هو الجهل والفقر وقلوب تيبّست حتى تحجرت، وعقول ملوثة بأمراض لا تُعد ولا تُحصى، ولا يمكن لعاقل تخيلها، والضحية أطفال بعمر الورد، لم يروا من الدنيا سوى القليل، ولم يعرفوا من الطفولة سوى التعب. كل هذا قد يكون زاوية أخرى غير تلك التي تعرضها وسائل الإعلام، لقضية أثارت رعبًا وغضبًا شديدين بكل من المملكة المتحدة والفلبين. عقب القبض على مُعلم بعقده الرابع.
القبض عليه في المطار
وكان المعلم يستغل الطفلات الفلبينيات الصغيرات جنسيًّا، والصدمة كانت أن بعض الأمهات تآمرن معه من أجل الحصول على المال! بحسب صحيفة الـ«ديلي ميل» البريطانية، وقد حكمت محكمة «التاج» في مدينة ليدز الواقعة غرب مقاطعة «يوركشير» في إنجلترا، يوم الإثنين 29 من نيسان/أبريل الماضي 2019، على معلم موسيقى بريطاني يُدعى «جيمس ألكسندر»، يبلغ من العمر 42 عامًا، بالسجن لمدة تصل حتى 5 سنوات، بتهمة الاغتصاب والاستغلال الجنسي لطفلات فلبينيات بالتآمر مع والدتهم، يبلغ عمر أصغرهن 4 سنوات فقط.
وتابعت الصحيفة البريطانية، أن الوكالة الوطنية للجريمة في المملكة المتحدة، كانت قد ألقت القبض على «ألكسندر»، في 30 من حزيران/يونيو من العام الماضي 2018، عندما كان في مطار «مانشيستر» قادمًا من تايلاند، وذلك بعد إرساله النقود إلى عدد من الأشخاص الذين يسهلون القيام بـ « بثٍّ مباشر» عبر موقع «سكايب»، يعرض استغلال الأطفال جنسيًّا في مدينة «إليغان» في شمال «مينداناو» في الفلبين؛ إذ إنه بعد التفتيش في أجهزته الإلكترونية، اكتشف المحققون أنه كان قد أرسل ما بين شهري حزيران وآب الماضيين، ما لا يقل عن 12 حوالة مالية إلى هؤلاء الأشخاص. بالإضافة إلى ترتيبه معهم حتى يسافر إلى الفلبين بهدف استغلال تلك الفتيات الصغيرات جنسيًّا.
وقد اعترف «جيمس ألكسندر» خلال التحقيق مع إنه قام بترتيب عملية إساءة جنسية واحدة للطفلات الصغيرات. و3 محاولات لإغواء طفلة بعمر الـ13 عامًا للاشتراك بنشاط جنسي، وتصويره طفلاً صغيراً صورة «غير محتشمة». حيث حُكم عليه بالسجن لـ5 سنوات ومنعه من السفر خارج المملكة المتحدة.
تفاصيل بشعة والأم شريكة في الجريمة
وثبت أن ألكسندر كان قد فاوض خلال شهر شباط/فبراير 2018، امرأة فلبينية على بناتها، واتفق الاثنان على أن يلتقي الطفلات الصغيرات ويغتصبهن مقابل المال؛ إذ إن والدة الفتيات، كانت قد عرضت عليه أيضًا باقي بناتها وهن بأعمار الـ6 و4 أعوام! بالإضافة إلى الشقيقة الكبرى التي تبلغ من العمر 12 عامًا فقط.
وأثبتت التحقيقات أن «ألكسندر»، الذي كان قد درّس الموسيقى بكل من مدينة «ليدز» الإنجليزية وماليزيا وتايلاند، كان يطلب من الأمهات اللواتي يتواصل معهن أن يُصورن بناتهن الصغيرات بأوضاع «مُخِلة»، ويرتب معهن اللقاء للاعتداء عليهن جنسيًّا مقابل مبالغ مالية.
واكتشف المحققون من خلال رسائل له عبر تطبيق الـ«واتس أب»، أنه تراسل مع العديد من الفتيات الصغيرات للأسباب نفسها.
وتمكنت السلطات البريطانية من اعتقال مشتبه به واحد فقط، من بين الأشخاص الذين كانوا يسهلون هذه الجرائم البشعة لـ«ألكسندر»، إلى جانب وضع عدد من الأطفال تحت الحماية القانونية.
وأوضح «هازل ستيوارت»، وهو كبير المحققين في الوكالة الوطنية للجريمة، أن ألكسندر كان قد حاول استغلال الأوضاع المالية السيئة للأمهات الفلبينيات؛ حتى يتمكن من إشباع «رغباته الجنسية المريضة».