بعد أن احتلت تركيا صدارة قائمة أكثر الدول المفضلة لدى السياح السعوديين لسنوات، تراجعت في الآونة الأخيرة بعد أن وجدوا أنفسهم ضحايا للعديد من جرائم الابتزاز والاعتداء العنصري والخطف حتى بلغ عدد المفقودين في تركيا 1006 سعودي حتى الآن.
ويحكى عدد من المواطنين معاناتهم في تركيا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يشير البعض إلى أنهم تعرضوا إلى السرقة والنصب وعندما لجأوا للشرطة لم يجدوا الخدمة المتوقعة، بل ان هناك حالات ضاعفت الشرطة فيها معاناة السياح بطلب مبالغ مقابل مساعدتهم وتسهيل مهمتهم، خصوصًا في قضايا سرقة الجوازات.
وفي هذا السياق، قال الخبير الاستراتيجي الدكتور أحمد الشهري خلال لقاء تلفزيوني على قناة «سكاي نيوز» في برنامج «من الرياض»: «إن ضعف الأمن وفقدان هذا العدد من المواطنين، كان أحد الأسباب الرئيسية وراء انخفاض إقبال السعوديين على تركيا، بعد أن كانوا في المرتبة الرابعة من حيث عدد السياح الذين يقصدونها»، موضحًا أن «السعوديين يضعون الأمن في أولوية الجهات التي يقضون فيها إجازاتهم».
وتشير الإحصاءات الأخيرة إلى أن عدد السائحين السعوديين إلى تركيا شهد تراجعًا حادًا خلال شهري يناير وفبراير من العام الحالي 2019، مقارنة بنفس الفترة من العام السابق، حيث تراجع بنسبة 38%، ليبلغ نحو 44.6 ألف سائح، وفقًا للـ«العربية».
ولتعويض هذا التراجع، أشارت مصادر إلى أن الحكومة التركية تعمل على اتفاقية تسمح بدخول السائحين الروس إلى البلاد باستخدام الهوية الشخصية فقط، ودون الحاجة إلى تأشيرة أو جواز سفر.
ويعد تدهور الوضع الأمني في تركيا وراء تدني الوضع الاقتصادي بما في ذلك قطاع السياحة، الذي يعد أهم الموارد لتركيا، وذلك بعد أن حذرت العديد من الدول مواطنيها من السفر إليها.
يذكر أن السعوديين يتصدرون قائمة الشعوب الأكثر سفرًا في الشرق الأوسط، إذ تتراوح معدّل عدد رحلاتهم بين 4 إلى 5 مرات في السنة، مما يجعلهم قوة شرائية تطمع في استقبالهم كل الدول، خصوصا وأن دراسة أجرتها شركة «تريفل بورت» للسياحة، أظهرت أن قيمة انفاق حجوزات السعوديين عبر الإنترنت في العام 2016 بلغت 35 مليار دولار.