وهو في الطريق إلى المشرحة، قرر أنه لا يريد أن يموت الآن، وأنه يريد أن يعيش بضعة أعوام أخرى، فاستيقظ بعد أن تم إعلان وفاته رسميًا بما يقارب نصف الساعة. هذه ليست مزحة، بل حادثة حقيقية وقعت قبل قرابة العشر سنوات، وتم الكشف عنها ونشرها خلال الأيام القليلة الماضية. وبطلها رجل بريطاني يُدعى «خواو أروخو». انتشرت حكايته بشكل واسع على مختلف وسائل الإعلام العالمية.
وبحسب ما نقله موقع «سكاي نيوز»، عن صحيفة «ميل أونلاين» البريطانية، فإن «أروخو»، البالغ من العمل 38 عامًا، والذي يعمل في الوقت الحاضر ساعي بريد، كان قد عاد إلى الحياة بعد أن توفي «رسـميًا» لمدة تزيد عن الـ20 دقيقة تقريبًا. وكان الرجل البريطاني الذي سُمي «الرجل المعجزة»، في طريقه إلى المشرحة عندما قرر أنه لن يموت اليوم، وعاد إلى الحياة من جديد.
قبل الوفاة المفترضة... هذا ما حدث
في ذلك اليوم، كان «أروخو»، يقوم بتوصيل زوجته «غرازيل» إلى مكان عملها بواسطة السيارة. وفجأة حدث أمر غريب للغاية عندما «جحظت» عيناه وانقلبتا إلى الداخل، بالإضافة إلى أن يديه تصلبتا وهو يمسك بمقود السيارة، وكل ذلك حدث دون أي مؤشرات أو إنذار مسبق. ما دبّ الرعب بشكل كبير في قلب زوجته «غرازيل» في تلك اللحظة.
«غرازيل»، تمكنت خلال هذه الصدمة والموقف العصيب الذي تمر به، من أن تستجمع بعضًا من قواها، وعلى الفور بحثت عن الهاتف وأخرجته، وسارعت بأن وضعته على الفور في فم زوجها «أروخو»، في محاولة منها بأن تمنعه من «بلع لسانه» حتى لا يختنق به. وخلال كل ذلك، طلبت المساعدة من جيرانها الذين سارعوا للاتصال بالنجدة.
وتتابعت صحيفة «ميل أونلاين» سردها لما حدث، أنه وبعد أن وصلت طواقم الإسعاف إلى مكان الزوجين، وسارع عناصرها بتقديم الإسعافات الأولية اللازمة، اكتشفوا أن «أروخو» كان قد أصيب لحظتها بـ«توقف في القلب». وعلى الفور نقلوه بسيارة الإسعاف إلى مستشفى «غلوسترشاير». وهناك في المستشفى، وبعد ما يزيد عن الـ6 ساعات متواصلة في محاولة لإنعاش «أروخو»، فشل الأطباء في إنقاذ حياته.
إعلان الوفاة... ولكن
في الساعة الرابعة من مساء يوم السبت الموافق 18 نيسان-أبريل (نيسان) من العام 2009. قام الأطباء في مستشفى «غلوسترشاير»، بالإعلان «رسميًا» عن وفاة «خواو أروخو». وقامت الممرضات بإبلاغ زوجته وابنته، قبل أن يتصلوا بوالديه المقيمين في البرتغال. وتلقت العائلة الخبر الصادم والمأساوي بحزن كبير.
بعد هذا الخبر الحزين، وإعلان وفاة الرجل البريطاني بشكل رسمي، قامت الممرضات بنقل جثته إلى المشرحة. وفي الطريق، وخلال سيرهن إلى هناك، لاحظت إحدى الممرضات أن هناك حركة ما في الجثة المفترضة، وتكررت الحركة مجددًا ومجددًا. وعلى الفور قمن بإبلاغ الأطباء عمّا حدث، والذين أسرعوا إليه، واكتشفوا أنه عاد إلى الحياة مجددًا، وبعد أن قاموا ببعض إجراءات الإنعاش السريعة، عاد «أروخو» إلى الحياة مرة أخرى.
المعجزة لم تنتهِ بعد...
عندما عاد «أروخو» للحياة من جديد، فسر الأطباء ما حدث معه، بأن دورته الدموية كانت قد عادت إليه وهو في طريقه إلى المشرحة، وهو الأمر الذي حفّز قلبه ليعود إلى النبض. إلا أن الحكاية لم تتوقف هنا، ومعجزة «أروخو» ما زالت مستمرة، وهو ما سبب صدمة أخرى للجميع.
بعد عودته من الموت، أبلغ الأطباء العائلة، بأن «خواو أروخو»، لن يعود طبيعيًا كما كان قبل الحادثة، وأنه بسبب انقطاع الأكسجين عنه لما يزيد عن 20 دقيقة، سوف يتضرر دماغه، وسوف يلاقي صعوبات صحية كثيرة. لكن «أروخو» كان له رأي آخر، حيث إنه وبعد أن ظل في غيبوبة طوال 3 أيام في المستشفى، استيقظ وهو في صحة ممتازة، ولم تحدث أي من التوقعات التي ذكرها الأطباء، ومنذ ذلك الحين، صار طاقم المستشفى يطلقون عليه لقب «الرجل المعجزة».
رغم أنه عاد بصحة جيدة على خلاف ما كان متوقعًا، إلا أن «أروخو» ظل لفترة من الزمن مشتت الذهن. ما دفع الأطباء إلى نقله لغرفة منفصلة لمتابعة حالته الصحية. وبعد أسبوعين فقط، حدثت معجزة ثالثة بأن تحسنت حالة ساعي البريد البريطاني بشكل كامل، وفي الأسبوع الثالث عاد إلى حياته الطبيعية وإلى عمله. وتم نقله إلى إحدى المستشفيات في مدينة «بريستول»، ثم إلى «أكسفورد»، لمتابعة حالته ودراستها، حتى يعرف الأطباء ما الذي حدث معه بالضبط، وكيف شُفي بهذه الطريقة.
الرجل المعجزة بعد 10 أعوام من الحادثة...
رغم أن عودته إلى الحياة، كانت قد حدثت قبل 10 أعوام، وتحديدًا خلال العام 2009. إلا أن «خواو أروخو» –أو كما صار يُسمى الرجل المعجزة - قرر مؤخرًا فقط أن يكشف عمّا مرّ فيه في تلك الفترة. وقرر نشر تجربته حتى يعطي بعض الأمل للآخرين في مرضهم.
«أروخو»، الذي ترك عمله قبل الحادثة كسائق شاحنة كبيرة، وأصبح اليوم يعمل «ساعيًا للبريد»، يعيش حياة سعيدة ومثالية، وهو يراجع المستشفى كل 6 أشهر لإجراء بعض الفحوصات الطبية. وكان قد صرّح أن هذه التجربة التي مرّ بها، قد غيرت حياته إلى الأبد، وأن أولوياته اختلفت، ونظرته إلى الأمور أصبحت أكثر حكمة، وهو يحاول أن يعيش يومه ولحظته بأقصى ما يستطيع من الفرح.