تخيل.. أن تتحول مدينة كاملة بمبانيها وشوارعها إلى «معرض فني»، هذا ليس حلم فنان شاب مهووس بالفنّ، هذا ما فعلته مدينة بريسانوني الواقعة بمنطقة «الألب» غرب إيطاليا، عندما حولت كل زاوية منها إلى دهشة يراها المارة والجالسين في المقاهي والفضوليون من شرفات بيوتهم، عندما ملأت الأضواء المذهلة والفنية المدينة، في أكبر مهرجان للضوء في المنطقة... فما هي قصة الأضواء الساحرة في جبال الألب.. الساحرة أصلاً..؟
بدأ الأمر من فكرة أراد منظمو المهرجان أن يلقوا الضوء عليها، وهي أهمية المياه وآثار التغيرات المناخية القاتلة التي تغير وجه كوكبنا الأزرق. فوجدوا أن الفنّ هو الوسيلة المُثلى للقيام بذلك، فقاموا بدعوة 24 فناناً عالمياً من مختلف البدان والجنسيات للمشاركة في مهرجان الضوء، حيث قام هؤلاء الفنانون بتزيين سماء مدينة بريسانوني بأعمالهم الفنية المضيئة في الهواء الطلق، وحوّلوها إلى معرض فنيٍّ مفتوح.
الطبيعية والفنّ في سماء المدينة..
ونقلاً عن وكالة «رويترز»، ذكر موقع «سكاي نيوز»، أن قصة الأضواء الساحرة في جبال الألب، كانت من خلال مزج فنيّ بين الأضواء والفنّ والماء والطبيعية، ولأن جبال الألب لها أهميتها التاريخية والجغرافية الخاصة، كان أحد أهداف هذا المهرجان هو رفع الوعي بأهمية المياه في الجبال. بالإضافة إلى تسليط الضوء على ظاهرة التغير المناخي الكارثية، التي تعتبر الجبال ذات القمم الجليدية –مثل جبال الألب- من أكثر المناطق المتضررة منها.
أسماك عملاقة، ورود من مختلف الأشكال، تشكيلات فنية هائلة من الضوء، كلها كانت إبداعات الفنانين الـ 24 التي حلقت في سماء المدينة، والتي أصبحت خلال الأيام القليلة الماضية، مصدر جذب للسُياح من مختلف مناطق إيطاليا وأوروبا، وحتى دول العالم الأخرى. حتى يستمتعوا بهذه الإبداعات المدهشة التي قدمها مبدعوها لأعينهم.
ومن الأعمال الفنية الأخرى التي تضمنها مهرجان الضوء الإيطالي أيضاً، أعمال ركزت على أهمية القمر، وعلى ظاهرتي المدّ والجزر، والتي لا تنفصل على الإطلاق عن الموضوع الأساسي للهدف الرئيس للمهرجان، وهو أهمية المياه في الجبال، ودورها المهم في تاريخ البشرية عموماً. حيث جرى عرض فيلم تسجيل مصور عن المياه وأهميتها خلال المهرجان.