعذابها.
ختان حمار
عمّ الخبر كامل المنطقة الريفيّة في "أم ذويل" المتاخمة لبلدة "الميدة" (84 كلم جنوبي تونس العاصمة) وتأثر الجميع لحال الحيوان وذهب البعض إلى حد وصف المعتدي بـ "الوحش".
ثم انتقل الخبر وشاع على الإذاعات وأثار جدلاً واسعاً وتدخلت فيه السلطة السياسية (المعتمد) والسلطة القانونية (الحرس والقضاء) فقد تقدّم صاحب الأتان بشكوى إلى مركز الحرس في المنطقة التي يسكنها وأبلغهم بالحادثة البشعة فقاموا بإيقاف المعتدي الذّي اعترف أثناء استنطاقه بما ارتكبه وقد عرض عند محاكمته مبلغاً ماليا يساوي ثمن الأتان وهو ماقبل به صاحبها وأسقط الدعوى.
وحصلت في شهر مارس (آذار) الماضي حادثة أخرى في ريف مدينة "القيروان" لا تقل بشاعة، فقد أقدم فلاح في المنطقة انتقاماً من جار له راعي أغنام على ختان حمار يملكه، وهي حادثة تناقلتها حتى بعض القنوات التلفزيونية.
وقد أثارت الحادثة الاستياء والاستنكار والتعاطف مع صاحب الحمار الذي أجهش بالبكاء وهو يروي ما حصل لحماره بعد أن تقدم بشكوى إلى الشرطة.