أصبحت الهواتف الذكية جزءًا لا يتجزأ من حياة الناس في مختلف دول العالم، ورغم تعلق أغلب المستخدمين لهذه الهواتف بها إلا أنّ أضرارها باتت أمرًا لا يمكن إنكاره أو التغاضي عنه، ولعل هذا ما دفع "تيم كوك" الرئيس التنفيذي لشركة "أبل" الأمريكية بمطالبة مستخدمي "أبل" وغيرها من الهواتف بضرورة التخلص من هواتفهم الذكية، الأمر الذي أثار جدلًا كبيرًا.
وقد جاءت تصريحات رئيس أبل لموقع "بزنس إنسايدر" في إطار نصائحه بضرورة التخلي عن إدمان الهواتف الذكية.
ورد "كوك" على سؤال يتحدث عن أن أحدث دراسة أظهرت أنّ الإنسان يمسك بهاتفه نحو 2617 مرة في المتوسط؛ فقال:" لا ينبغي أن يفعل الناس هذا الأمر".
وأضاف "كوك" قائلًا:" أبل لا تطمح أو تطمع لأن يستخدم الإنسان هاتفه طيلة الوقت؛ فهذا أمر خطأ ولم يكن في أي وقت بمثابة هدف لنا".
ويرى "كوك" أنّ تطبيقات التواصل الاجتماعي هي التي تجعل الناس يمسكون هواتفهم المحمولة على نحو مستمر، حتى يطالعوا كل ما يحدث.
ووجه رئيس أبل نصيحة لمستخدمي هذه الهواتف، معتبرًا أنّ هذا هو الحل البسيط وذلك بأن يتوقف أي شخص عن النظر بهاتفه باستمرار حين يكون هناك أحد الأشخاص معه في الغرفة أو المكان.
وأردف بقوله:" من الخطأ أن ينصرف الإنسان إلى التحديق في شاشة الهاتف، عوضًا عن أن يتفاعل وينظر إلى الشخص الموجود بجانبه. كما أنّ أهم أمر يمكن أن ينفذه أي شخص هو تعطيل خواصّ الإشعارات في أي مكان".
واستطرد قائلًا:" كنت أسأل نفسي حول ما إذا كنت بالحاجة فعلًا إلى الكم الهائل من الإشعارات، وبعدها، قمت بالتعطيل. وأنصح الناس بهذه الخطوة إذا لم يكونوا قد بادروا حتى الآن باتباعها".
تجدر الإشارة إلى أنّ دراسة حديثة خلصت إلى أنّ إدمان استخدام الهواتف الذكية يمكن أن تسبب اضطرابًا خطيرًا في الدماغ.
ودرس الباحثون حالة المدمنين على هواتفهم ومواقع التواصل الاجتماعيّ، ووجدوا أنّ هذا الأَمْر يضر بعمل الدماغ؛ ما يُسَبِّب اضطرابات كيميائية يمكن أن تسبب حالة من القلق الشديد والتعب.
وخضع المشاركون المدمنون على استخدام الهواتف الذكية لاختبار يعرف باسم MRS يحلل التنظيم الكيميائي في الأدمغة. وقاس الباحثون مستويات حمض غاما أمينوبوتيريك (GABA)، وهي مادة كيميائية تبطئ الإشارات في الدماغ.
وقارنوا نسبة المادة الكيميائية GABA بناقل عصبي آخر مُهِمّ لدى الأشْخَاص الذين شُخصت حالتهم بأنهم مدمنون على الهواتف والإنترنت، موضحين أنّ ذلك قد يكون له آثار عميقة على طريقة عمل الدماغ.
وربطت الدراسات السابقة هذه المادة الكيميائية بطريقة عمل المحركات وتنظيم وظائف الدماغ المختلفة، بما في ذلك القلق، مُشِيرَةً إلى أنّ الإدمان على استخدام الهاتف الذكي دمر إِنْتَاجية الدماغ ووظيفة النوم.