قد يبدو التخلص من مرض السمنة صعباً في البداية؛ لكنه بكل تأكيد ليس مستحيلاً على الإطلاق. وقد يكون الشاب الأمريكي «كايلس غيفينز»، أحد الأمثلة على ذلك؛ إذ إنه تمكن من خسارة ما يزيد على الـ188 كيلوغراماً من وزنه خلال عام واحد فقط. أي أنه فقد أكثر من نصف وزنه الذي كان يبلغ 330 كيلوغراماً، وكل ذلك أصبح ممكن الحدوث، بعد أن اتخذ قراراه الحاسم، وتحلى بإرادة صلبة قادته للانتصار على كل الإجراءات الصارمة التي وضعها لنفسه خلال ذلك العام.
«روسيا اليوم»، كانت قد نقلت عن صحيفة الـ«ديلي ميل» البريطانية، أن صاحب هذا الانتصار الشاب الأمريكي «غيفينز»، البالغ من العمر 35 عاماً من مدينة «فيرفيو» في ولاية أوكلاهوما، كان يعاني طوال حياته ومنذ سنينه الأولى من السمنة المفرطة، التي كانت تمنعه من القيام بأي نشاط من النشاطات اليومية، حتى الأمور العادية والروتينية منها.
مشاكل «غيفينز» لم تتوقف عند هذا الحد، فقد أجبره وزنه الزائد على ملازمة الفراش لقرابة 3 أعوام، كان خلالها إلى جانب حركته الصعبة للغاية، يتنفس بواسطة «قناع الأوكسجين». وظل الحال هكذا، حتى قرر أن ينهي كل هذه المعاناة. وعندها سافر إلى مدينة «هيوستن» في ولاية «تكساس»، لمقابلة الدكتور «يونان نوزرادان»، وهو أحد الجراحين المشهورين في الولايات المتحدة الأمريكية، لمساعدته على فقدان وزنه، وعلى الرغم من أن الأمر لم يكن سهلاً على «غيفينز»؛ حيث اضطر رجال الإطفاء لمدّ يد المساعدة له عبر رفعه داخل الشاحنة وخارجها؛ إلا أن إصراره وإرادته جعلاه يكمل ما بدأ به.
آمن الجراح الشهير «نوزرادان» برغبة وإرادة «غيفينز» بالتغيير الجذري في حياته، واستمر معه في العلاج لمدة شهرين تقريباً، تمكن خلالها الشاب الأمريكي من إنجاز معجزة حقيقية، وذلك بعد أن فقد قرابة الـ96 كيلوغراماً من وزنه خلال هذه الفترة القصيرة. من خلال التمارين الرياضية والامتناع عن عاداته القديمة في الطعام، واستمر «غيفينز» ببذل الجهد عندما تم نقله إلى مركز للعلاج الطبيعي، ليفقد 27 كيلوغراماً أخرى من وزنه، ويصبح مجمل ما فقده قرابة 123 كيلوغراماً.
بعد ذلك، انتقل الشاب صاحب الإرادة الصلبة، إلى مرحلة أخرى من رحلة التغيير التي يخوضها؛ إذ قام بإجراء عملية جراحية ليفقد المزيد من الوزن، حتى وصل وزنه من 330 إلى 142 كيلوغراماً، وحينها بدأ «غيفينز» يستعيد عافيته، وتمكن من التنفس بشكل طبيعي، والحركة بشكل أسهل جلوساً ونهوضاً وسيراً أيضاً.
خلال كل هذه الرحلة التي خاضها «كايلس غيفينز»، كانت صديقته «جيسيكا» ترافقه خطوة بخطوة، ولم تتركه على الإطلاق في كل ما مرّ به، وعندما نجح الشاب الأمريكي في تحقيق حلمه أخيراً، وتغيير حياته بشكل جذري، طلب يد حبيبته الوفية على الفور، وتزوجا بعد ذلك، وكأي نهاية سعيدة، قال «غيفينز» في تصريحات له: «أصبحت قريباً من تلك الحياة التي كنت أحلم بها».