أثبتت التجارب السابقة أن البث المباشر له سلبياته أكثر من إيجابياته عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي ذات الشعبية الهائلة في العالم. وإنها كانت لسنوات طويلة وسيلة الإرهابيين والمتطرفين لبث أفكارهم ومشاريعهم القاتلة والعنصرية بين أتباعهم.
ولكن الانتقادات العالمية المتزايدة لها من دول عربية وغربية جعلت مجموعة فيسبوك تحاول إصلاح سياساتها لكسب ثقة مستخدميها مجدداً.
فلقد أعلنت مجموعة فيسبوك، اليوم الأربعاء، تشديد القيود على خدمة البث المباشر لمنع التشارك الواسع لتسجيلات عنيفة، كما حصل خلال مجزرة مسجدي كرايست تشيرتش في نيوزيلندا.
سيحرم مخالفوا القواعد من استخدام خدمة «فيسبوك لايف»
والأشخاص الذين خالفوا قواعد معينة، بينها تلك التي تمنع «الأشخاص والمنظمات الخطيرة»، سيحرمون من استخدام خدمة «فيسبوك لايف» للبث المباشر، بحسب ما أعلن نائب رئيس شؤون النزاهة غاي روزن.
وذكر روزن في بيان «في أعقاب الهجمات الإرهابية الأخيرة المروعة في «نيوزيلندا»، أجرينا مراجعات لما يمكننا القيام به لمنع استخدام خدماتنا في التسبب بأذى أو نشر الكراهية.
وفي مارس الماضي، قام رجل من المنادين بتفوق «العرق الأبيض» بإطلاق النار في مسجدين في «كرايست تشيرش» بنيوزيلندا، مما أدى إلى مقتل 51 شخصًا. وبث الهجوم مباشرة على الفيسبوك من كاميرا مثبتة على رأسه.
وسيتم تطبيق سياسة «ضربة واحدة» في خدمة فيسبوك لايف على مجموعة أوسع من المخالفات. وسيُمنع الذين ينتهكون سياسات خطيرة من استخدام هذه الخاصية بعد مخالفة واحدة.
أنواع المخالفات
وستتضمن تلك المخالفات تشارك رابط إلى بيان جماعة إرهابية من دون كلام، بحسب روزن.
وأضاف «نعتزم تمديد هذه القيود إلى قطاعات أخرى في الأسابيع المقبلة، بدءًا بمنع أولئك الأشخاص نفسهم من تصميم إعلانات على فيسبوك».
وقال إن «الابتكار التقني ضروري لتجاوز التلاعب العدائي لوسائل الإعلام الذي شاهدناه بعد مجزرة كرايست تشيرتش، كتعديل المستخدمين فيديوهات لتخطي الفلاتر»، حسب موقع «سكاي نيوز».
تحديات
وأوضح روزن أن «أحد التحديات التي واجهناها في الأيام التي تلت الهجوم، كانت انتشار العديد من التسجيلات للهجوم بمعطيات مختلفة».
وتابع: «إن عددًا من الأشخاص - ليس بشكل مقصود دائمًا - تشاركوا نسخًا معدلة لتلك التسجيلات، مما جعل من الصعب على أنظمتنا رصدها».
وأعلنت مجموعة فيسبوك تخصيص 7، 5 مليون دولار في شراكات بحثية مع ثلاث جامعات أميركية لتحسين تكنولوجيا تحليل الصورة والفيديو.