الكعبة المشرفة رمز ديني هام لكافة المسلمين في جميع الأقطار، فهي قبلتهم في صلواتهم، ويطوفون حولها عند تأدية الحج والعمرة. ولتصنيع كسوة بهية تليق بمكانتها الدينية الهامة فقد سخرت المملكة العربية السعودية إمكانياتها وأنشأت مصنعاً خاصاً بـ«كسوة الكعبة» يقع في مكة المكرمة نتعرف عليه في السطور التالية.
مصتع كسوة الكعبة
متى تأسس مصنع كسوة الكعبة؟
تأسس مصنع كسوة الكعبة عندما أمر الملك عبدالعزيز آل سعود، بإنشاء دار خاصة لصناعة كسوة الكعبة المشرفة في منتصف عام 1346هـ باقتراح من الشيخ عبد الرحمن الأنصاري، والذي كان أول مدير للمصنع واستمر العمل في إنشاء كسوة الكعبة المشرفة إلى أن تم تجديد المصنع وتحديثه، وافتتح في عام 1397هـ بأم الجود في مكة المكرمة، وزود بالآلات الحديثة لتحضير النسيج واستحدث قسم للنسيج الآلي مع الإبقاء على أسلوب الإنتاج اليدوي لما له من قيمة فنية عالية، وما زال المصنع يواكب عجلة التطور ويحافظ على التراث اليدوي العريق لينتج الكسوة في أبهى صورها.
وفي اليوم العاشر من شعبان عام 1438هـ صدرت الموافقة بتسمية «مصنع كسوة الكعبة بمجمع الملك عبدالعزيز» وذلك لأن الملك عبدالعزيز رحمه الله، كان له سبق الاهتمام البالغ بكسوة الكعبة، فكان أول من أمر بإنشاء مصنع خاص بها بعدما كانت الكسوة تجلب من خارج المملكة، ويأتي إطلاق اسمه على مجمع كسوة الكعبة المشرفة تخليدًا لذكراه وتتويجًا لما أمر به، وتقديرًا لجهوده العظيمة.
إنتاج مصنع كسوة الكعبة
يحتوي المصنع على عدة أقسام من أهمها «قسم الحزام، وقسم خياطة الثوب، وقسم المصبغة، وقسم الطباعة، وقسم النسيج الآلي، وقسم النسيج اليدوي، وقسم المختبر»، ويعمل في تلك الأقسام أكثر من مئتي عامل من العمالة السعودية المؤهلة والمدربة.
وبالإضافة إلى إنتاج كسوة الكعبة المشرفة كل عام فإن المصنع ينتج أيضاً الكسوة الداخلية للكعبة المشرفة، والكسوة الداخلية للحجرة النبوية الشريفة، وعلم المملكة العربية السعودية، مطرزاً ومطبوعاً طبقاً لنظام علم المملكة العربية السعودية.
الخامات المستخدمة في صناعة الكسوة
يُستخدم في صنع وإنتاج الكسوة الخيوط الحريرية الخام والمستوردة من إيطاليا، بحيث تصبغ في المصنع بالألوان (الأسود والأحمر والأخضر) وهي من أعلى وأجود درجة أنواع الخيوط على مستوى العالم، إضافة إلى مجموعة أخرى من الخيوط القطنية ويتم تنقيتها لبطانة الثوب.
أسلاك الذهب والفضة للتطريز
ويُستخدم أيضًا في التطريز مجموعة من الأسلاك الفضية والذهبية الصافية عيار 24 قيراط، لأعمال تطريز الحروف من الخارج، ويعتبر نسيج الحرير الخاص بالكعبة المشرفة أسمك نسيج للحرير في العالم يبلغ حوالي 7 ملم، وهو من الحرير الطبيعي الخالص المنقوش بطريقة الجاكارد، وينتج أيضاً الحرير السادة لطباعة الحروف المطلوبة عليها وتطريزها يدوياً بأيدي صناع متخصصين، حيث يتم حشو الكلمات الذهبية بخيوط قطنية ثم تطرز بالخيوط الذهبية وتثبت بالأسلاك الفضية ما يعطي الشكل المبهر لها، ويوجد مطبعة تطبع على القماش قبل التطريز عليه.
وتستغرق فترة إنتاج كسوة الكعبة المشرفة شهوراً تقريباً، وتبلغ تكلفة قيمتها أكثر من 20 مليون ريال كل عام لتخرج بأعظم شكل وأجمل وأبهى حلة تليق بمكانتها الرفيعة.