يظلم العديد من كبار السن حين تقوم مؤسساتهم دون سابق إنذار أو تقدير لقدرتهم على مواصلة العمل والعطاء على إحالتهم للتقاعد فجأة، رغم علمها بأنّ لديهم خبرة وقدرة وذكاء لا يملكه بعض شباب اليوم، خاصةً ببعض المراكز الحساسة.
ولقد كشفت دراسة جديدة عن الحائزين على جائزة «نوبل» في الاقتصاد أن هناك دورتين للإبداع على مدار الحياة إحداهما تظهر في مرحلة مبكرة من حياتهم المهنية، بينما تأتي الأخرى في وقت لاحق من الحياة.
وقال بروس وينبرج كبير معدى الدراسة فى جامعة «واشنطن إن كثيراً من الناس يعتقدون أن الإبداع يرتبط حصرًا بالشباب، لكنه يعتمد حقًا على نوع الإبداع الذي تتحدث عنه، ووجدت الدراسة أن الذروة الأولى للإبداع كانت في منتصف العشرينيات، بينما كانت الثانية في منتصف الخمسينيات، وقام الباحثون بتضمين 31 فائزًا وترتيبهم وفقًا لترتيب الأكثر تجريبية إلى الأكثر تصوريًا، فالمبتكرون «يفكرون خارج الصندوق»، ويتحدون الحكمة التقليدية ويميلون إلى الخروج بأفكار جديدة فجأة، حسب ما أوردت قناة وموقع «الآن» في تقرير خاص.
وأشارت الدراسة إلى أن المبتكرين التجريبيين يقومون بجمع المعرفة من خلال حياتهم المهنية، وإيجاد طرق رائدة لتحليل المعلومات وتفسيرها وتوليفها في طرق جديدة للفهم، واستخدم الباحثون طريقتين مختلفتين لحساب العمر الذي تم فيه الاستشهاد بالفائزين في معظم الأحيان، وبالتالي كانوا في ذروة إبداعهم.
وفي الدراسة، يميل الحاصلون على جائزة نوبل والذين قاموا بعملهم الرائد في بداية حياتهم المهنية إلى أن يكونوا ابتكاريين، وقال واينبرج: «سواء بلغت ذروتك الإبداعية مبكرًا أو متأخرًا في حياتك المهنية يعتمد على ما إذا كان لديك نهج مفاهيمي أو تجريبي».
وبهذا فإن شرارة الإبداع لا تنخفض بتقدم العمر، بل ربما تزيد بالخبرة والممارسة والاستفادة من تجارب الغير.