بينما يعاني البعض من عدم اهتمام دولهم بتطوير قوانين الطلاق لديهم، ومنحها مرونة أكبر تتيح لهم فرصة مراجعة الذات بوسائل تقنية تحترم الخصوصية، وعدم فضح أسباب الطلاق علنًا في المحكمة، توصلت دولة أوروبية إلى قانون طلاق جديد، عن طريق تطبيقات مصالحة للأزواج الراغبين بالطلاق، وتمنحهم دورة توعوية رقمية بالطلاق وآثاره السلبية عليهم وعلى أطفالهما الأبرياء عبر الإنترنت.
ومن أجل توعية الراغبين بالطلاق أصبحت دورات التوعية المجانية عبر الإنترنت مهمة، وبعض التطبيقات المحمولة على الهواتف الذكية إلزامية على الأزواج الراغبين في الانفصال ولهم أبناء سنهم دون الثامنة عشرة، وفق قانون دنماركي جديد، هدفه مساعدة الأبناء على التكيف مع وضعهم الجديد.
ولت الأيام في الدنمارك حين كان يمكن للأهل الحصول على الطلاق بنقرة بسيطة عبر الإنترنت، والآن أصبح يتعين عليهم إكمال حصة توعوية مدتها 30 دقيقة قبل إنهاء الزواج والبتّ في حضانة الأطفال، وفقًا لصحيفة «العرب» اللندنية.
وبموجب قانون الطلاق الجديد الذي دخل حيز التنفيذ في الأول من أبريل الجاري، في البلاد، ويتوجب على الأهل الذين لديهم أبناء تقل أعمارهم عن 18 عامًا ويرغبون في إنهاء زواجهم المشاركة في دورة مجانية مدتها 30 دقيقة عبر الإنترنت تهدف إلى مساعدتهم وأولادهم على التكيف مع وضعهم الجديد، كما سيتم إمهالهم أيضا ثلاثة أشهر للتفكير مليًا بالأمر قبل الإقدام على الانفصال.
نصف حالات الزواج تنتهي بالطلاق في الدنمارك
ونظرًا إلى أن نصف الزيجات تقريبًا تنتهي بالطلاق في الدنمارك، فقد صممت الدورة كوسيلة مساعدة لتحسين التواصل وتجنب بعض المآزق الأكثر شيوعًا التي يمكن أن تنتج عن تفكك العائلة.
وقالت وزارة شؤون العائلة في الدنمارك: «توفر هذه الدورة الرقمية إجابات على بعض الأسئلة الأساسية التي تطرح أثناء الطلاق». وإذا فشل الزوجان في إكمال هذه الدورة المتاحة عبر الإنترنت أو عبر تطبيق مجاني على الهواتف الذكية، في خلال ثلاثة أشهر، فهما لن يحصلان على الطلاق.
ويضم البرنامج الذي صممه باحثون في جامعة كوبنهاغن 17 نموذجًا تقدم حلولاً ملموسة لمواضيع الخلافات المحتملة، بدءًا من طريقة التعامل مع حفلات أعياد الميلاد، وصولاً إلى طريقة التحدث مع الأطفال عندما يكونون ممتعضين، ويقول خبراء إن الدورة هي خطوة أولى جيدة، لكنهم يرغبون في أن يحصل الأزواج الذين يريدون الطلاق على المزيد من المشورة.
وكان الدنماركيون الذين يسعون للطلاق بالتراضي يقومون بذلك عن طريق تقديم نموذج على الإنترنت لا يتطلب اللجوء إلى أي قاض أو فترة انتظار.
واختبرت هذه النماذج المسماة «التعاون بعد الطلاق» على 2500 متطوع بين العامين 2015 و2018، وكانت النتائج «مذهلة»، وفقًا لمارتن هالد، وهو عالم نفس وأستاذ مساعد في جامعة كوبنهاغن شارك في تصميم الدورة.
وأوضح مارتن هالد قائلاً: «في 12 من 14 حالة، استطعنا أن نرى أن البرنامج كان له تأثير إيجابي متوسط إلى قوي على الصحة العقلية والبدنية»، مع الحدّ من مستويات التوتر والاكتئاب والقلق والمعاناة الجسدية أو العقلية.