اجتمعت معظم الطقوس على أهمية الحناء للعروس استعدادًا لزفافها، إلا أنّ طقوسها وطرائقها كانت مختلفة. ويمكنكِ من خلال السطور الآتية التعرف إلى تلك العادات التي حصرنا بعضًا منها.
في السعودية
تسمى ليلة حناء العروس بـ "الغمرة"، وغالبًا ما تلتزم سيدات الحجاز بهذا التقليد، وتختلف في الزمن القديم عن الحاضر ببعض التفاصيل، فقد كانت النساء سابقًا يجهزن المنزل ويتربنه بترتيبات بسيطة كستارة زهرية مع فرشة صغيرة ومخدة جميعها مطرزة ومقصبة باللون الوردي، وتنصب الستارة بأربع جوانب وتجلس العروس بداخلها بحيث لا يراها أحد من الموجودين على الفرشة الصغيرة مرتدية فستانًا فاخرًا من اللون الوردي نفسه المستخدم سابقًا وتدخل لها "الحنانة" (من تنقش الحناء) وتنقش يديها ورجليها، وتستمع العروس للأغاني المغربية التي تغنيها السيدات في الخارج وترقص عليها بنات العائلة. وتقدم للضيوف بعض الأكلات الشعبية مثل: التعتيمة، والهريس، والمفروكة، وتزف العروس في نهاية السهرة وتنشر الحلوى حولها.
أما في الوقت الحالي فتستعين الفتيات السعوديات بمزيج من التقاليد المغربية والهندية فيكون فستان العروس إما جلابية هندية وإما مغربية حمراء أو عنابية، مطرزة بشكل فاخر، وتترك شعرها منسدلاً من دون أي تسريحة، وترتدي الكثير من الحلي والمجوهرات. وانتقلت الحفلات من المنزل إلى الاستراحات، وتزين الكوشة بزينة هندية مكونة من الورود، ويكون مقعد العروس عبارة عن كرسي هزاز وسط الورود، وعلى طاولات الحضور توضع أواني من الزجاج المفتوح المملوءة بالماء في بعضها ورود، وفي بعضها الآخر شموع، وتزف العروس على ألحان الموسيقى الهندية.
في الإمارات
ليلة الحناء في الإمارات تسبق ليلة الزفاف بيوم واحد تجتمع في هذه الليلة أقارب الدرجة الأولى: أم العروس، والعريس، وشقيقات العروس والعريس فقط، ترتدي فيها العروس ثوبًا أخضر مطرزًا بالذهبي، وترتدي مجموعة من الحلي تعرف بالطاسة والمرتعشة والحيول، وتجلس على كرسي أو كنبة يسمى دوشق لونه أخضر، وتضع قدميها على وسادة، وتأتي ناقشة الحناء فتنقش الحناء على كفي العروس باستخدام خوصة نخيل تغمس بالحناء، وتنقش فيها الورود والنجوم والدوائر، وتقوم بطلاء أطراف الأصابع مع الأظافر، ويسمى الأخير بـالتقميع أي جعل الحناء على شكل قمع. وتضع عجينة الحناء أسفل قدمي العروس وتقمع أصابعها وتلف الأيدي والأرجل بعد وضع الحناء بقماش أخضر بطريقة محكمة حتى يصبح اللون غامقًا.