دشنت المخرجة اللبنانية العالمية نادين لبكي، العرض الأول لفيلم "كفرناحوم" بالكويت، وذلك بدعوة خاصة من أكاديمية لوياك للفنون الأدائية " لابا"، وبحضور كبير شهد أيضًا المؤتمر الصحافي الذي أقيم عقب الفيلم.
وتعدّ لبكي واحدة من أبرز المخرجات العربيات اللواتي حلّقن في فضاءات السينما العالمية، عبر مسيرة سينمائية عامرة بالإنجازات والبصمات.
ودخل "كفرناحوم" القائمة النهائية لجائزة الأوسكار كأفضل فيلم أجنبي هذا العام، وفاز بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان كان السينمائي الدولي، وجائزة لجنة التحكيم في مهرجان النرويج السينمائي الدولي، واختير للمنافسة ، في قائمة ترشيحات جوائز الغولدن غلوب 2018، وأيضًا شارك الفيلم في العديد من المهرجانات العالمية.
نجوم الفن في العرض الأول لفيلم كفر ناحوم بمصر
ويطرح فيلم "كفرناحوم" أزمة اللاجئين في سياق درامي، يناقش العديد من المشكلات الاجتماعية والسياسية التي تشغل العالم، منها الهجرة، وزواج القاصرات، وحقوق الطفل وغيرها.
وتدور أحداث الفيلم حول قصة الصبي زين، الذي يحرك دعوى قضائية ضد والديه لأنهما أنجباه، بعد مروره بسلسلة من الصعاب في حياته، بدءًا من فراره من منزله بعد تزويج شقيقته القاصر، وعيشه مع مهاجرة إثيوبية وطفلها الصغير، وبحثه المتواصل عن قوت يومه بأيّ وسيلة.
وبعد عرض الفيلم أقيم مؤتمر صحافي مع المخرجة لبكي، التي قالت إنّ الفيلم يظهر أجواء العنف التي يعايشها الأطفال في تلك المنطقة، من خلال طريقة حديثهم وتعاملهم مع الناس.
وأوضحت لبكي بأنّ الفيلم لا يرصد فقط بعض الأجواء الموجودة في المجتمع اللبناني، بل يرصد أيضًا أحزمة البؤس التي تحيط الكثير من المدن، ويحكي تفاصيل حياتنا في أيّ مكان في العالم، مشيرة إلى أنّ تلك الحقائق موجودة للأسف. وعن سبب استعانتها بممثلين هواة، أجابت أنّ ممثلي الفيلم واقعيون، وتلك هي حياتهم، فهم من البيئة نفسها، ويعيشون المأساة نفسها والمعاناة والواقع المرير.
"كفرناحوم" ما له وما عليه ولماذا أقحمت مأساة اللاجئين السوريين فيه وهو لم يأتِ على ذكرهم؟
وأشارت إلى أنّ الهدف ليس فقط إنتاج فيلم بالدرجة الأولى، بل الهدف "أننا نريد أن يكون الفيلم بمنزلة وسيط كي يعبّر الناس عن حالتهم"، لافتة إلى أنّ الهدف الأساسي من الفيلم، ألّا يكون هدفه ترفيهيًّا، بل مرتكز إلى واقع مرير مثلما يبيّن ذلك، وهناك أحداث في الواقع أمرّ من قصة الفيلم.
من ناحية أخرى قالت لبكي، إنّ الهدف من الفيلم ليس مساعدة زين فقط، ولكن تغيير الواقع الملموس إلى الأفضل. أما نوع المشاهد الذي يهم لبكي كما قالت، هو "الإنسان في المطلق إن كان غربيًّا أو عربيًّا".
وأشارت لبكي إلى أنّ الفيلم رصد حالات مختلفة لمعاناة الأطفال، ومنها الأطفال المهمشون، والمهملون، والأطفال الذين لا يذهبون إلى المدرسة، والأطفال الذين يعملون ويحملون أشياء ثقيلة أكبر من طاقتهم الجسمانية، وعلقت قائلة: "هذا الموضوع يجب ألّا نسكت عنه، ويجب أن يثار، ونحاول أن نغيّره، فنُحدث صدمة في المجتمع، ونقوم بتوعيته إلى هذه القضايا والمشاكل".
وأشارت إلى أنها قررت كمخرجة أن تعبّر عن رفضها لتلك الأوضاع السلبية، من خلال إنتاج هذا الفيلم سينمائيًّا.