لا حديث في تونس منذ يوم أمس الأحد، إلّا عن الحادث المريع الذي جد بمنطقة «السبالة» من ولاية «سيدي بوزيد» وأسفر عن وفاة 12 شخصًا (7 نساء و5 رجال) والنساء كلهن عاملات فلاحيات واصابة 20 عاملة أخرى بجروح متفاوتة الخطورة .
وكان من بين ضحايا الحادث المريع شقيقين (إمرأة ورجل) وشقيقهم الثالث في حالة حرجة، وفتاة تم بتر إحدى يديها وهي لا زالت في المستشفى وقد توفيت أمها في الحادث نفسه، كما توفى أحد سائقي الشاحنتين ومعه أمه.
وكشفت وزارة الداخلية في بلاغ لها أن أسباب حادث المرور تعود إلى انفلاق عجلة إحدى الشاحنتين وفقدان سائقها السيطرة عليها مما أدى إلى اصطدامهما بالشاحنة الثانية.
حزن وتعاطف
وقد أثار الحادث موجة كبيرة من التعاطف مع الضحايا من النساء فكلهن من الريفيات الفقيرات الكادحات اللاتي ينتقلن كل فجر للعمل باجر زهيد عند اصحاب الضيعات والمزارع الكبيرة ويقمن بأعمال فلاحية مضنية، وهن مضطرات الى ركوب شاحنات من مكان سكنهن إلى المزارع.
وتتجمع كل فجر العاملات الفلاحات في مكان قريب من بيوتهن وتأتي شاحنة صغيرة لتنقلهن إلى المزارع والحقول، وغالبا ما يتولى صاحب الشاحنة السمسرة والوساطة فهو يوفر للمزارع والفلاح اليد العاملة النسائية مقابل عمولة تقتطع من أجر النساء العاملات.
شاحنات الموت
ووفق تحقيق نشرته «سيدتي» صدر منذ أسابيع والتقت فيه ببعض العاملات الريفيات، فإن السائقين يقطعون بهن عشرات الكيلومترات عبر مسالك فلاحية وعرة وغير معبدة بواسطة شاحنات متآكلة ومكشوفة والتي تستعمل في الأصل لنقل البضائع والخرفان، فيرص أصحابها النساء العملات رصا ويبقين واقفات ملتصقات وكل واحدة تحمل أكلها معها.
ويتعمّد السائق سكب الماء على أرضية الشاحنة لمنع الراكبات من الجلوس ليتمكن من أخذ أكبر عدد، وقد تكررت حوادث قاتلة أثناء نقل العاملات في ظروف صعبة وخطرة أحيانا وحصل أن انقلبت شاحنات فماتت بعض العاملات وجرحت أخريات، في مناطق كثيرة من الأرياف التونسية.
من جهته، زار رئيس الحكومة أمس، مكان الحادث وزار أيضًا العائلات المنكوبة لتعزيتهم ومواساتهم في هذا المصاب الجلل.
فاجعة موت 12 شخصًا في حادث مريع بتونس
- أخبار
- سيدتي - الطيّب فراد
- 29 أبريل 2019