سلّمت طفلة أردنية لم تتجاوز من العمر الـ 4 أعوام، روحها إلى بارئها عند لحظات الفجر الأولى، بعد أن تعرضت للتعذيب والضرب بأبشع الطرق على يد والدها. الذي كان يضربها بعصا «خيزران» مرة، ومرة أخرى بحملها وضربها بالجدار. ورغم أن هذه الجريمة حدثت خلال شهر يناير الماضي 2019، إلا أنه تم الكشف مؤخراً عن تفاصيلها.
وبحسب ما نشره موقع «رؤيا» الإخباري، فإن الطفلة ذات الـ4 أعوام، كانت قد حملت بها أمها قَبل زواجها من الأب الجاني، إثر علاقة غير شرعية بينهما. الأمر الذي أجبر الوالد على أن يتزوج الأم حتى يعترف بالطفلة، رغم عدم رغبته في القيام بذلك. إذ أنه كان يصف الطفلة المغدورة بأنها «ابنة الخطيئة»، ورفض تسجيلها رسمياً بدائرة الأحوال المدينة.
وتابع موقع «رؤيا»، الذي حصل على نسخة من «لائحة اتهام» الأب القاتل، أن الجريمة التي حدثت قبل قرابة الـ4 أشهر، تذكر أن الأب كان قد أقدم على دفن ابنته المغدورة في منطقة صحراوية بالقرب من «مكب الغباوي» للنفايات، الواقع ضمن حدود العاصمة الأردنية عمان. وكان قد تم العثور على الجثة عن طريق الصدفة. وعقب بدء التحقيق تمكنت الأجهزة الأمنية من الوصول إلى القاتل، عبر تحليل «DNA» وبعد إلقاء القبض عليه، أسند مدعي عام الجنايات الكبرى في العاصمة عمان، «القاضي جهاد الدريدي»، جناية «القتل مع تعذيب المقتول بشراسة» للمتهم.
وأضاف الموقع، أن المتهم البالغ من العمر 28 عاماً، كان قد سبق له وأن أمضى عقوبة بالسجن وصلت حتى 3 سنوات، على خلفية اتهامه بقضية «شروع بالقتل». وعندما خرج من السجن في منتصف العام الماضي، كانت الطفلة القتيلة قد بلغت سنّ الرابعة من عمرها. وكان الجاني حتى هذه اللحظة لم يسجلها في سجلات الأحوال المدنية، ولم يكن يرغب في ذلك أبداً.
وبحسب «لائحة الاتهام»، قام المجرم بتعذيب طفلته بشكل ممنهج ومستمر بشكل يومي، بواسطة عصاة «خيزران» مدببة الرأس. وكان يضربها بها على مختلف أنحاء جسدها. كما أنه كان يضرب رأسها بالجدار دوماً، ويستمر بوصفها أنها «ابنة الخطيئة». وذُكر أيضاً بـ«لائحة الاتهام» التي نشرها موقع «رؤيا»، أنه في أحد أيام شهر يناير من العام الجاري، وصل الجاني إلى المنزل، وكعادته نادى على الطفلة الصغيرة وبدأ يضربها بقسوة وعنف.
وتابعت اللائحة، أن المتهم هذه المرة، كان يضربها على وجهها ورأسها ومناطق أخرى من جسدها، وكأنه كان قاصداً قتلها. واستمر في فعل ذلك عدة ساعات حتى لحظات الفجر الأولى. وكل ذلك التعذيب والضرب كان بحضور ومرأى الزوجة نفسها التي لم تستطع القيام بأي شيء حيال ذلك، لأنه كان يضربها أيضاً برفقة امرأة أخرى كانت تقيم معهم في المنزل نفسه. واستمر الجاني بالضرب حتى فقدت الطفلة الصغيرة وعيها تماماً. وعندما حاولت كل من الزوجة والمرأة الأخرى «الشاهدة» إيقاظها، كانت الطفلة قد فارقت الحياة.
ووفقاً لما ذكرته لائحة الاتهام من تفاصيل بشعة أخرى في هذه الجريمة، أن المتهم كان قد اتصل بكل من والده وشقيقته، وأخبرهما بما حدث. واتفقوا جميعهم على أن يقوموا بدفن جثة الطفلة المغدورة وإخفاء أمرها عن الجميع. وبالفعل، تم دفنها في منطقة صحراوية قرب «مكب الغباوي».
وبعد أيام تم العثور عليها صدفة في المنطقة الصحراوية، وتم إبلاغ الأجهزة المعنية. وعقب الانتهاء من تشريحها، تبين أنها كانت مصابة بالعديد من الكدمات في «فروة الرأس»، كما أنها كانت تعاني من تمزق دموي في أغشية الدماغ، جراء ارتطام رأسها بجسم صلب «الجدار» عدة مرات.
وسيواجه المتهم والد الطفلة، عقوبة السجن «المؤبد مدى الحياة»، في حال أدانته المحكمة بالجناية الموجهة إليه.