يبذل العراق جهوداً حثيثة لاستعادة آثاره المنهوبة منذ عام 2003، لضمها لكنوزه الأثرية وعرضها من جديد في المتحف العراقي الذي كان قد فقد آلاف القطع التي لا تقدر بثمن وقد نجحت الجهود حتى الآن في استعادة 1300 قطعة، منها مئات القطع التي سلمها الأردن إلى الجانب العراقي والتي تعرضت للسرقة والتهريب خلال الفوضى التي عمت البلاد.
وفي آخر الأخبار في هذا الشأن أعادت بريطانيا للعراق في احتفالية خاصة، أثراً بابلياً يبلغ عمره أكثر من 3000 سنة، وكان هذا الأثر قد ضُبط بوساطة السلطات الجمركية في مطار هيثرو بلندن بعد وصوله من العراق، ويعتقد أنه قد سُرق من بقايا معبد تاريخي.
ويضم الأثر الحجري ما يسمى (الكودورو) وهو عبارة عن تسجيل لعقد بيع أرض مهم، كتب على الحجارة أو الصلصال والنموذج الذي أعيد إلى العراق مصنوع من الحجر الصلب جداً.
ويقول خبير الآثار البريطاني (جوناثان تايلور) إن الكودورو عبارة عن لوح حجري رمزي، مدون عليه إهداء قطعة أرض من الملك نبوخذنصر الأول (حكم بابل إلى عام 1103 قبل الميلاد)، إلى أحد مواطنيه كمكافأة لخدمته المتميزة، وتكسو القطعة من أحد جوانبها رسوم للآلهتين البابليتين "أنليل"، و"مردوخ"، بينما تكسو الجانب الآخر كتابات بالخط المسماري، ويبلغ طول الأثر 40 سنتيمتراً رغم أن خبراء المتحف البريطاني يعتقدون بأن ثلثه قد اختفى.
وكان مهرب هذا الأثر قد أبلغ سلطات الجمارك البريطانية في عام 2012 بأنه قد اشترى هذا الحجر من تركيا، وأن قيمته لا تتجاوز 330 دولاراً أمريكياً، ولكن الخبراء في المطار اكتشفوا زيف هذا الادعاء وتأكدوا بأن الوثائق التي قدمها المهرب مزيفة وأن القيمة التاريخية والمادية لهذه القطعة أكثر من ذلك بكثير، وإنها ربما تكون في طريقها للبيع في السوق السوداء المتخصصة بالمتاجرة بالآثار المسروقة من منطقة الشرق الأوسط، لذلك اتصلوا بالمتحف البريطاني بعد أن وضعوا أيديهم على هذه القطعة وبعد سنوات من البحث والتحري ومن الجهد القضائي تمكنوا أخيراً من إعادته إلى العراق.
أثر بابلي من 3000 سنة يعود إلى العراق
- ثقافة وفنون
- سيدتي - سميرة التميمي
- 09 أبريل 2019