تزامناً مع مرور عام على قرار السماح بافتتاح دور سينما في السعودية، نظَّمت "سيدتي" ندوةً في الرياض تحت عنوان "السينما السعودية بعد مرور عام واقع وآفاق"، حضرها عددٌ كبيرٌ من نجوم الفن وصنَّاع السينما في السعودية.
وشهدت الندوة مناقشة أهم القضايا المتعلقة بهذه الصناعة الفنية الوليدة في السعودية، كونها من أهم عناصر الترفيه، وجزءاً رئيساً من الحراك الثقافي الذي تشهده البلاد في ظل "رؤية 2030" الرامية إلى صناعة سينما راقية، وتطوير المحتوى المحلي ليواكب نظيره الإقليمي، ويُنافس عالمياً أيضاً.
خطط مدروسة
واستهل الندوة يحيى مفرح الذي أكد الحاجة إلى مكوِّن سينمائي حقيقي، مثل "الهيئة العامة للسينما"، للإشراف على كل ما يخص السينما لدينا، على أن تتولى هيئة الإعلام المرئي والمسموع مسؤولية سن الأنظمة والتشريعات الخاصة بالسينما السعودية، وقال: "يجب وضع خطط مدروسة جيداً للوصول بالسينما السعودية إلى أعلى المستويات، وتجاوز الإشكاليات التي تواجهها، خاصةً تلك المتعلقة بالمحتوى والسوق السينمائي".
دور العرض
بدوره، تطرق الفنان والإعلامي طاهر بخش إلى بدايات السينما في السعودية، قائلاً: "بدأت العروض السينمائية لدينا قبل 35 عاماً، وكانت تفتقر إلى التنظيم وصالات السينما المجهزة بشكل مثالي، لذا انحصر عرض الأفلام على الأندية الرياضية".
وكشف بخش خلال الندوة، حصرياً لـ "سيدتي"، عن انتهائه من كتابة نص سينمائي، سيرى النور قريباً.
المغامرة السينمائية
بينما كشف المخرج حسن سعيد ضرورة التحلي بحب المغامرة قبل الدخول إلى عالم السينما، وقال: "المنتجون يؤمنون بمَن لديه خبرةٌ فقط تجنباً للخسائر، لكن مَن يرغب في دخول هذا العالم عليه توقُّع الخسارة أيضاً، وأن يحب السينما كثيراً، فلا يمكن أن نربط هذا الفن بالأمور التجارية فقط، ونتمنى أن يحالفنا التوفيق بعد افتتاح السينما في السعودية".
المردود المالي
من جهته، تحدث المخرج والمنتج طارق ملفي عن أهمية المهرجانات السينمائية، وتطرق كذلك إلى الأفلام النخبوية القصيرة قائلاً: "أعتقد أن هذه الأفلام تجارية فقط، على الرغم من أنها تبهرني. أنا أرى السينما مثل سوقٍ، أي أنها تقدِّم منتجاً، وتوفر وظائف ومردوداً مالياً، ويكون ذلك بصناعة الأفلام عبر طاقم محلي وبيعها خارج السعودية".
وأضاف "خاطبت سابقاً هيئة الإعلام المرئي والمسموع بشأن تخصيص 30% من إنتاج السينما للإنتاج المحلي. ليس من المنصف لأفلامنا، أن يتم دفع قيمة التذكرة نفسها لفيلم، صُرِفَ عليه مليون دولار، وآخر صُرِفَ عليه 200 ألف، أو نصف مليون فقط. نحن بوصفنا صنَّاع أفلام نقبل ببيع تذاكر أفلامنا بسعر أقل بشرط إعفائها من الضرائب الحكومية، ومنحها فترة عرض أطول، وللمستثمر حق اختيار المتميز من الأفلام المحلية، لأنه حينما يدفع 25% على فيلمٍ، بالتأكيد لا يريد أن يخسر أمواله على تجربة فقط".
وتحدث ملفي عن غياب الأبطال السعوديين عن هذه الأفلام بالقول: "من الطبيعي أن يؤثر اسم نجوم الفيلم على الإقبال الجماهيري، ونسبة إيراداته، وبما أن غالبية جمهورنا من الشباب، لذا لا أستبعد مستقبلاً أن نرى نجوم السوشال ميديا أبطالاً في الأفلام السينمائية السعودية، لأننا لا نملك أبطالاً".
معاهد متخصصة
أما المخرج طارق المقاطي، فتحدث عن افتقار السعودية إلى المعاهد السينمائية المتخصصة، وعدم اعتماد دراسة الفن ضمن تخصصات الابتعاث إلى الخارج، منوهاً إلى تجربته الاستثنائية في الابتعاث لدراسة تخصص الإخراج السينمائي بعد مخاطبته الجهات المختصة في الابتعاث، وقال: "الدولة دفعت عليَّ الكثير لأكمل دراستي، لذا من واجبي تقديم خبرتي، وإفادة بلدي".
فائدة محدودة
ورأى المخرج عبدالإله الشهري، أن افتتاح صالات العرض السينمائي في السعودية قبل عام لم يضف الشيء الكثير إلى السينما السعودية، وقال: "من أهم أسباب ذلك عدم عرض الأفلام السعودية في هذه الصالات حتى الآن، وكذلك ثقافة الجمهور الذي لا يرى في السينما سوى فرصةٍ للتنزه والترفيه عن النفس فقط".
وتحدث عن التحديات التي واجهته عند إخراج أول فيلم سعودي، مبيناً أن من أهمها: عدم امتلاكه الخبرة الكافية، واستناده إلى موهبته فقط، ومع ذلك نجح الفيلم في الاشتراك في مسابقةٍ، تضم ٤٠ فيلماً مرشحاً للجائزة.
وتطرق الشهري إلى أبرز المشكلات التي تواجه الوسط الفني في السعودية بالقول: "تعد الشللية والتحزب عائقين رئيسيَن في بروز النجوم لدينا".
قلة الكتَّاب
وأخيراً، كشف الكاتب حمود الباشان أكثر المشكلات التي تواجه كتَّاب السيناريو، وقال: "الساحة الفنية تفتقر إلى الكتَّاب السعوديين المحترفين، وذوي الدراية بقضايا البلد، خاصةً أن النص هو الأساس الذي يستند إليه صناعة الفيلم الناجح".
تابعوا قريباً الندوة كاملة في مجلة "سيدتي"