عندما نكون واعين ومدركين جيداً لطبيعة عملنا وتفاصيله، بكل تأكيد أن النتائج سوف تكون مهمة وستتوج جهدنا وعملنا بنجاح باهر. أما العكس، قد لا يكون مجرد فشل عابر من الممكن تعويضه، بل قد يتحول الأمر إلى أمر «قاتل ومميت». وهذا ما حدث مع امرأة وطفلتها الصغيرة في كازاخستان خلال الأيام الماضية.
وبحسب «سكاي نيوز»، فقد لقيت أم شابة تبلغ من العمر 28 عاماً، وطفلتها الصغيرة التي لم تتجاوز السابعة من عمرها، لقيتا مصرعهما جراء استنشاقهما غازًا خطيرًا مصدره «مبيد حشري». كان قد استخدمه عامل لرشّ منزل العائلة والقضاء على الحشرات التي تنتشر مع بداية الربيع.
ونقلاً عن صحيفة «ميرور» البريطانية، فإن الحادثة كانت قد وقعت بعد أن قام عامل وصفته وسائل الإعلام المحلية بـ«المُهمل والجاهل»، برش منزل العائلة الواقع في مدينة أكتاو غرب البلاد، بمبيد حشري يحتوي على غاز سام وخطير، لا يجب رشه في الأماكن المغلقة، وهو الأمر الذي أدى إلى نقل 9 أشخاص من العائلة نفسها إلى المستشفى بحالات حرجة وخطيرة، وتمكن الأطباء من إنقاذ 7 منهم، بينما لقيت الأم وطفلتها الصغيرة مصرعهما.
وتابعت الصحيفة البريطانية، أن تحقيقات الجهات الأمنية أشارت إلى أن العامل الذي يدعى ليمزهان زيلاوف، البالغ من العمر 25 عاماً، لم يكن مدركاً عندما قام برش المنزل، أن المبيد الذي استخدمه يحتوي على مواد شديدة السُميّة، وأنها تتسبب بتلف دماغ الإنسان وموته. وتابعت التحقيقات أن زيلاوف ليس موظفاً جديداً في هذا العمل، بل لديه خبرة كافية في مجاله.
من جهة أخرى، نقلت وسائل الإعلام الكازاخية، ما صرح به زيلاوف، الذي أكد أن الشركة كانت قد اكتفت بشرح مهامه وما عليه القيام به عبر تطبيق التراسل الفوري المعروف «ماسنجر»، وأنها لم تقم بإخضاعه إلى أي دورات تدريبية. وأكد العامل أنه سبق له استخدام المبيد الحشري نفسه دون حصول أي حوادث أو مشاكل من قبل.
ومن الجدير بالذكر، أنه في حال تمت إدانة العامل في مقتل السيدة وطفلتها، فقد يقضي سنوات طويلة في السجن قد تصل إلى حد الحكم المؤبد، إلى جانب العديد من المطالبات بمحاسبة المسؤولين عن تلك الحادثة، خاصة أن هذا المبيد معروف باسم «القوة السريعة»، ولا يتم بيعه في الأسواق، ويستخدم من قبل الشركات الكبيرة لرش المحاصيل الزراعية من الآفات الكبيرة، إلا أن العامل كان قد تمكن من شرائه بـ30 دولاراً فقط، وهذه قضية أخرى قد يتم التحقيق فيها.