صورة يزيد عمرها عن 4 آلاف عام، نراها أمامنا الآن في الوقت الحاضر من الألفية الثالثة في العام 2019. مجرد التفكير بهذا الأمر يبدو مدهشاً إلى حد كبير، أن نتمكن من رؤية صورة من ذلك الماضي أمامنا. هذا ما استطاع عدد من العلماء في أسكتلندا فعله مؤخراً، عندما كشفوا النقاب عن وجه «كـلـب» كان قد عاش في العصر الحجري الحديث، وعمره أكثر من 4 آلاف عام، وذلك لأول مرة على الإطلاق.
وبحسب ما ذكره موقع «روسيا اليوم»، فإن العلماء قاموا بإجراء عملية إعادة بناء لجمجمة كلب، كانت قد اكتشفت في منطقة «كوين هيل Cuween Hill»، الواقعة في جزيرة «أوركني»، قبالة الساحل الشمالي لأسكتلندا في المملكة المتحدة، حيث تُعتبر هذه العملية هي الأولى من نوعها التي تجرى على الحيوانات، وكانت من عمل الفنانة «آمي ثورنتون»، التي قامت بابتكار نموذج واقعي لرأس الكلب الذي يعود تاريخه إلى أكثر من 4 آلاف عام، بما في ذلك العضلات والجلد وحتى الفرو ولونه.
وفي تصريح للفنانة ثورنتون، التي تلقت تدريبها في جامعة «دندي» الأسكتلندية، قالت فيه: «لقد كان مشروع إعادة بناء الجماجم والهياكل أمراً مثيراً للاهتمام بالنسبة لي كثيراً، حيث كانت نشأة هذا الفن في الأصل من الطين باستخدام الطرق التقليدية. ومع مرور الوقت وتطور التكنولوجيا وصلنا إلى طباعة ثلاثية الأبعاد بهذا الفن».
وتابعت الفنانة الأسكتلندية: تم استخدام جمجمة الكلب الذي عُثر عليه في منطقة «كوين هيل Cuween Hill»، بوصفها قاعدة لبناء علم التشريح في وجهه وجسده، وتم بعد ذلك صبُّ التمثال المكتمل بمادة الـ«سيليكون»، مع إضافة طبقة من الفرو تشبه الذئب الرمادي الأوروبي؛ ما أضفى نظرة ثاقبة على هذا الحيوان القديم.
ومن الجدير بالذكر، أنه على الرغم من أن العلماء أجروا العديد من عمليات إعادة البناء، لبشر عاشوا في العصر الحجري، فإن هذه هي المرة الأولى التي تتم هذه العملية لحيوان من تلك الحقبة. وهو الأمر الذي يأمل الباحثون من خلاله بأن تُجرى على حيوانات أخرى من ذلك العصر، حتى يُسلط الضوء على مخلوقات العصر الحجري ودورها في ذلك الحين.