لأن لغات العالم هي إرثنا الثقافي وجزء رئيس وهام من حاضرنا ومستقبلنا. ولأنها طريقة التواصل التي تُميزنا بها عن باقي المخلوقات. قررت منظمة الأمم المتحدة، وبناءً على المبادرة التي قدمتها منظمة الـ«يونيسكو»، المنظمة العالميّة للتربية والثقافة والعلوم، في تاريخ 19 فبراير (شباط) من العام 2010. الاحتفال بجميع لغات العالم الرسمية، من خلال أيام دولية يتم الاحتفال بها في كل عام. وذلك في إطار جهود المنظمة الأممية، لرفع مستوى الوعي التاريخي والثقافي وإنجازات كل لُغة من هذه اللغات.
وخلال هذا الإعلان الأممي، تم إطلاق «اليوم العالمي للغة الصينية»، الذي يُصادف 20 أبريل (نيسان) من كل عام. وذلك بوصفها أكبر لغات العالم. كما أنه تم اختيار هذا التاريخ على وجه التحديد، كنوع من التكريم والتخليد لذِكرى «سانغ جيه»، الذي يعتبر مؤسس الأبجدية الصينية قبل ما يقارب الـ4 آلاف عام.
اللغة... مزيج من الشِعر والموسيقى والجمال
ويقوم العالم بالـ20 من نيسان-أبريل من كل عام، بالاحتفال بـ«اليوم العالمي للغة الصينية»، من خلال إقامة الفعاليات التي تعرض جمال تاريخ وثقافة الصين، تحديدًا بكل ما يخص اللغة الصينية. حيث تُنظم الحفلات الموسيقية التي تتضمن عروضًا موسيقية تقليدية، بالإضافة إلى عروض الفنون القتالية التي تعتبر جزءًا مهمًا من هذه الثقافة. والأهم المعارض العديدة التي تقام لفنون الخطّ والكتابة الصينية، إلى جانب نشر الأدب الصيني من شعر ورواية وغيرها بمختلف لغات العالم.
ما لا يعرفه الكثيرون عن اللغة الصينية...
يطلق على اللغة الصينية مصطلح «هانيو»، والذي يعني «لغة الهان»، أو «جونجوين»، والتي تعني «الكتابة الصينية». وهذه اللغة تشمل العديد من فروع اللغات المختلفة الخاصة بالمنطقة، فمعظم الصينيين يتحدثون «اللغة الماندرينية»، إذ يبلغ عدد المتحدثين بها قرابة الـ980 مليون شخص. وتليها لغة الـ«ووه»، التي يتحدثها قرابة الـ88 مليون شخص، ومن ثم لغة الـ«مين»، التي يتحدث بها 70 مليونًا. بالإضافة إلى عدد آخر من اللغات الصينية.
في الوقت الحاضر، تعتبر اللغة الصينية –على اختلاف تفرعاتها ولغاتها - صاحبة أكبر عدد من المتحدثين بها بمختلف البلدان. إذ إن هناك ما يقارب 1.4 مليار شخص يتحدثون الصينية في العالم كله. أي ما نسبته تقريبًا 18.47 في المائة من سكان العالم. كما أن الصينية لا تحتوي على أبجدية واضحة، بل على مجموعة من الرموز التي يعبر كل واحد منها على كلمة مستقلة، وتُكتب من اليسار إلى اليمين بنظام كتابة يطلق عليه اسم الـ«هاندز».
كما أن اللغة الصينية، تنقسم إلى نظامين أساسيين، الأول «نظام الشكل الأصلي المعقد»، والثاني «نظام الشكل المبسط». وبالنسبة إلى الأول –المعقد - يستعمله سكان كل من «ماكاو، تايوان وهونغ كونغ»، بالإضافة إلى الصينيين الذين يعيشون في دول أميركا الشمالية «الولايات المتحدة وكندا». أما النظام الثاني –المبسط - فيُستخدم في كل من الصين وسنغافورة وماليزيا، بالإضافة إلى أوساط الجاليات الصينية التي تعيش في جنوب شرقي آسيا.
وربما قد يكون من المثير جدًا للاهتمام، معرفة أن اللغة الصينية تتضمن مجموع رموز يزيد عن الـ60 ألف رمز. وأن الصينيين الناطقين أصلاً بلغتهم، قد يعرفون ما بين 5 إلى 6 آلاف رمز فقط من أصل الرموز الـ60 ألفًا. وبكل تأكيد غير الصينيين الذين تعلموا اللغة، يتحدثون أقل من ذلك بكثير، لذلك هي تعتبر «أكبر لغة في العالم».
وعلى جهة أخرى، فإن اللغة الصينية، تعتبر من بين اللغات الرسمية الـ6. التي أعلنت عنها منظمة الأمم المتحدة إلى جانب اللغات «العربية، الإنجليزية، الفرنسية، الروسية والإسبانية»، حيث إن لكل لغة من هذه اللغات الرسمية يومًا عالميًا خاصًا للاحتفال بها.