كل امرأة سعودية هي سفيرة لوطنها وتحمل الكثير من الرسائل التي ترغب في إيصالها للعالم، والتي تعكس بشكل حقيقي ماحصلت عليه المرأة السعودية من مكانة وتمكين في كافة المجالات وما حصدته من إنجازات، وتصحيح بعض المفاهيم والصورة النمطية الخاطئة التي ساهمت في رسمها وسائل الإعلام الغربية.
«سيدتي نت» التقت بعدد من السعوديات في عدد من المناصب المختلفة وسألتهن عن الرسائل التي يرغبن في وصولها للعالم، وكانت الإجابات على النحو الآتي:
الصورة الذِّهْنِيَّة
الإعلامية سارة حسن، أكدت من جهتها أنه لا شيء أصدق من الرسائل التي تبعثُها المرأة، مبينةً أن أهم رسالة تريد أن ترسلَها المرأة العربية للعالم، تتلخَّصُ حول الصورة الذهنية التي رسمتها عنها بعض المجتمعات، وقالت: «المرأة العربية اليوم لم تَعُدْ ذاك الكائن الضعيف الذي يَفْتَقِرُ إلى الثقافة والتعليم، بل تخوضُ صراع الحياة بإمكانات عالية، وقادرة على الدفاع عن نفسها وعن حقوقها، ولا تنتظر منظمةً أجنبيةً لتدافعَ عنها وتطالبَ بحقوقها، أستثني من ذلك النساء اللاتي يعانين في بلدانهن من الحروب حاليًّا، وحتى في تلك الدول هناك نساء أَثْبَتْنَ صلابتَهن وأسهمنَ في شئون الإغاثة والإسعاف، وعبَّرن عن قضايا بلدانهن بأفضل صورة، على الرغم من أن المرأة العربية لم تكن في أي حال من الأحوال مشاركةً فيما يحدث من صراعات وحروب، لكنها وأطفال تلك الدول أكثر شريحة متضرِّرة من النزاعات الحاصلة، وتلك المرأة، والمرأة العربية بشكل عام، تَتُوقُ للأمن والسلام في بلادها، وترسل أيضًا رسائل محبة وسلام إلى دول العالم كافةً. وفي الختام: أتمنى أن تنتهي النزاعات المُسَلَّحَة في كل دول العالم، وينعم الجميع بالأمن والرخاء والسعادة».
مستقبلنا أجمل
بينما حرصت الكاتبة والدكتورة لمياء البراهيم، استشارية طب الأسرة والمجتمع واستشارية الجودة، على إثبات جهود المرأة السعودية، بالقول: «نحن السيدات السعوديات، استطعنا على الرغم من كل الظروف أن ننجح بالإمكانات المتاحة أمامنا، التي وَفَّرَتْهَا لنا الحكومةُ السعودية، وأملُنا كبيرٌ في التقدم أكثر بعد الوثباتِ التاريخية في تمكين المرأة في جميع المجالات من قِبَلِ قيادتِنا الحكيمة، ونَثِقُ في أن المُقْبِلَ أجمل، وسيحمل فرصًا أكبر لكل أنثى سعودية ترغب في المساهمة في تنمية وطنها».
تمكين المرأة
واستعادت خلود الغامدي، الأكاديمية وباحثة الدكتوراه، مسألةَ تمكين المرأة السعودية، مؤكدةً أنها كانت وستبقى شريكةً في تنمية الوطن، بدايةً من «نورة»، أختِ الملك المؤسِّس، التي كان يُنادى باسمِها لعِظَمِ شأنِها ودورِها في دعم أخيها موحِّد هذا الكيان، ملكنا عبدالعزيز، إلى يومنا هذا الذي وصلت فيه المرأة في وطني إلى مراكز قيادية عليا بفضل حرصها على تعليم نفسها، ودعم زوجها وأخيها، وتنشئة جيل من الشباب والشابات قادر على أن يحمل على عاتقِه تحقيق رؤية الوطن، وقالت: «كان المجتمعُ -وما زال- بأطيافه كافةً يرى في المرأة شريكةَ عمر وحياة ووطن، ولا عبرةَ أبدًا بفترة مضطربة في الشأن الفكري، نشأتْ لأسباب سياسية خاصة، وأَدَّتْ إلى تحجيم وضع المرأة، فهي الآن تسعى إلى نَفْضِ غبار تلك الفترة المُرْهِقَةِ، واستعادة دورها ومكانتها الطبيعية. الماضي كان لنا، بنيناه بسواعد آبائنا وأمهاتنا، والمستقبل ببهائه وتحدياته لنا أيضًا بسواعدنا وسواعد أبنائنا وبناتنا».
صاحبة إنجازات
الإعلامية شيماء الفضل، تَحَدَّثَتْ في رسالتها عن نجاح المرأة السعودية، قائلة:»بالفعل، نجحت المرأة السعودية بإصرارها وإمكاناتها وتأهيلها العالي، في أن تنالَ الثقة، وتمارسَ حقوقها، وتتفوَّق في شتى المجالات. وطموحنا لم يتوقفْ منذ حصولنا على 30 مقعدًا في مجلس الشورى قبل عامين تقريبًا، ثم دخولنا الانتخابات البلدية، إذ أصبحنا رقمًا صعبًا في المشاركة في صنع القرار، ووضع خطط التنمية، ورسم ملامح خطة التحوُّل الوطني، والرؤية السعودية 2030، وحقًّا نجحت المرأة السعودية بجدارةٍ في الاستفادة من الفرص التي مَنَحَتْهَا لها الدولة، بل أثبتتْ -بما لا يدعُ مجالًا للشك-أنها أحقُّ بهذه الفرص، لأنها مبدعة في كل المجالات، وتسعى إلى رِفْعَةِ مجتمعها، وألَّا تتكلَ على أحد، إذ تملكُ من المهارات والقدرات ما يمكِّنها من التقدم والتطور، ولا تحتاج سوى إلى منحها فرصتَها. ومع الأسف، ما زال هناك مَن يحاول رسمَ صورة سلبية عن المرأة السعودية في الإعلام الغربي، متجاهلًا واقعها الذي بات مختلفًا تمامًا عما ينقلونه عنها دون مراعاةٍ للعادات والتقاليد. والحمد لله، نجحت المرأة السعودية في أن تكون شريكةً لأخيها الرجل في التنمية، وأن تسجِّل اسمَها في مختلف المحافل، متفوِّقةً ومبدعةً وصاحبة إنجازات».
تجديد المشاعر
وتَمَنَّت الدكتورة هبة جمال، باحثةٌ في التسويق الإعلامي ومقدِّمة برامج، أيضًا تجديد المشاعر الإيجابية، إذ قالت: «كل يوم هو فرصة جديدة لنُشْعِرَ مَنْ حولنا بتجديد المحبة والتسامح، والتأمُّل في العلاقات التي ننعم بها، والتي انتهت من حياتنا، وما تعلَّمْناه منها، من أجل وجود علاقات صحية، وتطوير ذواتنا في التعامل مع من نُحِبُّ، والاستمتاع بالمحبة والعطاء أكثر، وعلى الرغم من الصعوبات الاقتصادية، والاجتماعية، وتَأَزُّمِ الأوضاع السياسية على مستوى العالم، فإن المحبة في حياتنا هي المُحَفِّزُ لتَخَطِّي الصِّعَابِ وتجدُّد العطاء لمن حولنا والتفاؤل بالمستقبل».
عبر «سيدتي».. رسائل من المرأة السعودية للعالم
- أخبار
- سيدتي - يارا طاهر
- 18 أبريل 2019