حتى نحقق أحلامنا مهما كانت صعبة أو شبه مستحيلة، هناك وصفة جاهزة لفعل ذلك. فما علينا إلا أن نتحلى بالقليل من الإرادة، وأن نكون شجعاناً للبدء بالخطوة الأولى لتحقيق النجاح. ويبدو أن البحار الياباني «ميتسوهيرو إيواموتو»، أدرك وتعلم هذه الوصفة جيداً، وبعد عدة أسابيع من بدء مغامرته، أصبح أول شخص «مـكـفـوف» يعبر المحيط الهادئ على متن قارب شراعي.
وبحسب ما نقله موقع «سكاي نيوز»، عن وسائل إعلام اليابانية، فقد تمكن «إيواموتو» البالغ من العمر 52 عاماً، صباح أمس السبت 20 أبريل الجاري، من الوصول إلى ميناء مدينة «فوكوشيما»، الواقعة في منطقة «توهوكو» من جزيرة «هونشو»، على بعد حوالى 250 كيلومتراً إلى الشمال من العاصمة اليابانية طوكيو. وكان على متن مركبه الشراعي البالغ طوله 12 متراً، وذلك بعد قرابة الشهرين على إبحاره من ولاية كاليفورنيا الأمريكية.
«إيواموتو»، البحار الياباني الضرير، الذي يعيش في مدينة سان دييغو عند سواحل ولاية كاليفورنيا، والذي فقد بصره في سن السادسة عشرة، كان قد بدأ رحلته بتاريخ 24 فبراير الماضي، من سواحل كاليفورنيا. وكان بصحبته رفيقه البحار الأمريكي «دوغ سميث»، الذي كان يساعده شفوياً من خلال إعطائه المعلومات اللازمة والضروية لإتمام الرحلة، ومن بينها اتجاه الرياح.
وتعتبر هذه المغامرة التي قام بها «إيواموتو»، هي المحاولة الثانية له، بعد فشل رحلته الأولى التي بدأها قبل قرابة الـ 6 أعوام، عقب غرق قاربه بعد اصطدامه بأحد الحيتان، ما أنهى رحلته بعد فترة قصيرة من بدايتها.
وبعد نجاح المحاولة الثانية، قال البحار الياباني الضرير صاحب الإرادة القوية لحظة وصوله إلى خط النهاية في ميناء فوكوشيما، وبعد أن قطع ما يقارب الـ14 ألف كيلومتر «أنا في دياري الآن. شكراً».
وفي تصريحات «إيواموتو» التي أدلى بها لوكالة «كيودو» الإخبارية اليابانية، أكد أنه لم يستسلم، وأنه سعيد لتمكنه من تحقق حلمه، وبأن يكون أول شخص مكفوف يعبر المحيط الهادئ. ومن الجدير بالذكر أن البحار الياباني كان قد قام هذه المغامرة بهدف جمع الأموال لاستخدامها في أنشطة خيرية، ومن بينها دعم جهود الأطباء لتفادي الأمراض المسببة لفقدان البصر.