كلمات مثل "شُجاعة، صلبة، قوية، إرادة خيالية، بريئة، جميلة، متحدية.." وغيرها الكثير الكثير، لن تكون كافية لوصف الطفلة البريطانية الصغيرة "ليلي ويذرول"، التي تبلغ من العمر الآن 6 سنوات، والتي كان أكثر المتفائلين لا يتوقع لها أن تعيش أكثر من عام، لإصابتها بمرض نادر، يدعى "موه انعدام المخ"، يولد صاحبه بنصف دماغ فقط.
عند ولادة "ليلي"، كانت تبدو طفلة طبيعية لا تعاني من المشاكل، ولكن والدتها "سيينا كينغ" البالغة من العمر 37 عاماً، ووالدها "أنثوني ويذرول" البالغ من العمر 31 عاماً، من مدينة "إليزبوري" في مقاطعة "بكنغهامشاير" الإنجليزية، لاحظا أن طفلتهما تعاني خطباً ما بعد قرابة الشهر من ولادتها.
إجراء اللحظة الأخيرة..
وتنقل لكم "سيدتي" عن صحيفة الـ"ديلي ميل" البريطانية، أنه بعد انتهاء الأطباء من إجراء الفحوصات اللازمة لـ"ليلي"، وبعد أن أظهرت الفحوصات أنها لا تعاني من أي أمر خطير. اعتقد والداها أن الأمر انتهى، وأن لا شيء يثير المخاوف، لكن خلال خروجهما من المستشفى، ركضت خلفهما إحدى الممرضات، وأخبرتهما أن الأطباء يريدون إجراء فحص أخير كانو قد غفلوا عن إجرائه قبلاً، وهو أخذ صورة ضوئية للدماغ. وعند إجراء الصورة لـ "ليلي"، تم اكتشاف الأمر.
توجه الأطباء صوب العائلة التي تنتظر بدوامة من قلق، بوجوهٍ تحمل لوالدي "ليلي" جواباً مأساوياً، قال الطبيب: "نحن آسفون، هناك خبر سيء، ما وجدناه لم يره أحد على الإطلاق في هذه المستشفى، ليلي لديها جذع دماغ، ولكنها لا تمتلك دماغاً، ويظهر مكانه شكل كتلة من السائل"، و"ليلي لن تتمكن من الحديث أو الحركة أو إظهار العواطف تجاه أحد. ولن تستطيع التعرف على الأشخاص. وللأسف، تبقى لها في حياتها القصيرة، بضعة أشهر قليلة فقط لتعيشها". وأشار على الزوجين أخذها إلى المنزل، لتقضي الوقت القليل المتبقي لها هناك.
فشخص الأطباء إصابتها بهذا المرض النادر الذي يُصيب طفلاً واحد من بين 250 ألف طفل حديث الولادة في العالم، ويتسبب بوفاة الطفل المُصاب بعد أشهر قليلة. وأوضحوا أنه في هذه الحالة يكون نصف الكرة المخية، وهي القسم الكبير من أنسجة الدماغ الصلبة، مفقوداً تماماً، وتوجد سوائل مختلفة مكانه.
"ليلي".. التي تحدت كل شيء
أثبتت "ليلي" أنها قادرة على الإستمرار بعكس توقعات الأطباء وها هي تحتفل مؤخراً بعيد ميلادها السادس. على الرغم مما قالوه أنها "عمياء وصمّاء"، ولن تستطيع التعرف إلى أي شخص حتى عائلتها. إلا أن "ليلي" الشجاعة، تحدت هذه التوقعات، وها هي الآن تبتسم للجميع، وتعرف عائلتها جيداً، كما أنها تذهب إلى المدرسة مرتين في الأسبوع.
وصرحت السيدة "كينغ" قائلة: "مرّ أسبوع كامل على ولادة ليلي، ولم أشاهدها تفتح عينيها ولو لمرة واحدة. ومرّ أسبوعان كاملان، ولم تبكِ الصغيرة على الإطلاق. كنا نستمر بمراقبتها وهي نائمة في الحاضنة، دون أن ندرك ماذا يحدث".
ويعتقد الأطباء أن السبب الرئيسي في حالة "ليلي"، هو أن دماغها خلال فترة الحمل، افتقد إلى الدم والأكسجين، ما تسبب بخثرة أو جلطة فيه. وتكوين كيس مليئ بسائل المخ والسائل الشوكي، بدلاً من وجود المخّ، القسم الأكبر من الدماغ. وأظهرت الصورة الضوئية وجود "جـذع المُــخ" الذي يتحكم بعملية التنفس والوظائف الحيوية للجسم، وبالإضافة إلى وجود المُخيخ المسؤول عن حركة العضلات.
"ليلي" تخالف التوقعات
وقالت السيدة "كينغ": "لقد احتفلنا بعيد ميلادها عاماً بعد عام طوال السنوات الـ6 الماضية. وبعكس ما قاله الأطباء والمختصين، فليلي يمكنها أن تسمع وترى ولو بشكل جزئي، وتستطيع التعرف عليّ وعلى والدها وتبتسم لنا عند رؤيتنا. أنا أعرف أنها تمتلك شخصيتها الخاصة، أنتم لم تروها عندما يعود والدها إلى البيت كيف تنظر إليه بكل شوق وتبتسم حتى يحتضنها. بالنسبة لنا، ليلي فتاة سليمة معافاة، وكغيرها من الفتيات تذهب إلى المدرسة مرتين في الأسبوع".