يعد فن الرواية حياة مصغرة، يصيغها الراوي انعكاسًا لحياة أبطالٍ، إما متخيلين أو حقيقيين، وتتنوع أنواع الروايات، وذلك بحسب الموضوعات التي تتناولها، فهناك الروايات العاطفية والبوليسية والتاريخية والوطنية... إلخ، ونرفق لكم هنا بعض الروايات عن الحياة، باختلاف أزمنتها وأحداثها، وتندرج تحت الروايات الواقعية.
روايات واقعية
رواية «ألف»
يبرع الكاتب «باولو كويلو» دومًا في الحديث عن الذات البشرية العميقة في جميع رواياته، وتدور أحداث رواية «ألف» حول بطل يقرر أن يجوب العالم؛ بحثًا عن الأسرار الخاصة بالبشر والكون والطبيعة، فيبدأ البطل من أفريقيا، ثم يتجه لأوروبا، ومنها لآسيا، وذلك باستخدام السكة الحديدية، ويكتشف أثناء رحلته جوانب أكثر فلسفية عن طبائع البشر والكون، وذلك بدمجها بقصة حب قديمة كان يعيشها البطل، تظهر إلى السطح من جديد؛ بعد أن يلتقي بحبيبته القديمة أثناء رحلته هذه، حيث تعود به الذاكرة إلى السبب الذي أدى لفراقهما، وبعد هذا اللقاء تتغير حياتهما؛ بسبب تغيير مفاهيمهما، التي يشرحها لنا الكاتب حول المحبة والمغفرة والشجاعة.
رواية الفقراء أو (المساكين)
تحمل هذه الرواية دراسة عميقة للنفس الإنسانية! كتبها« دوستويفسكي» وهو في عمر الرابعة والعشرين، حيث تعد الظروف التي كتب بها هذه الرواية مختلفة تمامًا عن أي رواية أخرى، حيث بدأ في كتابتها وهو داخل السجن، وهي من رواياته الأولى، واعتبرها النقاد وصفًا للحالات الإنسانية التي لمسها داخل السجن، ولذلك يمكن أن نعتبرها مجموعة من الصفحات التي تتحدث عن النفس البشرية، وتأثرها بالظروف المحيطة، وقد تناول الكاتب خلالها عددًا كبيرًا من أنماط البشر، المختلفين عن بعضهم البعض في طبيعة الحياة والمستوى الاجتماعي، وكذلك تطلعات كل منهم، وأسباب وجودهم خلف هذه القضبان.
رواية «لأننا في مكان آخر»
«لأننا في مكان آخر» رواية تصور من خلالها المؤلفة «رشا خياط» صراع الثقافات؛ من خلال سردها لقصة «ليلى» و«باسل»، الشقيقين من أب عربي وأم ألمانية، اللذان يتقاسمان ما عاشته المؤلفة بالفعل من معاناة في حياتها في الغربة، وهي من أصل عربي. فتقرر «ليلى» فجأة أن تغادر ألمانيا وترحل إلى موطن أبيها في السعودية، لتفاجئ بعدها أخاها «باسل» وأمها بصدمة أكبر؛ بأن تدعوهما ليحضرا حفل زفافها من شاب سعودي، وخاصة بعد أن اكتشف باسل مدى التغير الفكري الذي طرأ عليها، بعد أن سافر لرؤيتها في السعودية.
وفي الوقت نفسه، يشتاق «باسل» في زيارته هذه لعائلة أبيه، إلى أيام طفولته التي قضاها في السعودية معهم.
تطرح الكاتبة «رشا خياط» في هذه الرواية عدة تساؤلات معقدة عن انقسام الأسر؛ بسبب الهوية متعددة الجنسيات من الشرق والغرب، فهل ينبغي أن تطغى ثقافة بلد على ثقافة البلد الآخر؟ أم من الأفضل أن نوفِّق بينهما؟ إنها رواية عن صراعات المجتمع الثقافية.