لأن الصحة ليست أمرًا ثانويًا في حياتنا، ولأنها ليست من ضمن رفاهياتنا، حيث إنها أكثر أساسيات العيش أهمية، يحتفل العالم في 7 نيسان/أبريل من كل عام بـ«اليوم العالمي للصحة»، الذي يصادف في هذا العام الحالي 2019، الذكرى السبعين لتأسيس منظمة الصحة العالمية، ما يزيد من أهمية الاحتفال في هذا اليوم.
هكذا بدأ الاحتفال باليوم العالمي للصحة
في 7 نيسان/أبريل من العام 1948، أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، عن تأسيس منظمة الصحة العالمية. ودعت في اليوم نفسه إلى أن يتم تخصيص «يوم عالمي للصحة»، يُحتفل فيه بالتاريخ نفسه الذي تأسست فيه المنظمة. وفعلًا، تم أول احتفال بهذا اليوم بعد عامين من تلك الدعوة في العام 1950. وفي كل عام من الأعوام الماضية، تم تخصيص موضوع من المشاكل التي تثير القلق العالمي، والتي تحتاج إلى دراسة ووضع حلول لها، لتسليط الضوء عليه.
موضوع العام 2019: التغطية الصحية الشاملة
خصصت منظمة الصحة العالمية في العام 2019، الذي يعد الذكرى الـ70 لتأسيسها، والـ68 لإطلاق اليوم العالمي للصحة، موضوع «التغطية الصحية الشاملة»، ليكون موضوع حملة هذا العام الجديد. ودعت الجميع للمشاركة في هذه الحملة؛ من أجل تحقيق التغطية الصحية الشاملة، لجميع الأشخاص في العالم.
كما أن منظمة الصحة العالمية كانت قد دعت من خلال موقعها الإلكتروني، جميع زعماء العالم إلى الوفاء بالتعهدات التي قطعوها، عندما اتفقوا على أهداف التنمية المستدامة في عام 2015. والالتزام باتخاذ خطوات فعلية في سبيل تحسين صحة جميع الناس. وهذا يعني ضمان قدرة كل الأشخاص في كل مكان على الحصول على الخدمات الصحية الأساسية الجيدة، دون مواجهة صعوبات مالية.
وبحسب المنظمة الأممية، أنه قد أثبتت التجربة، مرارًا وتكرارًا، أن التغطية الصحية الشاملة تتحقق عندما تكون الإرادة السياسية قوية. ولذا فإن «الصحة للجميع» كانت الرؤية التي استرشدت بها على مدى عقود. وهي أيضًا الزخم الدافع للتوجه الحالي للمنظمة بأكملها إلى دعم البلدان في التقدم صوب تحقيق التغطية الصحية الشاملة. وتابعت المنظمة أن التغطية الصحية الشاملة تأتي على رأس قائمة أهدافها، مشيرة إلى أن العامل الأساسي في تحقيقها هو ضمان حصول الجميع على الرعاية التي يحتاجونها، عندما يحتاجون إليها، بحيث تقدم إليهم في المكان نفسه الذي يعيشون فيه.
بصيص أمل.. ومخاوف أخرى
وعلى الرغم من أن العديد من بلدان العالم تمكنت من إحراز تقدم واضح وجيد في هذا مجال الصحة، فإن هناك ملايين من البشر لا يزالون محرومين من أي فرصة للحصول على الرعاية الصحية، كما أن ملايين آخرين يضطرون إلى الاختيار بين الإنفاق على الرعاية الصحية من جهة، وسائر الاحتياجات اليومية الأساسية؛ كالغذاء والكساء وحتى المأوى من جهة أخرى. ولهذا تركز منظمة الصحة العالمية على «التغطية الصحية الشاملة» في إطار احتفالها بـ«يوم الصحة العالمي» لهذا العام الحالي.
أهداف من المنتظر تحقيقها في هذه الحملة
وبحسب ما ذكرته منظمة الصحة العالمية، فإن هذه الحملة الجديدة تهدف إلى مساعدة الناس على تحسين فهمهم لما تعنيه التغطية الصحية الشاملة؛ أي تحديد الخدمات وصور الدعم التي ينبغي إتاحتها، وأين ينبغي إتاحتها. وأشارت إلى أنها سوف توفر مواد بصرية تساعد الأشخاص الذين يستطيعون الحصول على الرعاية الصحية العالية الجودة بأسعار معقولة؛ من أجل فهم طبيعة الحياة التي يعيشها المحرومون من فرصة الحصول عليها.
وبيّنت المنظمة الأممية أن الدعوة إلى إتاحتها للجميع على قدم المساواة وفي كل مكان. وسيكون للعاملين في مجال الرعاية الصحية دور كبير في الحملة؛ إذ سيساعدون متخذي القرارات في مجال الصحة على إدراك احتياجات الناس فيما يتعلق بالرعاية، وخاصة على مستوى الرعاية الأولية، موضحة أن الحملة تمثل كذلك فرصة لوزراء الصحة وغيرهم من متخذي القرارات الحكومية للالتزام باتخاذ إجراءات لسد الفجوات الكائنة في التغطية الصحية الشاملة في بلدانهم، وكذلك تسليط الضوء على التقدم الذي أحرز بالفعل.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية أنها ستعمل في إطار الاحتفال بيوم الصحة العالمي، لهذا العام، على نشر المطبوعة السنوية للمنظمة التي تتضمن البيانات الصحية، وهي تقرير الإحصاءات الصحية العالمية. وسيتضمن التقرير معلومات عن الاتجاهات الصحية في مجالات محددة، مثل صحة المواليد، وصحة الأطفال، والأمراض غير السارية، والصحة النفسية، والمخاطر البيئية، وكذلك بيانات عن التغطية الصحية الشاملة والنظم الصحية.